أكتب عن قصيدة الغزل التى ألقاها مايك بينس نائب الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب يناجى فيها حبيبة قلبه إسرائيل بأحلى العبارات مع تسارع دقات قلبه فلقد تفوق فيها على أقرانه السابقين الذين كانوا يكيلون المديح لإسرائيل، سواء كمرشحين قبل الانتخابات الأمريكية أو بعد نجاحهم كرؤساء أو حتى مشاركين فى الإدارة الأمريكية وذلك لكسب أصوات اللوبى اليهودى الصهيوني، ونحن نوقن أن أمريكا وإسرائيل هما ثعبان رأسه فى أحدهما وذيله فى الطرف الآخر، وسأكتفى بذكر بعض الفقرات من هذه القصيدة، ونبحث فى ثناياها عن أسباب الولع الشديد الذى يكنه لها: يقول بينس فى البداية «مرحبا أيها الجمهور الإسرائيلي، أنا مايك بينس إنه لشرف عظيم لى ولترامب أن نقف بجانبكم الليلة دعما لإسرائيل، وأشعر بالتواضع الشديد فى التحدث إليكم فى هذا الوقت التاريخي، بينما جميعكم هناك فى (القدس) المباركة الوطن الأزلى للشعب اليهودي، لقد سألنى العديد خلال الحملة عن سبب دعمى القوى لإسرائيل، فقلت أنا وترامب نقف بجانب إسرائيل لأن كفاح إسرائيل هو كفاحنا»!.. وأقول إن بينس يمدح تشابه كفاحهما، فأمريكا تسمى قهرهم وإبادتهم للهنود الحمر السكان الأصليين كان كفاحا واجبا مثلما فعلت إسرائيل، ومازالت تفعل فى احتلال فلسطين وقهر وابادة الشعب الفلسطينى السكان الأصليين وتواصل التوغل فى اراضيهم، وإقامة المستوطنات يوما بعد يوم بهدف طردهم من بلادهم، بل وحياكة المؤامرات مع أمريكا للاستيلاء على جزء من أرض مصر فى سيناء وتسكينهم بها بالاتفاق مع الإخوان، وفصيل إرهابى فى غزة وإرهابيين مأجورين تخلوا عن تحرير بلادهم ممن اغتصبوها، وذلك لاستكمال طرد الشعب الفلسطينى مرحليا تمهيدا لتحقيق مزاعمهم التاريخية فى حلمهم الأكبر فى مراحل قادمة من النيل إلى الفرات، ولكن هيهات. يقول بينس فى فقرة أخرى إن: «إسرائيل أعز حلفائنا فى العالم فى الوقت الحالي، تعيش فى ظل جيران يمثلون تهديدا يسعون لمسحها من على خريطة العالم، وأنا وترامب نفهم أن إسرائيل ليست مكروهة من أعدائنا بسبب ما تفعله من أخطاء، بل بما تفعله من صواب مثل الولاياتالمتحدة!!.. وأتساءل هل كان الصواب أن تعتدى إسرائيل على أقرب جيران لها فى عام 1956 وعام 1967 بمساعدة أمريكا، وحتى فى عام 1973 حينما سعت مصر وعبرت القناة وحققت انتصارا شريفا لكى تسترد أرضها المغتصبة هددت أمريكا مصر حينئذ إذا تقدمت القوات المصرية لاستكمال تحرير أرضها بالكامل بأنها سوف تتدخل مباشرة بجانب إسرائيل، فهل هذا هو الصواب فى عيون حكام أمريكا؟!! وهل الصواب أن تستمر إسرائيل فى احتلال هضبة الجولان وتهاجم الجارة سوريا، وتعتدى عليها بالغارات الجوية لتدمير منشآتها، وقتل أهلها، وهل الصواب أن ترتكب إسرائيل عدة مذابح فى لبنان واستباحة أجوائها بالطائرات المقاتلة, واطلاق التهديدات الدائمة لأهلها، وهى دولة ذات سيادة؟ وهل ما فعلته أمريكا عندما دمرت العراق، وهى تبعد عنها آلاف الأميال، وكانت الخطوة الأولى فى مخطط تقسيم الشرق الأوسط بالمكائد والمؤامرات، ومازالت مستمرة فى مخططها حتى الآن؟!!. وفى فقرة أخرى فى قصيدة العشق يتساءل السيد بينس: «كيف لا يمكن لأى شخص ألا يقف بجانب إسرائيل»، فليأخذوا كلمتى هذه فى (القدس الأبدية الموحدة) للشعب اليهودى والدولة اليهودية؟!!... وأقول كيف تقول «القدس الأبدية الموحدة» وأين ذهبت إذن المؤتمرات الدولية، والمباحثات الثنائية بمباركة أمريكا لحل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية والاعتراف بدولة فلسطينية حدودها الدولية ما قبل 5يونيو 1967 فى الضفة الغربيةوغزة وعاصمتها القدس الشرقية؟!! ويقول أخيرا فلنصل جميعا للرب لكى يستمر فى مباركة إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية... وأقول إن الله لا يبارك إلا لمن يسعى إلى الخير، سواء فى الأفراد أو الجماعات أو الدول، فهو العادل آجلا وعاجلا، ويقول فى كتابه الكريم «وتلك الأيام نداولها بين الناس». د. مصطفى شرف الدين