الأول "جامعيين": التحاقي بالقوات المسلحة كان حلم الطفولة وشرف العمر    وزير الاتصالات: تنفيذ عدد من المشروعات لتوظيف تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الذكاء الاصطناعى فى إدارة الموارد المائية    ترامب يغادر البيت الأبيض بعد قليل متجها إلى الشرق الأوسط    نتنياهو: الحرب لم تنته لأن جزءًا من أعدائنا يبني قدراته ويستعد للهجوم علينا    الخارجية الفلسطينية تؤكد أهمية ربط خطة ترمب للسلام بمرجعيات القانون الدولي    الصحفي الذي لم يغادر الميدان إلا شهيدًا.. من هو صالح الجعفري الذي اغتيل على يد ميليشيات مسلحة في غزة؟    منتخب مصر يتقدم على غينيا بيساو بهدف نظيف في الشوط الأول    تدريبات تأهيلية لثلاثي الزمالك خلال مران اليوم    تريلا تدهس توك توك أعلى كوبري بدمياط ومصرع شخص جراء الحادث    "السياحة": منصة رحلة تتيح زيارة 112 موقع أثري في مقدمتها الأهرامات والمتحف الكبير    عضو بالحزب الجمهوري الأمريكى: السيسي أنقذ الشعب الفلسطيني من التهجير    وائل جسار يُحيى حفلا غنائيا فى لبنان الأربعاء المقبل    وكيل صحة سوهاج: انطلاق الفحص الطبى الشامل لطلاب المدارس لمدة 3 أشهر    تعرف على تشكيل كرواتيا ضد جبل طارق بتصفيات المونديال    «مدبولي» يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره الجزائري لمتابعة تحضيرات اللجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة    التحريات تكشف تفاصيل جديدة في حادث سقوط السقالة بمدينة السادات في المنوفية    أحمد موسي: كانت هناك محاولات لإفشال مفاوضات شرم الشيخ لكن ترامب ضغط لإجرائها    خطوات إضافة مواليد على بطاقة التموين 2025    نتائج اليوم الثاني لمنافسات الكبار ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    بيحبوا يصحوا بدري.. 5 أبراج نشيطة وتبدأ يومها بطاقة عالية    هل التدخين يبطل الوضوء؟ أمين الفتوى: يقاس على البصل والثوم (فيديو)    أسامة الجندي: القنوط أشد من اليأس.. والمؤمن لا يعرف الإثنين أبدًا    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أول الحذر..ظلمة الهوى000؟!    إصابة أولمو تربك حسابات فليك قبل مباراة جيرونا    قافلة طبية بجامعة الإسكندرية لفحص وعلاج 1046 مواطنًا بالمجان في الكينج مريوط (صور)    بسبب عدم مشاركته ضد بلغاريا.. حارس تركيا يترك المعسكر دون إذن    قيادات وأساتذة جامعات بقائمة المعينين بمجلس الشيوخ.. بالأسماء    بعد حادث الوفد القطري.. رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري يستقبل سفير مصر في الدوحة    تأجيل إستئناف المتهم الرئيسي ب " تظاهرات الألف مسكن "    أوسكار عودة الماموث.. فيلم يخطو نحو الإبهار البصري بقصة إنسانية مؤثرة    20 أكتوبر.. انطلاق جولة «كورال وأوركسترا مصر الوطني» بإقليم القناة وسيناء    الخريف.. موسم الانتقال والحنين بين دفء الشمس وبرودة النسيم    تأجيل الدعوى المقامة ضد إبراهيم سعيد لمطالبته بدفع نفقة ابنه    رئيس وزراء لبنان يطلب من الخارجية تقديم شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يكرم الطالبة هاجر إيهاب فهمي لتفوقها في القرآن والخريدة البهية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 12-10-2025 في محافظة الأقصر    دمياط: فصل المياه في بعض المناطق منتصف الليل حتى الثامنة صباحا    مصر تدين الهجوم على مركز لإيواء النازحين بمدينة الفاشر السودانية    الخريف موسم الانتقال... وصراع المناعة مع الفيروسات الموسمية    بالأسماء.. الرئيس السيسي يُصدر قرارا بتعيينات في مجلس الشيوخ    نجوم الأهلي في زيارة حسن شحاتة بالمستشفى للاطمئنان على حالته الصحية    سويلم يلتقى نائب وزير البيئة والزراعة السعودى ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه    "سلامة الغذاء" تنفذ 51 