قام معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية بتمويل من أكاديمية البحث العلمى بإنشاء مركز إقليمى بقناة السويس الجديدة للتنبؤ ومراقبة كافة المخاطر البيئية التى قد تتعرض لها المنطقة فى المستقبل وكيفية علاجها، المركز الذى تم إنشاؤه حديثا يشمل محطات لرصد وقياس قوة الزلازل ومحطات لقياس المد والجزر فى منطقة قناة السويس والمناطق المحيطة بها. د. أبو العلا أمين رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أكد أن منطقة قناة السويس ثابتة ومتماسكة من الناحية الجيولوجية ، موضحا أن المنطقة مدروسة تماما ومستقرة منذ مئات السنين، وهى بعيدة تماما عن أحزمة الزلازل مما يجعلها من أفضل مناطق التنمية سواء على مستوى الجذب السكانى أوالاستثمارى. ويضيف أن نشاط الزلازل بصفة عامة فى مصر هو من النوع المتوسط ، حيث إن الزلازل التى تحدث فى منطقة البحر الأحمر أو خليج العقبة تكون حسب تصنيف ريختر من صغيرة إلى متوسطة ولايكون لها أى تأثير أو مخاطر، كما أن معظم الزلازل التى حدثت فى مصر كان مركزها منطقة البحر المتوسط وعلى بعد 700 كيلو متر مما يجعلها ضعيفة التأثير وفى الغالب لانشعر بها. وأشار د. أبو العلا إلى أنهم بصدد إرسال المزيد من الأجهزة إلى منطقة قناة السويس الجديدة بهدف دراسة مختلف الأخطار البيئية التى يمكن أن تؤثر على المنطقة مع وضع حلول لها ، مؤكدا أنه حتى الآن لم يتم تسجيل أى زلازل فى هذه المنطقة ، حيث تقوم الأجهزة عن طريق الأقمار الصناعية بإرسال بيانات دورية عن هندسة الزلازل وتحركات القشرة الأرضية فى المنطقة. جدير بالذكر أن الشبكة القومية للزلازل مكونة من 100 محطة تغطى مختلف أنحاء الجمهورية ، وتقوم كل محطة بإرسال بياناتها بالأقمار الصناعية إلى المحطة الرئيسية فى حلوان وإلى المراكز الفرعية فى الخارجة ومرسى علم والغردقة وأسوان وبرج العرب. تعتبر قناه السويس من الممرات الملاحة العالمية الإستراتيجية، ونظرا لما تمثله من اهمية قصوى وعمق استراتيجى وامن قومى مصرى، فإن سلامة المنطقة من اثار الزلازل وموجات التسونامى تعتبر احد الامور الهامة . قام المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية فى مجال دراسات الموقع و الدراسات الجيولوجية للمشاريع القومية وبالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى بإنشاء المركز الإقليمى للطبيعة الأرضية والحد من المخاطر الطبيعية بمحور قناة السويس. وأكد الدكتورابوالعلا امين أن المركزالجديد سوف يقدم الخدمات العلمية والفنية لهئية قناة السويس كأحد الأنشطة الرئيسية التى يقوم بها المعهد لدعم المشاريع القومية والتنمية المستدامة فى مصر ومنها مراقبة وتأمين المنشآت القومية ، ، من مخاطر الزلازل والكوارث الطبيعية.