أكتب هذه السطور صباح يوم الاثنين18 يونيو وأنا أتابع من خلال شاشة التليفزيون- نتائج الانتخابات التي تصل تباعا من المحافظات! واضح أن هناك تقاربا مثيرا بين المرشحين. ولكن بفارق صغير لصالح مرسي, وبالتالي فإن النتيجة الأكثر احتمالا في تلك اللحظة هو أن يفوز د. محمد مرسي بفارق ضئيل للغاية, إلا إذا حدثت مفاجأة كبيرة في اللحظات الأخيرة. ولكن تظل الحقيقة الرائعة وهي أن مصر ودعت إلي الأبد عصر الرئيس الذي يفوز بنسبة99% أو90%, أو بتعبير أدق- عصر الجمهورية التسلطية, إلي عصر الجمهورية الديمقراطية التي يفوز الرئيس فيها بنسبة51%. ويا له من تغير مثير, ألا يعرف المصريون رئيسهم القادم حتي اللحظات الأخيرة من إحصاء كافة أصوات ملايين الناخبين, كما يحدث في أية أمة عريقة في ديمقراطيتها! وليس سرا أنني أيدت الفريق أحمد شفيق, وأعطيت صوتي له, دعما لقيم الدولة المدنية, والمواطنة, التي رفعها. ولكني بالقدر نفسه, لابد أن أسلم بالإرادة الحرة للشعب الذي اختار محمد مرسي, الذي أثق بأنه سوف يكون رئيسا لكل المصريين, فهل يمكن أن يكون رئيسا ل52% منهم؟ إنني أتمني أيضا أن يتصافح المرشحان, وأن يقدما مثالا ونموذجا لمصر الجديدة: الحرة, الديمقراطية, والمتحضرة دوما. وفي حين أحيي الفريق أحمد شفيق الذي خاض برجولة وإصرار- معركة رئاسية صعبة, فإنه يكفيه فخرا أنه حصل علي48% من أصوات المصريين, برغم كل السهام التي وجهت إليه! وأخيرا, فإنني أرجو أن يصحح السيد خيرت الشاطر التصريح الذي أدلي به للصحفي الأمريكي دافيد اجناتيوس في صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ14 يونيو, والذي قال فيه إنه إذا لم يفز مرشح الإخوان, فسوف يسود العنف وتعود المظاهرات للتحرير؟! ذلك فأل سيئ للديمقراطية كما يراها أحد زعماء الإخوان, وحزب الحرية والعدالة! لأن معناه ببساطة أن يحارب52% ال48% الباقين. لا يا سيد خيرت, إن مصر الآن تحتاج لخطاب توافقي ديمقراطي, يجمع ولا يفرق, يبشر بالسلام ولاينذر بالعنف والدماء. المزيد من أعمدة د.أسامة الغزالى حرب