ليس هناك من دعامة راسخة لاستقرار أي وطن سوي دعامة الوحدة الوطنية لأنه في غيبة هذه الدعامة لن يكون هناك وطن ولن تكون هناك دولة ولن يكون هناك سوي الفتنة والانقسام والفوضي. وليست هناك أمة بحاجة إلي ترسيخ هذه الدعامة في ظل معطيات العصر ومعادلاته سوي أمتنا العربية علي امتداد أقطارها التي تتهددها أخطار المحاولات الصبيانية لبعض المراهقين السياسيين للعبث بالوحدة الوطنية لخدمة أهداف ومطامع حزبية أو سلطوية ضيقة! ولعل ما دفعني إلي الحديث في هذه القضية الحساسة والشائكة هو الخوف من إشارات عديدة برزت في أعقاب إعلان نتيجة الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة المصرية- وأغلبها- يوحي بأن تجاذبات اللعبة السياسية بدأت تشد الكثيرين لتجاوز العديد من الخطوط الحمراء وأبرزها الخط الأحمر المتعلق بالحفاظ علي الوحدة الوطنية. ولست أظن أنه يخفي علي أحد أن مصر صنعت عافيتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية, علي مدي يزيد عن14 قرنا بفضل وحدتها الوطنية وقوة نسيجها الاجتماعي ومن ثم فإنه ليس من صالح هذا الوطن أن يسعي البعض لتوظيف نتائج الجولة الأولي ومقدمات الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة في اختلاق نوازع طائفية ليست في صالح أمن واستقرار مصر. إن الذين يلعبون بالنار الآن في الساحة المصرية هم الأعداء الحقيقيون للوحدة الوطنية ليس لأن أحدا يجادلهم في دعم هذا المرشح أو ذاك, وإنما لأن ملابسات ومعطيات هذا التصعيد التحريضي غير المبرر شملت محظورات مرعبة تثير القلق في نفوس كل من ينتمي بصدق لتراب هذا الوطن الذي اختلطت فيه دماء المسلمين والمسيحيين معا في كل معارك الاستقلال والتحرر والثورة ضد الظلم والطغيان. وعلي كافة القوي الفاعلة في المشهد السياسي الراهن أن تدرك أن الوحدة الوطنية هي طوق الحماية والنجاة للجميع قبل أية انتخابات رئاسية أو برلمانية لأنه إذا أصيبت الوحدة الوطنية بالضرر تبدأ الأزمة الكبري والتي تتضاءل إلي جوارها جميع الأزمات. خير الكلام: يمكنك أن تحول الفشل إلي نجاح... و لكنك ستظل فاشلا إذا ألقيت علي الآخرين وحدهم مسئولية فشلك! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله