أقيمت بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس الاثنين، ندوة بعنوان "صلاح عبد الصبور..ناقدًا ومترجمًا". وقدم الدكتور عزوز على إسماعيل، عرضًا لكتاب "أقول لكم عن جيل الرواد"، للشاعر الراحل صلاح عبد الصبور، الذي انتقد فيه جيل الرواد مثل طه حسين وعباس العقاد، وتوفيق الحكيم والمازني، وأكد أن عبدالصبور انتقد طه حسين نقدًا بناءً في كتابين وهما "دعاء الكروان"، الذي قدم فيه نقدًا لاذعًا، معتبرًا أن طه حسين تأثر فيه بالثقافة الفرنسية، وبالانتقام من أجل الحب، والكتاب الثاني هو قصة "الحب الضائع"، مشيرًا إلى أنه طه حسين أخذها من الفرنسي أندريه جيد، لكن بإضافة العنصر الرومانسي في الرواية. وأوضح "إسماعيل"، أنه رغم انتقاد عبد الصبور لطه حسين، لكنه أيضًا أشاد به وقال "لابد لأي ناقد وباحث أن يطلع لأعمال طه حسين الأخرى وخاصة أوديب"، واعتبره كاتبًا مؤرخًا، وله بصمته الأسلوبية والثقافية.مشيرًا إلى أن عبد الصبور انتقد أيضًا كتاب "الديوان" للعقاد، واعترض على خلع الإمارة عن الشاعر أحمد شوقي. وأشارت الدكتورة منار عمر، أن نكبة عام 1948م، ثم نكسة 1967م، التي عاصرهما الشاعر الراحل، قد أثرا عليه، وعلى اختياراته من حيث المضمون الشعري، وأنه كان من المنطقي أن يلجأ إلى البحث عن صيغ أدبية تعبر عن هذه المعاناة. وأوضحت "عمر"، أن هذه الانهزامات وضعت علامات استفهام شديدة لكل ما هو أيدلوجي لدى عبد الصبور، مما أدى إلى ابتعاده عن الأيدلوجية في كتاباته، فلم تأتِ مباشرة حتى في الأمور السياسية، ولهذا أيضًا لجأ إلى شعر التفعيلة وكسر عامد الشعر الجامد، بألفاظ جريئة وفصيحة. وانتقلت الدكتور منال عمر، للحديث عنه مترجمًا، وأكدت أن تجربة الترجمة دائمًا لا تجعل اسم المترجم يتوارى خلف اسم صاحب الكتاب الأصلي، ولهذا لا نجد اسم صلاح عبد الصبور بارزًا في مجال الترجمة، رغم ترجمته للعديد من الكُتب الأدبية. وتحدثت الدكتورة فاطمة الصعيدي، عن التكوين الثقافي لصلاح عبد الصبور، وأكدت تأثره بعدد من الكُتاب الغربيين، مؤلفاتهم التي قرأ بعضها عن لغتها الأصلية، وبعضها مترجمًا، وخاصة كتاب "هكذا تكلم زرادشت"، وكذلك قراءاته في التراث المصري. وقدمت "الصعيدي"، قراءة في كتاب "حياتي في الشعر"، وأكدت أن الجدل الدائر بين الزمن والإبداع كان هم صلاح عبد الصبور في القراءة النقدية، فهو دائمًا يبحث عما يمكث في الأرض وينفع الناس، الذي كان مهمومًا بهم منذ مطلع أول أعماله الإبداعية "الناس في بلادي". وأكدت الصعيدي، على انتماء عبد الصبور إلى مملكة الآداب العالمية، وأنه لم يكن مغتربًا عن الثقافة العالمية، بل كان متفاعلًا معها ومتجاوبًا مع تجلياتها، وصورها المختلفة، فقد تأثر بالتيارات الأدبية والمدارس الأدبية، فقد كان قارئًا واعيًا للأدب العالمي، كما اعتنى عبد الصبور بالتعبير والتشكيل واختيار طرق جديدة في هذا المضمار، وبالتفسير والتحليل.