وجه جديد يجلب رزق وفير" مقولة دائمًا ما ترددت على مسامعنا مع ميلاد طفل ورؤيته لأول مرة. فهو زينة الحياة وقرة عين أهله وأنسهم فى الدنيا . تظل الأسرة تنتظر تلك اللحظة التى تنطلق فيها صرخة المولود لتدب الفرحة فى أرجاء البيت, فلذلك تحرص على الاحتفال بانضمام فرد جديد إلى أفراد أسرتها وإقامة السبوع له. والسبوع طقس شعبى من ابرز العادات والتقاليد المصرية عاش تراثًأ موروثًا يحافظ عليه الناس , ويرجع أصل الاحتفال به إلى عهد الفراعنة, فقد وجدت بعض الرسومات الجدارية من عصر الدولة الحديثة تتشابه مع احتفالية السبوع. وهذه العادة ليس لها علاقة بالحالة الاقتصادية للأسرة, فحتى لو كانت تعانى ضغوطًا مالية فإنها تحرص على إحيائها حتى لو قامت باقتراض ثمنها وذلك لإدخال البهجة على الأهل والأصدقاء . لازلنا حتى يومنا هذا نقوم ببعض هذه الطقوس المتوارثة والمرتبطة بالسبوع , ونحن نعلم باليقين بأن ليس لها أى جدوى عملية , ولكننا مازلنا متمسكين بها كنوع من بعث التفاؤل والخير ودرء السوء عن المولود , ولاعتبارها فالا ً حسنًا ولا تكتمل دونها الفرحة. ونعتقد أننا لو أهملناها فسوف يصيبنا ضرر كبير . ويظن البعض أن اختيار اليوم السابع جاء من أن هناك 7 ملائكة يحرسون الطفل لمدة 6 أيام ثم يغادرون فى اليوم السابع,وذلك هو سبب إقامة حفلة يحضرها كل المعارف . ومن الطقوس الملازمة للشعب المصرى فى ذلك اليوم إحضار إبريق للمولود الولد وقلة للبنت على أن يحتوى كلاهما على خمس فتحات يتم وضع شموع فيها,و اصل هذه العادة عندما لا تتفق العائلة على اسم للمولود فيختار كل فرد اسمًا على الشموع الموضوعة والشمعة التى تظل للنهاية تكون هى اسمه لأنها فأل بطول العمر . ويوضع بجوارالإبريق أو القلة صينية بها "سبع حبوب" عبارة عن (حمص – عدس – حلبة– ذرة – فول – قمح – أرز) وقطعة من الخبز, بالإضافة إلى عملة معدنية فضية, اعتقادًا منهم بأن هذه المكونات تحرسه وتحفظه وأنها بركة وتجلب له الخير . أيضًا يرتدى المولود ملابس جديدة, ويوضع فى منخل أو غربال مزين بالستان الأزرق للولد أوالستان الروز للبنت. وتقوم أحد السيدات بإشعال البخور لتخطو من فوقه الأم سبع مرات.وتقوم السيدة بهز الغربال وتقول "الأوله بسم الله , والثانية بسم الله , والثالثة بسم الله.. إلى أن تصل إلى السابعة بسم الله, رقيتك برقوة محمد بن عبد الله" ويرمز الغربال للخصوبة والعطاء,والتمنى للطفل أن يكون مثل الأرض التى تعطى خيرًا ورزقًا وفيرًا . بعد ذلك تقوم بدق الهون بالقرب من أذن الطفل, ويرجع ذلك إلى اعتقاد المصريين بأن حاسة السمع تبدأ عند الطفل فى اليوم السابع من ميلاده, فيقومون باصطناع صخب بجوار أذنه حتى تعمل هذه الحاسة, وحتى لا يخاف بعد ذلك من أى صوت مرتفع , ويردد الأقارب (اسمع كلام أمك .. ماتسمعش كلام أبوك) او العكس, ويتسارع الجميع وبخفة ظل (اسمع كلام جدك .. اسمع كلام خالك)..وهكذا. وتحمله الأم ومن حولها الأطفال يحملون الشمع المشتعل مرددين الاغانى الجميلة التى توارثناها عن الأجداد: حلقاتك برجالاتك حلقة دهب فى وداناتك" و "يارب يا ربنا تكبر وتبقى زينا", ثم يُرش الملح فى جميع أنحاء المكان اعتقادا أنه يبعد العين والحسد ويطرد الأرواح الشريرة . وتعبيرًا عن الحب والمودة يتم تقديم مشروب المغات وتوزيع الهدايا ولفات الحلوى من (الحمص والشيكولاتة والمسكرات) على الأطفال والأقارب والجيران ,الذين بدورهم يقدمون للمولود "النقطة" وهى مبلغ من المال أو الذهب . ومن الطقوس التى يقوم بها القليلون "تكحيل عين الطفل" منذ اليوم الثالث من ولادته وحتى نهاية الأسبوع الأول وذلك ظنا منهم أن هذه العادة تعمل على اتساع العين وجمالها . بعض الأسر تكتفى حاليًا بالاحتفال بقدوم المولود وفقًا للطقوس الإسلامية, وعمل ما يسمى بالعقيقة: وهى ذبح جدى أو عجل حسب المقدرة المادية وهى تعتبر سنة عن النبى صلى الله عليه وسلم وتمتد بها فرحة أهل البيت إلى الفقراء فيذوقوا اللحم.