مأمورية رقابية على السلاسل التجارية في أسبوع    إصابة 5 فى تصادم سيارة ملاكى وتوك توك وتروسكيل بطريق برج نور أجا بالدقهلية    مستشفيات مطروح تقدم 38 ألف خدمة طبية وتجرى 206 عمليات جراحية خلال أسبوع    رئيس الضرائب: التعامل بالفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني يعزز الشفافية    تنفيذ ورش تدريبية مجانية لدعم الحرف اليدوية للمرأة في الأقصر    "الوطنية للانتخابات" تواصل تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025 لليوم الخامس    الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية في 24 ساعة    محافظ أسوان يتابع استكمال تشغيل المراكز الطبية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    مدارس التكنولوجيا تعيد رسم خريطة التعليم الفنى    محمود ياسين من نادى المسرح فى بورسعيد إلى ذاكرة الوطن    مراكز خدمات «التضامن» تدعم ذوى الهمم    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    غدًا.. عرض أفلام مهرجان بردية السينمائي في ضيافة المركز القومي للسينما بالهناجر    «كفى ظلمًا».. حسام المندوه: أدخلنا للزمالك 800 مليون جنيه    وزير الأوقاف فى الندوة التثقيفية بالإسماعيلية: الوعى أساس بناء الوطن    استبعاد معلمي الحصة من حافز ال 1000 جنيه يثير الجدل.. خبير تربوي يحذر من تداعيات القرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور خالد فهمى وزير البيئة ل «الأهرام»
2.3 مليار جنيه سنويا لجمع القمامة و3.3 مليار تكلفة تدويرها
نشر في الأهرام اليومي يوم 05 - 01 - 2017

كشف الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، فى حوار ل «الأهرام» أن الدولة تنفق 2.3 مليار جنيه فى السنة على جمع القمامة، ولاكتمال منظومة تصنيع القمامة والتخلص منها وجدنا أننا نحتاج 3 مليارات و300 مليون جنيه أى بفارق مليار جنيه تشمل عملية الجمع والنقل والتدوير،
سواء بالاستفادة منها فى صناعة السماد العضوي، أو وقود والباقى يتم دفنه فى مدافن صحية بعيدة عن الكتل السكنية. وأضاف أنه بعد الدراسة وجدنا أن 80% من هذه المبالغ يذهب لأجور ومرتبات العاملين فى المنظومة، فطلبنا من مجلس الوزراء أن يتم وضع تمويل إضافى من المحافظات بجانب التمويل الأساسى لتفعيل برنامج التدوير الذى تم تقديمه، الذى وافق مجلس الوزراء على اقتراح البيئة ووجه بتحصيل المبالغ داخل الوزارة، إلا أننى رفضت تحصيل أى مبالغ داخل الوزارة، ووجهت بأن يقتصر دور وزارة البيئة على الموافقة فقط، بشرط أن يقوم كل محافظ بتقديم احتياجاته العاجلة ومشكلاته المتعلقة بالقمامة، ونحن نقوم حاليًا بعمل تعديل لتشريع النظافة للقضاء على الأزمة، وفيما يلى نص الحوار:
مجلس الوزراء أوصى بالبدء بالجيزة والإسكندرية ثم عرض الخطة القومية لباقى المحافظات، فكيف تغلبت على مشكلة القمامة بهاتين المحافظتين؟
بما أن الخطة تنفذ الآن على الأرض بالتعاون بين وزارة البيئة والمحافظتين بناء على قرار مجلس الوزراء، لأن وزارة البيئة لا تستطيع التدخل فى ظل وجود عقد مع شركة أخري، لأن ذلك يعتبر إهدارا للمال العام فالدولة تنفق 80% من الميزانية المقررة لهذا الملف أجورا ومرتبات، كما أن هناك عدم وجود كود للرقابة على العقود وهو سبب الفساد الموجود، وتم عمل قانون جديد للمخلفات يحوى اشتراطات المدافن الصحية، ومسودة للقانون سوف يتم عرضها على مجلس النواب قريبا، مشيرا الي ان محافظة الإسكندرية وجهاز تنظيم ادارة المخلفات بالوزارة والذى لا يزيد عدده على 40 فردا قدموا مجهودا كبيرا فى حل أزمة القمامة بالمحافظة قبل انتهاء المدة المحددة له ب41 يوم عمل، حيث تم الانتهاء من رفع وتفريغ قرابة نصف مليون طن من التراكمات التاريخية للقمامة من 3 محطات وسيطة وهى (أم زغيو، محرم بك، الزياتين) فضلا عما تم رفعه من قمامة من بعض شوارع الإسكندرية.
