حذر البرتغالى أنطونيو جوتيريش الأمين العام القادم للأمم المتحدة من أن «الخاسرين من العولمة» فى الدول الغنية يشعرون بتجاهل الساسة، مما يدفعهم للتحول إلى أجندات قومية مثلما حدث فى الانتخابات الأمريكية والاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال جوتيريش فى مؤتمر صحفى فى لشبونةمسقط رأسه إن هذا المنحى قوض الاستعداد لاستقبال لاجئين فى أوروبا هذا العام، مشيرا إلى أنه يجب على العالم أن يعيد ترسيخ الحماية الدولية للاجئين القادمين من مناطق حرب مثل سوريا، لكنه أوضح أن هذا لن يكون سهلا مع تحول الدول المتقدمة إلى أجندات قومية. وتابع جوتيريش : «شهدنا فى 2016 تدهورا كبيرا فى نظام الحماية الدولية للاجئين"، وأضاف أن "هذا النموذج بدأ فى العالم المتقدم .. بدأ بشكل أساسى فى أوروبا وينتشر حاليا مثل فيروس إلى أجزاء أخرى من العالم". وربط جوتيريش زيادة المقاومة تجاه استقبال اللاجئين بمخاوف أوسع نطاقا بشأن العولمة. يذكر أن جوتيريش كان يشغل منصب المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين حتى العام الماضي. وقال إنه كان ثمة إجماع فى منتصف التسعينيات بأن العولمة ستصب فى مصلحة الجميع. وأضاف "لكن تم التخلى عن الكثير من الأشخاص... وفى العالم المتقدم (هناك) خاسرون فى العولمة... التحليلات الأخيرة لمنطقة حزام الصدأ فى الولاياتالمتحدة تعد دلالة واضحة على ذلك حسب اعتقادى وذلك عندما نتحدث عن الانتخابات". وكان جوتيريش بذلك يشير إلى أحد عوامل فوز دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وهو الدعم الذى حصل عليه من ناخبين يرون أنهم خسروا وظائفهم لحساب دول تملك عمالة رخيصة. وقال جوتيريتش إن الكثير من الناخبين أصبحوا غاضبين من العولمة وشعروا بأن "المؤسسات السياسية والمنظمات الدولية لا تعير أى اهتمام لذلك". وتم انتخاب جوتيريش فى أكتوبر الماضى لشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة اعتبارا من العام المقبل خلفا للكورى الجنوبى بان كى مون.