برز البرتغالى أنطونيو جوتيريش كأحد أهم الشخصيات السياسية فى العالم خلال عام 2016، بعد فوزه بمنصب أمين عام الأممالمتحدة خلفا لسلفه الكورى الجنوبى بان كى مون المنتهية ولايته. ومن المقرر أن يمارس جوتيريش مهام منصبه الجديد عبر ولاية تستغرق مدتها الزمنية 5 سنوات ابتداء من أول يناير 2017. فاز جوتيريش - 67 عاما - بمنصبه الجديد عقب حصوله على 11 صوتا من إجمالى أصوات أعضاء مجلس الأمن ال15، ومن بينهم مصر، وبعدها مباشرة أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة تعيينه، لينجح جوتيريش، الذى يجيد التحدث بالبرتغالية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، فى نيل هذا المنصب السياسى الرفيع بعد تمكنه من التغلب على 10 منافسين. تحظى شخصية جوتيريش باحترام دولي، خاصة بعد أن عمل مفوضا ساميا لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لمدة 10 سنوات فى الفترة من يونيو 2005 وحتى ديسمبر 2015، وأثبت جدارة فى هذا المنصب، كما ساعد فى حل العديد من مشكلات اللاجئين فى أكثر من دولة وإقليم فى مختلف أنحاء العالم. وفى بلاده، تولى جوتيريش مناصب داخلية عدة، أبرزها منصب رئيس الوزراء فى الفترة من 1995 حتى 2002، كما تقلد مناصب سياسية أخري، حيث ترأس مكتب وزير الدولة للصناعة عام 1975، وشارك فى العمل الإنساني، فتطوع لخدمة الأحياء الفقيرة فى العاصمة لشبونة. وتتضمن مسئوليات منصب أمين عام الأممالمتحدة حتمية التعامل مع قضايا بالغة الأهمية كحقوق الإنسان واللاجئين والتغير المناخي، فضلا عن جمع الأموال لوكالات المنظمة المختلفة خاصة الإغاثية منها، وسيدير طاقما مؤلفا من 44 ألف موظف، فضلا عن أكثر من 100 ألف رجل فى قوات حفظ السلام، وكانت قد توافرت لدى جوتيريش بالفعل القدرة على التعامل مع هذه الأعداد الضخمة خلال ترؤسه المجلس الأوروبى عام 2000، ومنظمة «الاشتراكية الدولية» فى الفترة ما بين من 1999 و2005. وتتنظر الأمين العام الجديد العديد من المهام الصعبة التى فى مقدمتها الأزمة السورية وغيرها من قضايا الشرق الأوسط التى لو نجح فى التوصل لمخرج لها فسيتمكن من تخليد اسمه فى صفحات التاريخ.