وأضاف أن أزمة تراكم القمامة داخل المحطات الوسيطة ناتج عن عدم قدرة المحطات على استيعاب القمامة فى ظل اكبر طاقة استيعابية يمكن ان تصل لها المحطة والتى تقدر بحوالى 8 آلاف طن، اضافة الى العمل بالتوازى على تحسين موقف الجمع فى ظل ما تعانيه محافظة الإسكندرية من تراكمات تاريخية للقمامة وضعف البنية التحتية من محطات وسيطة وسيارات لا تستطيع استيعاب هذا الكم الكبير من المخلفات.وبالنسبة لمخلفات البناء «الردش» وضعنا لها حلولا، أولها: تشديد العقوبة على المخالفين وأصحاب العقارات التى تعمل دون مطابقة للشروط، ثانيها: اقترحنا عمل «حاويات» متنقلة يدفع رسومها صاحب المبنى أو العقار كى تتلقى مخلفات البناء بشكل مباشر.
كيف ترشد وزارة البيئة نفقاتها بناء على قرار رئيس مجلس الوزراء الأخير بترشيد نفقات الوزراء ؟
توجيهات سيادة رئيس الوزراء بأن يكون هناك تخفيض فى النفقات فى حدود 15 الى 20 % فيما عدا مايخص المرتبات والأجور، والجزء الاستثمارى من الموازنة،فبالنسبة لوزارة البيئة فسنطرق باب المصاريف الجارية، واعتقد ان الأولوية فى الترشيد ستتجه نحو السيارات فسنلجأ لتخفيض أعدادها أو عدد دوراتها، فهى تستهلك جزءا كبيرا جدا من البنزين وجزاء آخر صيانة خاصة بعد ارتفاع الاسعار، وليس من المعقول ان نسمح لسياراتنا ان تبيت خارج الجهاز لاننا لا نمتلك جراجات، والجزء الآخر خاص بالكهرباء وترشيد الانفاق من خلال تقليل التكييفات وغلق الانوار والاتجاه الى استخدام الطاقة الشمسية،فقد وقعنا عقدا مع الصين بمعدات وسخانات للطاقة الشمسية بمبلغ 3 ملايين دولار .
