كثيرا ما يتردد أن الشعب الأمريكى ليس له القول الفصل فى انتخاب رئيسه، وأن نظام «المجمع الانتخابي» المعقد الذى تقوم عليه العملية الانتخابية كثيرا ما يأتى برئيس لم يكن هو الاختيار الفعلى للناخبين الأمريكيين. يتكون المجمع الانتخابى من 538 مندوبا يمثلون الولايات الخمسين بالإضافة إلى العاصمة الفيدرالية واشنطن، ويكلف سكان كل ولاية هؤلاء «المندوبين» بالقيام رسميا بانتخاب الرئيس ونائبه مع التزام «أخلاقي» وليس «قانونيا» من قبل مندوبى المجمع بالتصويت لمصلحة المرشح الذى اختارته أغلبية الناخبين فى كل ولاية. وعدد المندوبين المخصص لكل ولاية يساوى عدد ممثلى الولاية فى الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ البالغ عددهم 535 عضوا، بالإضافة إلى ثلاثة أصوات لواشنطن غير الممثلة فى الكونجرس، ولكن لها ثلاثة أصوات انتخابية فى المجمع الانتخابي. ويتم انتخاب المندوبين من قبل أعضاء الحزبين المتنافسين على الرئاسة فى حدث مهم هو المؤتمر العام للحزب، ويحق لكل مندوب إعطاء صوت واحد للرئيس وصوت واحد لنائبه، علما بأن الفوز بالرئاسة يتطلب حصول المرشح الرئاسى على 270 صوتا على الأقل من أصوات المندوبين فى المجمع الانتخابي. ويعد مبدأ «الفائز يحصد الكل» السبب الرئيسى فى إمكانية فوز مرشح برئاسة الولاياتالمتحدة رغم عدم حصوله على أغلبية الأصوات الشعبية، وهذا المبدأ يقوم على أنه لو حصل مرشح ما على أغلبية الأصوات فى ولاية معينة فإنه يحصد جميع أصوات المجمع الانتخابى الخاص بهذه الولاية. فمثلاً إذا فاز المرشح الجمهورى دونالد ترامب على الديمقراطية هيلارى كلينتون بنسبة 60٪ فى ولاية فلوريدا تحسب له أصوات الولاية بالكامل وتذهب كل أصوات مندوبيها فى المجمع الانتخابى والبالغ عددها 29 مندوباً لترامب بشكل كامل. وفى قول آخر، تلغى كل أصوات المجمع الانتخابى التى حصلت عليها كلينتون وتمنح لترامب. وحدث ذلك أربع مرات فى تاريخ الانتخابات الأمريكية أبرزها كان عام 2000 عندما فاز آل جور ب 48.38٪ من الأصوات الشعبية فى عموم البلاد، فى حين حصل جورج بوش الابن على 47.87٪. وعلى الرغم من ذلك فاز بوش بالرئاسة لحصوله على 271 من أصوات المندوبين فى المجمع الانتخابى مقابل 266 صوتا حصل عليها آل جور.