شيعت جنازة الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن في موسكو بعد ظهر الأربعاء الذى وافته المنية الإثنين عن عمر ناهز السادسة والسبعين عاما وذلك إثر إصابته بأزمة قلبية . وقد ووري جثمان الرئيس يلتسن الثرى في مقبرة نوفوديفيتشي التاريخية الواقعة جنوب غرب موسكو. وقد تم نقل جثمان الراحل إلى كاتدرائية المسيح المنقذ قبل دفنه ليلقي عليه الروس نظرة الوداع الأخيرة. وحضر مراسم الدفن ما يقرب من 300 شخصية دولية بارزة بينها الرئيسان الأميريكيان السابقان جورج بوش الأب وبيل كلينتون والرئيس الألماني هورست كولر وقادة عدد من دول من الاتحاد السوفيتي السابق . كما شارك في المراسم الرئيس الروسي السابق ميخائيل غورباتشيف والحالي فلاديمير بوتين. وقد أُعلن الاربعاء يوم حداد وطني وأرجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلقاء خطابه السنوي أمام البرلمان إلى الخميس. وقد نعاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بقوله إن روسيا قد دخلت عصرا جديدا تحت رئاسته". واتصل بوتين هاتفيا بأرملة يلتسين وأبلغها تعازيه. وفي واشنطن، وصف البيت الأبيض يلتسين بأنه كان "شخصية تاريخية". وفي لندن، صدر بيان عن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ينعى يلتسين ووصفه بأنه كان "رجلا متميزا" أدرك الحاجة إلى الاصلاح الديمقراطي والاقتصادي. واضاف أنه لعب دورا في وقت حرج من تاريخ روسيا. وكان يلتسين قد أعلن تفكيك الاتحاد السوفيتى السابق عام 1991 وأصبح أول رئيس لروسيا الاتحادية. وجدير بالذكر أن هذه الكاتدرائية البيضاء على ضفة نهر موسكوفا تم تفجيرها بأمر من ستالين عام 1931 ثم اعيد بناؤها كما كانت خلال التسعينات ابان حكم يلتسين. ومدفن دير نوفوديفيتشي يرقد فيه عدد من القيادات الروسية السابقة منهم الجنرال الكسندر ليبيد الذي دعم يلتسين في اغسطس 1991 لحظة الانقلاب على ميخائيل جورباتشيف ووقفت الوحدة العسكرية التابعة له بجانب الرئيس السابق لدى وصوله الى البرلمان. ويرقد ايضا في هذه المقبرة الرئيس السوفيتي السابق نيكيتا خروتشيف والكاتبان انطون تشيخوف ونيكولاي جوجول. وستنقل القنوات التلفزيونية مراسم الدفن مباشرة وعرضت امس بعد وفاته مشاهد ارشيفية له. وكرست الصحف صفحاتها الاولى ليلتسين معتبرة انه "اخر ابطال" السياسة الروسية و"الرجل الشغوف الذي بدل البلاد وحياة كل روسي". وتدفقت الشهادات بالفقيد من كل انحاء العالم واول من سارع الى الاشادة به الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشيف ابو الاصلاحات التي حملت عنواني "بريسترويكا" ومهدت لعهد يلتسين. وقد علق الرئيس فلاديمير بوتين على الوفاة قائلا ان "روسيا جديدة ديموقراطية ودولة حرة منفتحة على العالم" ولدتا بفضل يلتسين. فى الوقت الذى يحمله البعض مسؤولية انهيار الاتحاد السوفياتي والقيام بعمليات الخصخصة لمصلحة اقلية وخوضه حربي الشيشان بين عامي 1994 و1996 ثم اعتبارا من عام 1999 .