«السحابة السوداء» هذا الهاجس المخيف الذى طارد وزارة البيئة قرابة ال 18 عاما وأصبح وصمة عار على جبينها، كيف تصدت البيئة لها هذا العام؟
بالنسبة ل «السحابة السوداء» هذا العام هناك سيطرة كاملة على عمليات حرق «قش الأرز» بالمحافظات، ونحن فى الحقيقة كنا أمام معركة شرسة وكان علينا أن ننتصر فى النهاية. فكان لدينا هذا العام ضعف الكميات من قش الأرز بسبب زيادة المساحات المزروعة، وهناك نوعان من المرافق التى تعمل فى مجال كبس القش، القطاع الأهلى والقطاع المدعم من الحكومة، لأن الحكومة وحدها ليس لديها المكابس الكافية لمليونى طن على مستوى المحافظات، فالدول المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تحرق القش دون وجود ملوثات لأنها تستخدم تقنيات حديثة، بالإضافة لوجود الميكنة العالية والمساحات الكبيرة البعيدة عن المناطق السكنية، وهناك دراسة للعوامل الجوية، بخلاف مصر التى تعانى من أزمة تفتت الحيازات، ومع ذلك قامت الوزارة بتنفيذ مجموعة إجراءات للسيطرة على ظاهرة حرق قش الأرز ، حيث تم تجميع بالتنسيق مع المتعهدين ما يقرب من 125 الف طن من قش الارز وتحويل حوالى 55 الف طن قش الى أعلاف وسماد ومن المستهدف تجميع 328 ألف طن وتدوير 200 الف طن قش أرز، كما تمكنت المحاور المنتشرة بمحافظات المنظومة من السيطرة على الحرائق التى قام بعض الفلاحين المخالفين لتعليمات الوزارة بإشعالها للتخلص من قش الأرز وقد تم تحرير 5957 محضر حرق مخلفات زراعية.
والوزارة تسعى أن يكون الهدف من جمع قش الأرز هو إعادة تدويره وإعطاؤه للمتعهدين، عن طريق عمل آلية مالية مع الصندوق الاجتماعى بحد مليونى جنيه لكل متعهد، لشراء المعدات المخصصة فى المجال الزراعى والمخلفات، مثل المكابس والمفارم، بنظام التقسيط و الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما رأى النتائج الإيجابية أوصى بإزالة فوائد القروض للمتعهدين، لتشجيعهم والعمل على خلق فرص عمل جديدة، والمساعدة على جمع المخلفات، وتوفير صناعة جديدة لهم.
نهر النيل عانى كثيرا من الصرف الصناعى عليه وزادت نسب تلوثه فى الآونة الأخيرة. كيف تواجه الوزارة هذه الظاهرة؟
وزارة البيئة مكلفة بمراقبة الصرف المباشر للمصانع على النهر ولدينا 9 مصانع، منها 7 سكر و2 ورق يطبقون الشروط الجديدة والمعالجة المباشرة للمخلفات، وذلك من إجمالى 102 مصنع تصرف فى النيل وتم تقليصها ل9 مصانع، فهناك معالجة داخلية لكل مصنع، ولا يمكن أن نسمح لخروج مياه الصرف الصناعى الملوثة إلى مياه النيل، حيث أجبرنا المصانع باتباع الشروط وطرق المعالجة المناسبة والانتهاء من ذلك خلال شهرين، عن طريق وضع «حساس» على مخارج الأنابيب، وكذلك «محطات طافية» على كل مخرج مصنع من مصانع السكر والورق التسعة التى تم ذكرها، حيث أن شركات السكر بالأقصر وأرمنت ودشنا عملت خطط توفيق أوضاع والتزمت بالضوابط التى وضعتها الوزارة للحد من تلوث النيل، وطلبنا منهم برامج إضافية قبل ديسمبر القادم لمواجهة الأزمة، مشيرا الى انه تم إيقاف أكثر من 95% من إجمالى الصرف على النيل حتى الآن، وتنفيذ برنامج طموح للرصد اللحظى للصرف الصناعى على نهر النيل مع إلزام المنشآت بتوفيق الاوضاع البيئية، وبالنسبة لمصرفى «الرهاوي»، و«كتشنر» فلهما أولوية فى قرض ال 500 مليون دولار الذى أقره صندوق النقد الدولى أخيرا، حيث سيتم عمل محطات صرف صحى فى هذه المصارف لمعالجة المخلفات بها.
