الذين يتساءلون عن سر هذا التوافق المبكر بين الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى والرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب لابد أن يدركوا أن هناك قاعدة أساسية فى العلاقات الدولية، تحتم على القادة والزعماء مهما تباينت أفكارهم وتوجهاتهم أن يقرأوا الأخطار المشتركة قبل استفحالها، ومن ثم فإنه فى مواجهة مثل هذه الأخطار لابد أن تتوحد صفوف المستهدفين فما بالنا وخطر الإرهاب بات خطرا عالميا يصعب التصدى له برؤى وإجراءات فردية.. وهذا هو ما أفرز كيمياء التفاهم بين السيسى وترامب لكى يقولا للجميع أننا سنمضى فى محاربة الإرهاب «يدا بيد» وأن أيدينا ممدودة لكل من يريد أن يتشارك معنا فى تلك المهمة التى تمثل حلما مشروعا للبشرية كلها! يدرك السيسى وترامب أن ظاهرة الإرهاب تحتم على المجتمع الدولى أن يخوض حربا مشتركة ضد أشباح يصعب على أى دولة بمفردها أن تتوقع حركتها مسبقا، أو من أين ستأتى الضربة وإلى من ستوجه ومتى وكيف... ولهذا فإن من مصلحة الجميع عدم التخلف عن الرؤية المشتركة للسيسى وترامب وهى بالمناسبة ليست بعيدة عن رؤية الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى ضرورة الإسراع لحشد المجتمع الدولى ضد الإرهاب عبر اتفاقات جماعية وثنائية تسمح بحرية الحركة عبر الحدود وملاحقة هذه التنظيمات وعدم منحها ملاذات آمنة. وليس سرا أن دولا كثيرة فى مقدمتها مصر والولايات المتحدةالأمريكية وروسيا باتت مؤمنة بضرورة صياغة مفاهيم قانونية دولية جديدة تيسر التعامل مع ظاهرة الإرهاب. وإذا قدر لكيمياء التفاهم بين السيسى وترامب أن تجد طريقها الصحيح فى بناء تحالف دولى يخلص العالم من آفة الإرهاب فى أقرب وقت ممكن فإن أمورا كثيرة سوف يتم حلها وتؤدى إلى اقتناع ترامب بضرورة العودة عن شمولية قراراته الصادمة بشأن قوائم الحظر والإبعاد لكى تقتصر على جماعات الإرهاب فقط! خير الكلام: احترس من الشهوة فى شبابك والجشع فى شيخوختك! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله