علماء الدين ما يحدث علي الساحة من خلافات ودعوات إلي التظاهر والمطالبة بمقاطعة جولة الاعادة بالانتخابات الرئاسية وعدم الاعتراف بنتائج الجولة الأولي. ووصف علماء الدين تلك الدعوات بأنها ثورة ضد الديمقراطية وتجاهل لإرادة الناخبين ومحاولة للدفع بالبلاد إلي نفق مظلم. وقالت الدكتورة إيمان أحمد محمد حسن رئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية بنات بجامعة الأزهر إن ثورة52 يناير قامت علي مبادئ هي الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية معتبرة ما يحدث الآن ثورة ضد الديمقراطية وتعطيل بناء الدولة المدنية الحديثة التي ننشدها وأن الدعوة إلي مليونيات أمر مفزع ومقلق قد يؤدي إلي أمور معقدة ودخول البلاد إلي نفق مظلم وذلك من خلال عدم احترام نتيجة الصندوق وطالبت بضرورة احترام النتيجة مهما كانت إذا كنا ننشد الديقراطية ونلتف حول المرشح الذي انتخبه الشعب وذلك لخدمة الوطن, ولكن يبدو أن كل فصيل يتطلع إلي الاستحواذ بالسلطة وحده دون النظر إلي مصلحة الأمة. ولقد جاءت الانتخابات بالصورة التي رأيتها وأدلي كل الشعب بكلمته بحرية وديمقراطية وشفافية تامة أبهرت العالم وكل منظمات المجتمع المدني داخليا وخارجيا. ومن ناحية أخري طالب الدكتور محمد رشاد عبد العزيز دهمش عميد كلية الدراسات الإسلامية بدسوق سابقا وأستاذ العقيدة والفلسفة بالجامعة الأمريكية بإحترام نتيجة الانتخابات مهما كانت واحترام إرادة الشعب والكف عن الدعوة إلي المليونيات والتي تعتبر هجوما علي الديمقراطية والعودة إلي المظاهرات والاضرابات الفئوية التي تهدد اقتصاد البلاد واثارة الفتنة بين طبقات المجتمع المختلفة واثارة الشباب مما يجعل الرأي العام العالمي يسفر انطباعه عن فكر الشعب المصري ونخشي أن يقال إن الشعب المصري غير ناجح لاستقبال الديمقراطية وهذا يعتبر مؤشرا خطيرا يجب أن يعيه الجميع. لذا أناشد الجميع احترام نتيجة الصندوق وإرادة الشعب, أما بالنسبة للفصائل التي خرجت من السباق عليهم أن يستعدوا للمرحلة القادمة وتجهيز أنفسهم لمساعدة الرئيس إذا كنا نخاف علي وطننا. كما طالب علماء الدين جموع الناخبين, والمتنافسين في جولة الاعادة بالانتخابات الرئاسية, بالبعد عن كل مظاهر العنف وبث الشائعات المغرضة ودعاوي الفتنة والتعصب. واختيار الاجدر لقيادة البلاد خلال المرحلة الراهنة والظروف بالغة الدقة التي تمر بها مصر. والالتزام بالتنافس الشريف كما طالبوا بتعاون جميع الاحزاب والقوي والتيارات الفكرية والسياسية في مختلف القضايا. وطالب الدكتور محمد اسماعيل البحيري أستاذ العقيدة بحامعة الأزهر المرشحين بضرورة الاستمرار في عدم شحن الناخبين والالتزام بالمنافسة الشريفة مع ضرورة تحذير كل مرشح لانصاره لنبذ الدعاية التي تضمن تجاوزات يأباها الشرع الحنيف وتأباها الفطرة السوية والخلق القويم ويأباها جمهور الشعب المصري. وناشد المرشحين وانصارهم تقوي الله وأن يكفوا ألسنتهم عن الحديث عن الآخرين وحثهم عن العمل علي اعلاء مصلحة الوطن, وأن يتركوا الأمور ويدعوا لأهل العقل والحكم السعي في وضع ميثاق أخلاقي بخدمة الجميع. وحذر من المتآمرين علي وطننا الذين يجادلون اثارة الفتن ونعرات الجاهلية التي ما أنزل الله بها من سلطان ولا تتفق مع أخلاقنا الاسلامية ولا مع فطرتنا النقية. وناشد كل القوي السياسية بضرورة العمل علي توحيد الكلمة وان تستشعر جميعا خطورة المرحلة التي تمر بها مصر والعالم العربي. وطالبت الدكتورة إيمان أحمد محمد كل التيارات السياسية الموجودة علي الساحة المصرية اسلاميين وليبراليين ووطنيين بالتعاون فيما بينهم في مختلف القضايا ومنها قضية تأسيسية الدستور وعدم التصلب في المواقف وتوسيع المشاركة لتشمل مزيدا من التوجهات داخل اللجنة المشكلة فالأغلبية تتنازل والأقلية تتعاون, فالجميع أمام مسئولية تاريخية امام الله الآن فيما تمر به مصر من ظروف دقيقة. وطالبت عقلاء الوطن من علماء ورجال فكر الي القيام بدور لتقريب وجهات النظر والمرور بالبلاد من الأخطار المحدقة.