«مكامير الفحم» سلاح ذو حدين فعلى الرغم من أنها خطر بيئى كارثى إلا أنها صناعة كبيرة يستفيد منها قطاع كبير وتدخل فى مجال التصدير.. كيف توفق الوزارة بين هذه المعادلة؟
الوزارة تبذل جهدا كبيرا للقضاء على ظاهرة انتشار مكامير الفحم المخالفة خاصة ان لدينا 5.4 مليون طن فحم داخل مصر، عبارة عن حُفر أو آبار يتم وضع القش أو الخشب بها لحرقه وعمل الفحم منه، كما أن زيادة الزحف العمرانى على الأراضى الزراعية أدى إلى اقتراب المكامير من المناطق السكنية، وطالبنا كثيرًا بعمل مناطق صناعية متخصصة لعمل المكامير، وجدنا أن هناك ميزانية ضخمة سيتكلفها المشروع بالإضافة للوقت وقد اكتشفنا أن هذا الفحم يتم تصديره فطالبنا مجلس الوزراء للنظر فى قرار وقف تصديره فى محاوله للحد من انتشار المكامير ، وإعادة النظر فى ضبط منظومة مكامير الفحم بالمحافظات، كما انه تم عقد اجتماع مع مصدرى ومنتجى الفحم النباتى الذين لم يستطيعوا إتمام تصدير شحناتهم من الفحم النباتي، وتم الوصول إلى توقيع اتفاق بين الوزارة ومنتجى الفحم النباتي، يلتزم فيه المنتجون بتقديم خطط توفيق أوضاع محددة المدة، وقد توصلنا الى أن هناك عاما ونصف العام سيتم تقنين أوضاع أصحاب المكامير ومصدرى الفحم بشرط ألا يلحق أضرارا بالبيئة المصرية لأنه ليس من المنطق أن تناشد الدول الأوروبية الدول الأخرى بعدم تلويث البيئة وهى التى تشجع استيراده من مصر، كما أن الوزارة ستقدم التسهيلات اللازمة لهم وللمحافظات الخاصة بهم، وأن هذه هى البداية الحقيقية لتطوير صناعة الفحم النباتى وجعلها ذات قدرة على المنافسة الدولية مع حماية صحة المواطنين والقضاء على مصدر كثيرا ما أزعجهم.
منذ فترة وجيزة تلقينا خبرا غريبا عن فتح باب التصدير مرة أخرى للفحم النباتى فما خلفيات هذا القرار؟
بالفعل تم استصدار قرار بفتح باب التصدير للفحم مرة اخرى بموافقة مجلس الوزراء والهدف منه تفريغ الشحنات المخزونة من الفحم لدى التجار وليس انتاجا جديدا ولمرة واحدة فقط ،على ان ينسق هذه العملية وزارتا الصناعة والتجارة والبيئة ، ويتم استصدار جواب رسمى باسم صاحب المكمورة والمكان او الدولة المصدر لها الفحم ،ويرجع ذلك لهدفين اولا التخلص من شحنة الفحم الموجودة نهائيا والحفاظ على مصالح وتعاقدات الموردين وايضا الاستفادة الاقتصادية من دخول عملة صعبة «الدولار».
وماذا عن الفحم الصناعى الذى يدخل فى صناعة الأسمنت والذى أحدث ضجة اعلامية كبيرة وأثار الرأى العام ما بين موافق ورافض لدخوله مصر؟
أكد الدكتور خالد فهمى وزير البيئة على ان تحول صناعة الاسمنت الى إستخدام الفحم يتم من خلال ضوابط صارمة تم اعتماد لائحتها من خلال لجان عمل مشتركة مع الجهات المعنية الرسمية وغير الرسمية، حيث حدد القانون ماهية الانشطة التى يمكن استخدام الفحم بها وتم إصدار الضوابط المفصلة بداية من نوع الفحم والتكنولوجيا المستخدمة وصولا الى الموانئ واشتراطات التخزين، وقامت مصانع الاسمنت بتقديم دراسات البعد البيئى والخطط لكيفية استخدام الفحم،كماشدد فهمى على قيام جهاز شئون البيئة بمراقبة المصانع رقابة لحظية بحساسات بيئية على الافران حيث تعمد سياسة الوزارة فى التفتيش على المنشآت الصناعية على الالتزام بالمعايير والاشتراطات البيئية قبل الغلق، وتم الاتفاق مع شركات الاسمنت على مكافحة تراب الباى باص والذى يمثل نقطة الضعف الوحيدة الضارة لهذه الصناعة بإعادة استخدامه فى رصف الطرق والدفن من خلال مدفن صحى آمن ومعتمد من الجهاز.
