متى يدرك الجهلاء أن الوطن لم يعد يتحمل شرور التخوين والتكفير والتشهير والشقاق والفرقة والعداء؟ متى يدرك الأغبياء أن الإرهاب بات عملا مفضوحا مهما تكن مبرراته وأقنعته وأنه ليس سوى مطية لكل فصيل طامح فى اغتصاب السلطة ؟ إن أوهام الجهلاء وأحلام اليقظة للأغبياء تهييء لهم أنهم بعد أن يتمكنوا من إحداث المزيد من التمزق والتفتت فى أى دولة من خلال تفكيك الجيوش الوطنية وهدم المؤسسات الأمنية سوف ينجحون فى إعادة البناء وملء الفراغ من خلال الشعارات الجوفاء التى ليس لها من حصاد سوى مزيد من الفساد ومزيد من الاستبداد وإغراق للأوطان فى مستنقعات الفقر والجهل والمرض. هؤلاء الجهلاء والأغبياء لا يؤمنون بالهوية الوطنية ولا يعترفون بالحدود الجغرافية كمدخل لنشر الفوضى وإثارة المشكلات وتهيئة المناخ لمزيد من الحروب والصراعات تحت دعاوى مضللة تتحدث عن الحقوق المشتركة فى اقتسام الثروات والموارد الطبيعية باعتبارها ملكية عامة لكل العرب والمسلمين وليست حقا وإرثا لكل شعب على حدة داخل الحدود السيادية المعترف بها دوليا وإقليميا. أولئك الجهلاء الأغبياء لم يتعلموا شيئا من دروس التاريخ عندما يصرون على إشعال نيران الفتنة التى قد يملكون القدرة على إلقاء أول عود ثقاب بها ولكنهم لن يكونوا بمنأى عن أخطارها المدمرة وسيعجزون عن إطفائها عندما تمسك نيران الفتنة بتلابيبهم وتبدأ فى لسع وحرق وشى جباههم وأجسادهم! إنهم يقدرون فقط على وضع العقبات والعراقيل وإثارة بعض مشاهد الذعر والفوضى بأعمال صبيانية هنا وهناك.. ولكنهم فى النهاية مجرد ظاهرة صوتية ليس لها قدرة الفعل والتأثير الإيجابي... وهذا ما أدركه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قبل 60 عاما وما يتعامل به الرئيس السيسى الآن ضد حماقاتهم... فقد عرف الزعيمان جوهر الأكذوبة وخلعا عنهما ثياب المكر والخداع... وهذا هو سر عداء هؤلاء الجهلاء والأغبياء لهذين الزعيمين بهذا المخزون الرهيب من الكراهية الذى طفح أخيرا فى شوارع نيويورك! خير الكلام: الغبى يعتقد أنه يستطيع أن يكسر الحجر بالبيض ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله