عقدت فى القاعة الرئيسية ندوة «صلاح عبدالصبور ناقداً ومترجماً»، شارك فيها د.عزوز على إسماعيل، ود. فاطمة الصعيدى، ود.منار عمر، وأدارها د.محمد بريرى. أشار عزوز فى كلمته إلى أن الشاعر بطبعه ناقد للحياة، وعبدالصبور، الناقد، كتب عن طه حسين والعقاد والمازنى وتوفيق الحكيم، كتاب «ماذا يبقى منهم للتاريخ» متسائلاً: هل هناك فارق بين الأديب التاريخى والأديب الكبير؟ وأضاف أن نقد عبد الصبور كان بناء حتى حين تناول العقاد ونقده، غير البناء لشوقى فى كتاب «الديوان» لدرجة نزع العقاد إمارة الشعر عن شوقي، وشبه قصيدته فى رثاء محمد فريد بعملية الشحاذة». واختتم عزوز بأن طه حسين والعقاد والمازنى وتوفيق الحكيم، فيما يرى صلاح عبدالصبور، كتاب تاريخيون. أى حولوا مجرى الأنواع الأدبية التى كتبوا فيها، بحيث كانوا علامات. أما الدكتورة فاطمة الصعيدى فقدمت قراءة لكتاب «حياتى فى الشعر» قائلة: لكى نعرف صلاح الناقد علينا أن نرجع لقراءاته الأولى لأدب جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة والمنفلوطى وبودلير وشيلى وإليوت ونيتشة الذى كان، بالنسبة لصلاح زلزالاً خلخل روحه. منوهة بدور التراث العربى والصوفى فى إذكاء حساسيته النقدية، وعضويته فى «جماعة الأمناء» كان لها دور مهم فى توجيه ممارساته النقدية. وفى ورقتها عن صلاح عبدالصبور مترجماً قالت الدكتورة «منار عمر» إن نكبة فلسطين عام 1948 ونكسة يونيو 1967 أثرتا على صلاح شاعراً وناقداً ومترجماً، وجعلته يشك فى الكلمات الرنانة والطنين الأيديولوجى، ولهذا بحث محموماً عن الكلمات البسيطة وذخّرها بالشجن. وأشارت إلى أن مصادر ثقافة عبدالصبور، كمترجم، بين مسيحية وغربية وتراثية وشرقية..إلخ، كان لها أثر فى اختياراته، وإن لم تمثل ترجماته علامة فارقة فى الترجمة العربية، لكن تواضع صلاح الإنسانى جعله يفسح الخطوات لغيره من الكتاب، وهذا هو جوهر عمل المترجم.