وأوضح الوزير ان هناك نقلة نوعية فى عملية الشحن والتفريغ فى مصر ليس بسبب استيراد الفحم فقط، فهناك ما هو أخطر منه كالمنجنيز والفوسفات والكلينكر، مشيرا الى ان الوزارة تقوم من خلال فرع جهاز شئون البيئة بالمحافظة بمراقبة عملية تفريغ السفن وتوثيق احداث. كما أن هناك ميناء الدخيلة بمحافظة الإسكندرية وهو من الموانى الأكثر احتياجًا للتطوير.وبالنسبة لأزمة الفحم هناك اتفاقية يتم عملها مع هيئة السكك الحديدية لنقل الفحم بالقطار الذى يأتى عن طريق البحر الأحمر، كما نتعامل مع هذه المشكلات كنوع من التحدي، ونجتهد لحلها، وهناك اتفاقية دولية سيتم تطبيقها تهدف لعدم استخدام الفحم إلا فى فترات معينة طبقا لحالة الجو وبما يتناسب مع الطبيعة دون حدوث تلوث، كما أن هناك تكنولوجيا جديدة لعملية حرق المخلفات وصلت لصورة متقدمة فى بعض الدول الأوروبية تمنع تلوث الهواء بشكل قاطع مما جعلها تتفوق اقتصاديا، فإذا كانت البيئة لا تتكلم بلغة الاقتصاد، وإذا كان الاقتصاد لا يتكلم بلغة البيئة فنحن على خطأ ومنظومة الإصلاح لا تكتمل، لأن كليهما مكمل للآخر.
ما هى مشروعات الطاقة التى تمت مناقشتها أو الجارى تنفيذها سواء على مستوى مصر أو على مستوى الدول الإفريقيةخاصة فى ظل توليك رئاسة وزراء البيئة الأفارقة؟
بهذا المنصب أصبح علينا عبء كبير بسبب تزاحم المشكلات سواء على المستوى المصرى أو الإفريقي، وقد كان نصيب مصر من إجمالى الطاقة المولدة من المشاريع المدرجة مبدئيا ل 36 دولة إفريقية 5 آلاف ميجاوات بنسبة 13%، مقسمة بإجمالى 53.9% من مشروعات الرياح، و42.7% من مشروعات الطاقة الشمسية، ولقد رحب الرئيس بمساهمة الحكومة الفرنسية وجهودها فى مجال إعداد وتنفيذ المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة، حيث إن المبادرة بقيادة مصر بحكم رئاسة الرئيس السيسى للجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بالتغيرات المناخية، ورئاسة وزارة البيئة المصرية لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، وقد كان لدينا مشروع «هايدرومائي» تم تمويله وهو إعادة تأهيل خزان أسوان2، حيث إن مصر حصلت على 42% من مشروعات التى يتم تمويلها من الجانب الفرنسي، و54% من مشروعات الرياح، ونعد حاليا أيضا لمؤتمر البيئة بمراكش، وسيتم تسليم رئاسة مؤتمر الأفارقة فى ديسمبر 2017، لكن أحب تأكيد أن مصر قامت بدورها الإفريقى على أكمل وجه وتمت مراعاة كل المصالح المصرية والإفريقية.
