عندما يقرر مقدم برنامج توك شو أن يكشف عن أحد أسرار الدولة علي الهواء ليحقق مايسمي بالسبق الإعلامي ويطالب بعده بزيادة راتبه ملايين أخري من الجنيهات وحين يفعل ضيفه مثلما فعل نظير مقابل مالي وحين يشتد التنافس علي ترويج شائعات من نسج خيال مريض. لعدد من مقدمي وضيوف التوك شو لأهداف خفية بالتأكيد- ليس منها الصالح العام تكون هي الخيانة بمعني الكلمة مع سبق الإصرار والترصد والتي في مواجهتها يجب أن نتوقف لنرصد أن الوطن كله أصبح في خطر ونسأل: لماذا تحولت البرامج الحوارية علي الفضائيات إلي توك شو( ضارة جدا) بالأمن القومي؟ يجيب د.ضياء رشوان مدير مركزالأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ويقول: إنني ضد وضع قيود علي الإعلام ولكنني في الوقت نفسه مع وجود الضوابط التي تنظمه في وقت أعتقد فيه أنها من الضروري أن ترجع إلي التقدير الذاتي لمقدم برنامج التوك شو وحده والذي يجب عليه تحديد درجة أهمية المعلومة التي اتجهت إرادته إلي عرضها علي الرأي العام وأثرها المحتمل علي الأمن القومي مع قناعتي الكاملة بحقه في تقديم المعلومات للمشاهد ولكن في إطار شعوره بالمسئولية الوطنية في المقام الأول وهو ما ينطبق علي ضيوفه أيضا, خاصة وأن كثير من الناس في حالة شبه عامة قد قرروا عدم احترام القوانين في المرحلة الانتقالية التي نعيشها وهو أمر غير مقصور علي الإعلام فقط وإنما في مجالات كثيرة. ويؤكد د.عماد جاد رئيس تحرير مختارات إسرائيلية, نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن كثير من مقدمي برامج التوك شو تغلب عليهم الأنانية التي جعلتهم يختارون المنفعة الخاصة علي أي شيء آخر حتي لو كان الوطن ذاته, في ظل الفوضي التي طغت علي أداء النسبة الأكبر من الفضائيات منذ فترة طويلة, كما أنني أعتقد أن البعض من مقدمي التوك شو وضيوفهم قد يؤلفون حكايات خيالية ويستمرون في عرض تفاصيلها لكي يظهروا للمشاهد علي أنهم من العالمين ببواطن الأمور لرغبتهم في تحقيق الشهرة أو مزيدا منها, مما يجعلني أطالب بوجود التزام بين الإعلاميين يدعوهم إلي وضع الأمن القومي للوطن في مقدمة أولوياتهم حتي يعود الاستقرار ومعه جميع أركان الدولة من جديد علما بأنني لا أظن أن أي معلومة حقيقية ذات صلة بالصالح العام من غير الممكن أن تكون غائبة عن الجهات المسئولة مهما تكن الظروف وفي كل الأوقات. ويقول د.حسن عماد عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة: إن التنافس الشديد بين مقدمي التوك شو علي كشف أسرار الدولة يمثل ظاهرة تستحق التوقف أمامها والتصدي لها نظرا لخطورتها علي الوطن, فهي جريمة نتجت عن الزيادة المرتفعة في عدد الفضائيات وظهور من أطلق عليهم البعض مسمي نجوم التوك شو الذين عانوا من مأزق سببه إمكاناتهم المحدودة مما دفعهم إلي ارتكاب تجاوزات عديدة في أدائهم الإعلامي أهمها عدم الإلتزام بالموضوعية في الأداء وتعمد الإثارة في المضمون وساعدهم في ذلك الصراع القائم بين القوي السياسية التي يعمل كل منها علي كشف ما يجب ستره من أسرار الدولة وما يعنيه من تهديد صريح للأمن القومي خاصة وأنه من المحتمل أن تكون كثير منها ليست إلا مجرد( تسريبات) يهدف من يقفون خلفها إلي الإضرار بمصالح الدولة عن طريق استغلال ضعاف النفوس من مقدمي التوك شو لترويجها علي أنها حقائق وأسرار, بينما هي خاطئة والمقصود منها إصابة الوطن بشائعات تضرب الأمن القومي الذي يجب علي المسئولين عنه أن يكونوا أكثر يقظة في الفترة الحالية لأن مصر تواجه خطرا حقيقيا مصدره الفضائيات التي تنفذ معظمها أجندات لمصالح خارجية وداخلية ويجب علي أجهزة الدولة رصد تجاوزاتها و التصدي لها وحماية الأمن القومي قبل فوات الأوان.