يروي الصحفيون الروس أنهم عندما غطوا للمرة الأولي عام1991 مراسم تنصيب رئيس روسيا الاتحادية الجديدة, بوريس يلتسين, تجنبوا تماما استخدام المصطلح الانجليزي للتنصيب خوفا من عدم قدرتهم علي نطقه, واستخدموا بدلا منه تعبير مراسم تسلم الرئيس لمهام منصبه لعدم وجود كلمة مرادفة للتنصيب في اللغة الروسية كما أن مراسم التنصيب نفسها لم يكن لها وجود في الاتحاد السوفيتي السابق.أما اليوم أصبحت مراسم التنصيب جزءا أصيلا في اللغة الروسية وملتصقا مع بروتوكولات الكرملين بعد أن تم استخدامها ست مرات كان آخرها مع تسلم فلاديمير بوتين لمهام منصبه في مايو الماضي. ومع تنصيب يلتسين المنتخب في12 يونيو عام1991 تم ترسيخ الملامح الرئيسية لتقاليد التنصيب الحديثة, وأبرزها اداء اليمين الدستورية وفقا للمادة82 من الفصل الرابع والتي تنص حرفيا علي ما يلي: بند1: علي رئيس روسيا الاتحادية أداء القسم التالي: اقسم علي احترام حقوق وحريات المواطنين وان التزم بمراعاة دستور روسيا الاتحادية والدفاع عنه, وان اذود عن سيادة واستقلال وأمن ووحدة اراضي الوطن وان اخدم الشعب باخلاص. بند2: يؤدي الرئيس القسم في جو احتفالي وفي حضور اعضاء مجلس الاتحاد( المجلس الاعلي للجمعية البرلمانية) ونواب مجلس الدوما( البرلمان) واعضاء المحكمة الدستورية لروسيا الاتحادية, ولأن تاريخ روسيا الاتحادية في تنصيب رؤسائها يعد قصيرا نسبيا, فان المراسم دوما قابلة للتطوير. فعلي سبيل المثال, في حفل تنصيب ديمتري ميدفيديف عام2008 كانت المرة الأولي التي يحضر فيها الرئيس السابق, وكان في هذه الحالة بوتين حيث قيل انه حرص علي تقديم الدعم المعنوي للرئيس الجديد, وبذلك شهدت روسيا تقليدا تاريخيا وسياسيا جديدا, حيث سلم بوتين القلادة الذهبية الرئاسية إلي الرئيس الجديد مدفيديف, وانتهت بذلك الفترة الثانية لرئاسته. وربما كان من الجدير بالذكر هنا أن روسيا حتي الآن لم تعتمد عملية منح رقم تسلسلي للرئيس ولم تضع بروتوكولات في هذا الشأن, وكان أيضا من التقاليد الجديدة التي أضيفت للمراسم مؤخرا, أداء بطريرك موسكو لقداس في كاتدرائية ملحقة بالكرملين في نفس يوم التنصيب, ويتسلم رئيس الدولة بعد أدائه اليمين الدستورية, رموز الرئاسة وهي علم الرئيس وقلادة الرئيس الخاصة ونسخة الدستور الروسي الذي وضع يده عليه أثناء ادائه اليمين. تدور مراسم التنصيب في ثلاث قاعات بالكرملين تحمل كل منها عبقها ورمزيتها الخاصة, مجد العسكرية الروسية والأباطرة, أبطال الحرب وقادة الاتحاد السوفيتي, عبر تلك القاعات يسير رئيس المستقبل علي السجادة الحمراء نحو قصر الكرملين الكبير, وبعد تلك المقدمات الطويلة والمهيبة, تجري مراسم التنصيب نفسها في غاية السرعة, وبعد أداء اليمين, يعزف النشيد الوطني للدولة الروسية ويرفع فوق المقر الرئاسي ما يسمي علم الرئيس وهو عبارة عن صارية تحمل قوسا فضيا نقش عليه اسم الرئيس واسم والده واسم عائلته, ثم يلقي الرئيس كلمته بالمناسبة, وتطلق المدفعية30 طلقة. وفي أعقاب المراسم يتعرف الرئيس, باعتباره قائدا أعلي للقوات المسلحة في ساحة سوبورنايا بالكرملين علي أفراد الفوج الرئاسي, وقد شارك هذا الفوج في مراسم التنصيب منذ عام.2000 وفي المساء يقام حفل كبير للاحتفال بالرئيس الجديد.