الدين الصحيح.. والتدين الشكلي! لن يحمي مصر من الفتنة سوي العودة لصحيح الدين إسلاما كان أو مسيحية لأن الثقافة الدينية المستنيرة في مصر هي التي صنعت القيم الرفيعة وحافظت علي الهوية الوطنية علي طول التاريخ. أتحدث عن صحيح الدين وليس عن التدين الشكلي والمظهري الذي هو أحد أهم أسباب نشوء الفتنة الطائفية بين الحين والحين بإيعاز وتحريض ممن يرتعبون كلما شعروا أن مصر تصحح مسارها لكي تكون أكثر اقترابا من قيم الحضارة الإنسانية. إن صحيح الدين في الإسلام والمسيحية هو الذي يصنع مصر القوية القادرة علي الفعل والحركة والتأثير بينما التدين الشكلي والمظهري هو الذي يجعل مصر عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها تجاه شعبها وتجاه أمتها العربية. تحت رايات الفهم الصحيح للدين يمكن لمصر أن تقوم بدورها الحضاري بينما الاستسلام لدعاة التدين الشكلي والمظهري يضعنا في قفص الاتهام ليس فقط كمقاومين لتطور الحضارة الإنسانية وإنما كدعاة تكفير ضد مصر وضد حضارتها التاريخية. ومن يقرأ بعناية الصفحات المضيئة من ماضي مصر البعيد ومن حاضرها القريب يجد أن الفهم الصحيح للدين كان أحد أهم الركائز الأساسية التي صنعت مجد وتاريخ هذا الوطن.. وفي المقابل فإن الصفحات المظلمة من ماضي مصر البعيد وحاضرها القريب كانت بسبب انتشار نزعات التدين الشكلي والمظهري- إسلاميا أو مسيحيا- مما أدي إلي طغيان ثقافة الأوهام والغيبيات علي حساب ثقافة العقل والمنطق. في ظل الفهم الصحيح للدين لا مكان لاستبعاد أي مصري من المعادلة الوطنية بسبب الجنس أو اللون أو الدين بينما في ظل التدين الشكلي والمظهري يمكن أن تنتشر الدعوات الخبيثة للفرقة والتناحر وتشويه الشخصية الوطنية بدعاوي التطرف والتعصب والجمود. وعظمة مصر الحقيقة أنها استطاعت رغم تعدد الغزوات وتكاثر الهجرات إلي أرضها أن تحصن هويتها الوطنية المنتمية لتراب هذا الوطن ضد كل محاولات اختزال الهوية في مكون واحد فقط من مكوناتها الجغرافية والتاريخية والسياسية والدينية. خير الكلام: شيئان لا فائدة من ورائهما.. الجدل مع العنيد والحوار مع الأحمق! [email protected]