كيف تواجه التعديات على المحميات الطبيعية خاصة محمية «وادى دجلة» وما رؤيتكم المستقبلية لاستثمارها؟
تقدمت بمشروع قانون للبرلمان بإنشاء هيئة اقتصادية لإدارة المحميات فى مصر واستثمارها بالشكل الصحيح، ومحمية «وادى دجلة» من أولويات القضايا التى كان بها تعديات وتنازع على الأراضي، وقد وافق رئيس مجلس الوزراء على إعادة ترسيم حدود ها، وبدأنا تنفيذ خطة تكاملية لتطويرها،ولدينا أيضا منطقة «شق التعبان» و«زهراء المعادي» كانت أراضى تقع داخل نطاق المحمية، وهناك حكم قضائى على أنا شخصيا بتسليم جزر المحمية لإنشاء مصنع، ولدى تصاريح قانونية الشكل بترخيص مصانع رخام داخل المحمية فى فترة كان فيها فساد، وقد تم عرض الأمر للمختصين بالمحميات، وأكدوا أن هناك مخاطر على المحمية جراء هذه التعديات، وقمنا بعمل أنشطة داخل المحمية مثل رياضات تسلق الجبال وركوب الدراجات والتخييم ومسابقات وأنشطة رياضية أخري، كما منعنا إنشاء أى مبان داخل المحمية، وهناك خطة للتعاقد مع شركات أمن مسلحة للحفاظ على ممتلكات الدولةداخل كافة المحميات الطبيعية.
كيف تتعامل الوزارة مع ملف البحيرات المصرية؟
ملف البحيرات مهم جدًا، والمشكلات التى تواجهها تتلخص فى غياب هيئة خاصة تديرها، فهناك إشراف على تلك البحيرات من قبل وزارة الري، ووزارة والبيئة، ووزارة والزراعة ،و أهميتها البيئية عالية جدًا لانها تحمى الأراضى من غزو البحر للدلتا، ففى بحيرة المنزلة نعمل على تفتيش الشركات ومراقبة الصرف الصناعى لها، وقد خصصنا دعما ماديا لأكبر 3 شركات تخرج ملوثات من الصرف الصناعى لتنفيذ خططهم التى عرضوها للقضاء على الملوثات ومعالجتها، كما حصلنا على قرضين لعمل محطات معالجة ببورسعيد بالاشتراك مع وزارة الاستثمار لمعالجة صرف المواقع الصناعية ببورسعيد التى تلوث بحيرة المنزلة، كما نعيد تخطيط المحميات والبحيرات ككل بعد العرض على مجلس الوزراء، ولدينا 30 ملفا لمحميات وبحيرات وطريقة تخطيطها والنظر فى تطوير 75 % من محافظة جنوب سيناء.
وأخيرا، مع نهاية عام مضى وبداية عام جديدا ما الملفات البيئية التى ترضى عن إنجازها وما الملفات التى أخفقت فى انجازها على النحو الجيد؟
أنا راض تماما عن انجازاتنا فى الملف الافريقى وايضا ملفنا فى التغيرات المناخية،واعتقد ايضا اننا ابلينا بلاء حسنا فى ملف قش الارز والسحابة السوداء هذا العام،وايضا أنجزنا 95% من ملف التلوث الصناعى على نهر النيل وباقى الصرف غير المباشر عليه فقط ،واهم انجاز فى نظرى هو ان نسبة كبيرة من الوزارة معبأةوتعمل بكامل طاقتها واننا أوقدنا جذوة الحماسة فى العمل،واما الملفات التى نطمح بتحقيق انجاز اكبر فيها هو ملف المخلفات البلدية رغم عدم فعلية مسئولية البيئة عن هذا الملف الا اننا فى حكومة متضامنة ويجب ان يكون للوزارة دور فعال فى كافة القضايا، وكذلك ملف المصادر الاخرى لتلوث الهواء مثل عوادم السيارات، فيجب ان نتحرك نحو ادخال سيارات الهجين (كهرباء وبترول أو كهرباء وغاز طبيعي) وكذلك تعميم برنامج احلال الاوتوبيسات القديمة لتعمل بالغاز الطبيعي، وتفعيل نظام المعلومات وتطويره، وان يكون لدينا برنامج تدريبى طموح للكوادر الشابة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.