وقد انشأ المركز فى مدينة الاسماعيلية وله فرعان بمدن السويس وبورسعيد ومن خلاله سيتم كل الدراسات والأبحاث الخاصة بالكوارث الطبيعية (الزلازل- الإنزلقات الصخرية- التسونامي) وعمل دراسات التربة للمنشآت الحيوية ودراسات المياه الجوفية وكل ما يتعلق بدراسة التربة بحيث يوفر المركز جميع هذه الإمكانيات لمتخذ القرار للمساعدة فى التخطيط العمرانى و التنمية المستدامة و إدارة الأزمات. كشف الدكتور جاد القاضى، أستاذ الجيوفيزياء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ومدير المركز الإقليمى للطبيعة الأرضية والحد من المخاطر بمحور قناة السويس ان المركز يقوم حاليا باعداد الدراسات الجيزفيزيقية اللازمة ومنها دراسة التغيرات فى المجال المغناطيسى الأرضى باستخدام بيانات المرصد المغناطيسى بالمسلات وذلك لدعم نظام الملاحة فى البحرية فى قناة السويس ويستخدم فى معايرة وضبط البوصلة المغناطيسية ونطام الملاحة فى جميع السفن التى تمر فى قناة السويس، على ان يكون ذلك ضمن الخدمات اللوجستية التى تقدمها هيئة قناة السويس مقابل رسوم تسدد لهيئة القناة مما سوف يساعد فى زيادة ايرادات القناة. واضاف سوف نسعى لان نحقق مشروعات بحثية ونقدم استشارات علمية عن مراقبة النشاط الزلزالى فى منطقة اقليم القناة وسيناء باستخدام محطات شبكة الزلازل القومية واستحداث محطات جديدة بالقرب من محور القناة الجديدة، وتحليل بياناتها على مدار الأربع وعشرين ساعة.تركيب محطات رصد العجلة الزلزالية على كوبرى السلام و الأنفاق الحالية والأنفاق المزمع انشائها أسفل القناة وعلى المنشأت الحيوية بالمحور.مراقبة تفجيرات المحاجر و المناجم و تأثيراتها على المنشآت الحيويةإجراء القياسات الجيوفيزيقية والجيوتقنية اللازمة لتنفيذ الأنفاق أسفل القناة وإقامة المشروعات اللوجستية فى محور القناة. تنفيذ أعمال الدراسات الجيوفيزيقية و الجيوتقنية بالممر الملاحى للقناة بدون أعاقة الحركة الملاحية وذلك لاستكمال إنشاء الأنفاق أسفل القناة.دراسة ومتابعة تأثير التغيرات المناخية على منسوب المياه فى القناه والبحرين الأبيض المتوسط والأحمر وكذلك انتشار موجات الطوفان البحرى (تسونامي) وتأثيرها على حركة الملاحة فى القناه وكذلك على تامنشآت على جانبى القناة. اجراء القياسات الجيوديسية المتكررة باستخدام الشبكات الجيوديسية المحلية والاقليمية لمراقبة التحركات النسبية للقشرة الأرضية فى المنطقة.والمساعدة فى توجيه وتحديث اعمال الملاحة البحرية فى القناة باستخدام بيانات المراصد المغناطيسية التابعة للمعهد وكذلك الملاحة الجوية فى حالة انشاء مطارات جديدة بالمنطقة.،استخدام شبكة قياسات المد البحرى (Tide gage) لعمل تنبؤ لارتفاع المد والجزر داخل القناة لدعم عمليات الإرشاد والملاحة فى القناة.،استخدام النماذج والبيانات الرقمية المتاحة للمعهد من خلال الشبكة الدولية للرصد لدراسة انتشار الملوثات الإشعاعية والبيئية فى الجو وإنشاء نظم إنذار مبكر. واوضح د. احمد محسن استاذ المغناطيسية المساعد بالمعهد واحد اعضاء المركز ان بيانات المراصد المغناطيسية التى يقوم المعهد بتسجيلها على مدى الأربع وعشرين ساعة وترسل بياناتها عن طريق الأقمار الصناعية لمقر المعهد الرئيسى بحلوان، من شأنها ان تقلل من حوادث جنوح السفن فى الممر الملاحى للقناة وخليج السويس.وان المعهد يخطط لتركيب أنظمة رصد متطورة على كوبرى السلام المعلق وداخل الأنفاق أسفل القناة ,أسوة بما قام به المعهد فى جسم السد العالى وخزان اسوان.