«الأوله بسم الله ، والثانية بسم الله، والثالثة بسم الله.. حتى السابعة بسم الله، رقيتك برقوة محمد بن عبد الله».. كلمات ترددها الأم وهى تخطو سبع مرات فوق الغربال الذى يحتضن وليدها فى يومه السابع، فى طقس شعبى شهير ألا وهو «السبوع».. ذلك الطقس الذى ورثه الأحفاد عن أجدادهم المصريين القدماء، والذى سجلوا مراسمه على جدران المعابد. من بين طقوس السبوع إحضار إبريق للمولود الولد وقلة للبنت على أن يحتوى كلاهما على خمس فتحات يتم وضع شموع فيها، بحيث انه عندما تختلف العائلة على اسم للمولود، يختار كل فرد اسمًا على الشموع الموضوعة، والشمعة التى تظل للنهاية تكون صاحبة الاسم، باعتبارها فألا بطول العمر، كما يتم جلب «سبع حبوب» هى «الحمص العدس الحلبة الذرة الفول القمح الأرز» وقطعة من الخبز, بالإضافة إلى عملة معدنية فضية، اعتقادًا بأن هذه المكونات تحرسه وتحفظه وتجلب له الخير .ومع الدق بالهون بالقرب من أذن الطفل، حتى تشتد قوة حاسة السمع لديه كما هو معتقد، يردد الحاضرون «حلقاتك برجالاتك.. حلقة دهب فى وداناتك» و«يارب يا ربنا تكبر وتبقى زينا». ثم يتم رش الملح فى أرجاء المكان لطرد العين والحسد . الدكتور صلاح الراوى -أستاذ الأدب الشعبى بأكاديمية الفنون- يرى أنه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، إلا أن ظاهرة الاحتفال بسبوع المولود من الظواهر التى يحرص عليها المصريون وهو ما تؤكده جولة فى منطقة درب البرابرة التى تشغى دائما بروادها الباحثين عن مستلزمات السبوع. أما السيناريست تامر حبيب فيرى أن فيلم «الحفيد» استطاع أن يجسد هذا الاحتفال وفرحة الأهل، وفى التليفزيون قدمته الفنانة سعاد حسنى فى حلقات مسلسل «هو وهي» وقامت بدور الام وغنت لطفلها. وبسؤال الفنانة دينا عبدالله التى شاركت فى فيلم «الحفيد» الذى أنتج وعرض منذ 42 عاما ، فقالت ان أغنية السبوع «حلقاتك .. برجالاتك» تعتبر من التراث الشعبى، وقد شكلت وجدان الناس ومازالت تؤثر فينا جميعا ، ولا يخلو منزل منها عند الاحتفال بهذه المناسبة حتى الآن. ومازال المصريون يحرصون على هذا الطقس الشعبى وإن كانت أضيفت له العديد من التطورات ليقام فى الفنادق الكبرى ويتضمن بعض الذبائح «العقيقة»، إلى جانب الحلوى والهدايا احتفالا بقدوم «المولود».