يدرس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فى الوقت الراهن، تنفيذ مشروعات عدة على جانب كبير من الأهمية لخدمة قضايا البيئة والتنمية فى مصر، وعلى رأسها إنشاء شبكة رصد بيئى لدول حوض نهر النيل، بهدف رسم صورة بيئية لمنطقة الحوض، وأخدود القرن الإفريقى. فى البداية، يشير الدكتور حاتم حمدى عودة، رئيس المعهد، إلى أن الاستعداد لذلك بدأ منذ عقد ورشة عمل احتضن فيها المعهد 65 باحثا إفريقيا وأوروبيا لعرض الدراسات وتبادل الخبرات والرؤى فى هذا المجال، بجانب أبحاث الشمس والظواهر الطبيعية التى يجريها المعهد حيث وضع الأطلس الشمسى لتحديد المناطق ذات السطوع الشمسى الأعلى للاستفادة منها فى إنتاج الطاقة الشمسية حيث أثبتت الدراسات أن أعلى المناطق ذات السطوع الشمسى كانت فى الصحراء الغربية ومنطقة ساحل البحر الأحمر. كسح.. وكود ويضيف أن المعهد أجرى دراسات تطبيقية بالتعاون مع اليابان فى مجال التنقيب عن الألغام فى منطقة الساحل الشمالى، حيث تم استخدام أسلوب جديد، وبأدوات جديدة من خلال منطاد وضع فيه أجهزة التنقيب والبحث عن الألغام وكسحها. ويتابع أن هذا المشروع ما زال فى مراحل الدراسات والتطوير، كما بدأنا مؤخرا فى إجراء دراسات الفيزيقا البحرية، ومنها يتم استخدام أجهزة خاصة لدراسة تفاصيل المياه، فى بحيرة ناصر وقناة السويس، لمتابعة ودراسة أى تطورات تطرأ على السد العالى أو قناة السويس، لتحقيق أقصى درجات الصيانة والحماية، فضلا عن إنشاء الشبكة القومية لقياس الزلازل، ودراسة المناطق جيولوجيا، لتحديد المناطق النشطة، وأنه بالتعاون مع معهد بحوث البناء تم تحديد الكود الزلزالى. ويشير إلى أن مصر تنفرد بوجود مراصد مغناطيسية لقياسات القشرة الأرضية والزلازل فى المنطقة، كما تسعى الآن لإنشاء مرصد أرضى لتقريب التنبؤات والاحتمالات للزلازل. وعلى جانب آخر، يوضح الدكتور أشرف شاكر، بقسم الفلك فى المعهد، أن دراسات الشمس مهمة لمعرفة عناصرها والطاقة، باعتبار أن دورة النشاط الشمسي، على مدار 12 عاما، تؤثر على الاتصالات؛ لذلك فإن محطة الليزر فى المعهد، التى تعتبر الوحيدة فى شمال إفريقيا تساعد على دراسة تحركات القشرة الأرضية. ويردف أنها محطة على اتصال بالأقمار الصناعية العالمية كافة، وتتميز بثباتها؛ لأن أرض مصر تتسم بالثبات، وهى تعمل وفق اتفاقية عالمية، فضلا عن أنها تفتح المجالات أمام مصر، باعتبارها بوابة الدخول لعالم الفضاء. «الست خضرة» وفى إطار الدور العلمى للمعهد وتطبيقاته فى مجال حماية البيئة، يشير الدكتور السعيد أحمد السيد رجب، نائب رئيس المعهد، إلى بعض تفاصيل بروتوكول التعاون بين المعهد ورئاسة حى حلوان، باعتبارها المدينة المقامة فيها مبانى المعهد. ويؤكد توافر الأجهزة لديهم، وأنه تمت بها دراسة مشروع مقترح عن المياه الجوفية لمدينة حلوان خاصة بمنطقة عين حلوان، حيث إن بها كميات من المياه المعدنية المهملة، بجانب منطقة «الست خضرة»، التى تتوافر بها كميات هائلة من المياه الكبريتية المهدرة، لتعظيم الاستفادة منها سواء فى توفير مياه الشرب أو المياه العلاجية، حيث يطالب الدكتور السعيد بالاستفادة من تلك الكميات من المياه، موصيا بإعادة الاستفادة من كبريتاج حلوان. ومن جهته، يشير صادق على عبد المقصود، رئيس حى حلوان، إلى أن الخطط المستقبلية تتطرق للاستفادة من طرح الكبريتاج للاستثمار، والاستفادة من المياه المعدنية والكبريتية؛ لكن المشروع واجهته فى السابق بعض المشكلات التى أوقفته لأنه لم يدر أموالا تغطى تكاليفه، وهو فى انتظار رجال الأعمال الوطنيين لتحقيق التنمية، والاستفادة من تلك المياه. ويضيف صادق أنه ينتظر من المعهد أن يقدم لنا نتائج دراسته لتقويم التربة، وذلك للأرض المخصصة لإنشاء مستشفى حلوان بجوار الجامعة، الذى تصل تكلفته إلى 220 مليون جنيه. ويضيف الدكتور عباس على، أستاذ المغناطيسية الأرضية بالمعهد، أن المعهد يقوم بإجراء دراسات لتقويم التربة بهدف تحديد طبيعتها إذا كانت مكونة من الحجر الجيرى أو الرملى أو الطفلة، التى من خلالها يتم وضع التحاليل وتراكيب القشرة الأرضية والمكون الصخرى لها ، قبل إجراء عمليات البناء عليها. ويوضح، أخيرا، أنه يتم فى المعهد الآن إجراء الدراسات الخاصة بالمياه فى مدينة حلوان سواء المعدنية أو الكبريتية، لتحديد قدرة الخزان الجوفى، وأيضا تحديد الأماكن التى يمكن السحب منها؛ حتى لا يكون السحب جائرا.. مع إمكان قياس كفاءة المياه، وعدم تلوثها بمياه الصرف الصحى، أو أى ملوثات أخرى، وفق قوله.