استنكر علماء الدين ما يحدث علي الساحة من خلافات ودعوات إلي التظاهر والاعتصام المفتوح والتدخل الأمريكي السافر من قبل الادارة الأمريكية في الشأن المصري, ووصف علماء الدين تلك الدعوات بأنها ثورة ضد الديمقراطية وتجاهل لإرادة الناخبين ومحاولة للدفع بالبلاد إلي نفق مظلم. ودعا مفتي الجمهورية إلي إعلاء المصلحة العليا للبلاد وتقديم الصالح العام علي المصالح الشخصية, مشيرا إلي صلح الحديبية وموقف الرسول صلي الله عليه وسلم الذي يعلي من شأن الأمة ومصلحتها ولو علي حساب شخصه الكريم, حيث وازن النبي بميزان دقيق بين المصالح والمفاسد, وهو ما تعلمه الصحابة الكرام في مدرسة النبوية. ووجه مفتي الجمهورية حديثه للمصريين قائلا عباد الله.. أزمة بلادنا نستطيع أن نتجاوزها لو تخلقنا بأخلاق النبي, وبدلا من النزاع نتجه جميعا إلي الوفاق وبدلا من الصدام نتجه إلي إخلاص النية حتي يوحد الله بين قلوبنا, إن الحل بسيط والطريق واضح فإذا أردنا السلامة فالله قد بينه لنا. وقالت الدكتورة عزة عفيفي, إن ثورة25 يناير قامت علي مبادئ تتمثل في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية معتبرة ما يحدث الآن ثورة ضد الديمقراطية وتعطيل بناء الدولة المدنية الحديثة التي ننشدها, وأن الدعوة إلي مليونيات أمر مفزع ومقلق قد يؤدي إلي أمور معقدة ودخول البلاد إلي نفق مظلم, وذلك من خلال عدم احترام نتيجة الصندوق, وطالبت بضرورة احترام النتيجة منهما كانت, إذا كنا ننشد الديمقراطية ونلتف حول المرشح بالسلطة وحده دون النظر إلي مصلحة الأمة, وقالت: ولكن يبدو أن كل فصيل يتطلع إلي الاستحواذ بالسلطة وحده دون النظر إلي مصلحة الأمة, ولقد جاءت الانتخابات بالصورة التي رأيتها وأدلي كل الشعب بكلمته بحرية وديمقراطية وشفافية تامة أبهرت العالم وكل منظمات المجتمع المدني داخليا وخارجيا. ومن ناحية أخري, ادانت التدخل الأمريكي السافر ورفض الشعب المصري هذا الأسلوب الفج من قبل الادارة الأمريكية وطالبت جميع القوي السياسية والمجتمعية باعلان موقفها الصريح وإدانة هذا السلوك الأمريكي الفج, وأوضحت أن هذا التدخل من شأنه اشعال الحرب بين المصريين وطالبت جموع الشعب المصري احترام نتيجة الانتخابات مهما كانت واحترام إرادة الشعب والكف عن الدعوة إلي المليونيات والتي تعتبر هجوما علي الديمقراطية والعودة إلي المظاهرات والاضرابات الفئوية التي تهدد اقتصاد البلاد واثارة الفتنة بين طبقا المجتمع المختلفة واثارة الشباب مما يجعل الرأي العام العالمي يغير انطباعه عن الشعب المصري, ونخشي أن يقال إن الشعب المصري غير ناجح لاستقبال الديمقراطية وهذا يعتبر مؤشرا خطيرا يجب أن يعيه الجميع وناشدت الجميع احترام نتيجة الصندوق وإرادة الشعب. ومن جانبه, طالب الدكتور مأمون مؤنس الاستاذ بجامعة الأزهر جميع المواطنين عن كل مظاهر العنف وبث الشائعات المغرضة ودعاوي الفتنة والتعصب, كما طالب بتعاون جميع الاحزاب والقوي والتيارات الفكرية والسياسية في مختلف القضايا. وحذر من المتأمرين علي وطننا الذين يجيدون اثارة الفتن ونعرات الجاهلية التي ما أنزل الله بها من سلطان, ولا تتفق مع أخلاقنا الاسلامية, ولا مع فطرتنا النقية. كما ناشد كل القوي السياسية بضرورة العمل علي توحيد الكلمة وأن نستشعر جميعا خطورة المرحلة التي تمر بها مصر والعالم العربي.