مهما مرت السنون والايام ستظل حرب اكتوبر صفحة مجيدة تحمل بين سطورها قصصا وحكايات لم تعرف بعد عن ابطال رحلوا واخرين لا يزالون يعيشون بيننا فضلوا الصمت ورفضوا الخوض فى حكايات تستحق مجلدات لكى يعرف ابناء مصر تاريخها. ولعل اللواء ابراهيم عجمى نائب رئيس هيئة الرقابة الادارية السابق واحد من هؤلاء الابطال الذين تقدموا الصفوف لاثبات ان مصر لديها القدرة على التصدى لاعداء الوطن وهذا الامر يتطلب التضحية والفداء وهو ماقام به ابطال اللواء 130 مشاة اسطول والتى شهدت استعدادات وتدريبات عاليه قبل الحرب رغم وجودها بالاسكندرية ويكفى ان الفريق سعد الدين الشاذلى كان يقوم برحلات شبه يومية لهم وهو ما اثار دهشة الضباط والجنود وقتها ما سر مجيء الرجل الثانى بالقوات المسلحة لهم بهذا الشكل وهم بالاسكندريه يقيمون بعيدا عن ارض المعركة وكانت المفاجأة ان الرجل يشعر بدهشتهم واستغرابهم ليقول لهم انتظروا فانتم ستكونون اول مسمار يدق فى نعش اسرائيلى وبالفعل قبل المعركة بشهر صدر القرار بنقل المجموعة الى السويس بدعوى الاعداد لمناورات الخريف وهناك شعرنا ان الاستعدادات تفوق حجم اى مناورة وفى اول اكتوبر تم استدعاء البطل الشهيد المقدم ابراهيم عبد التواب وكان قائدا لنا وقد ابلغ بعزم القيادة عن القيام بعملية كبرى وكانت مهمتنا الاولى العبور قبل القوات الاساسيه والوصول الى الممرات فى سيناء وتعطيل العدو لمدة 48 ساعة وبالفعل نفذنا المهمه تماما واستطاع رجالنا ان يقدموا نماذج فى الفداء والتضحيات وكبدنا الاعداء خسائر فادحة ثم طلب منا التحرك نحو نقطة يسيطر عليها العدو ويجب سقوطها ولم تستطع قواتنا السيطرة عليها رغم نجاحها فى الاستيلاء على كافة النقط الحصينة وبالفعل كما يقول اللواء ابراهيم عجمى والملازم وقت الحرب تحركت القوات نحو نقطة كبريت الحصينة وتم الاستيلاء عليها بالفعل وهو امر أثار جنون العدو الاسرائيلى واتذكر ان الشهيد البطل المقدم ابراهيم عبد التواب طلب منا ترك الجزيرة والتحصن حولها لان الطائرات الإسرائيلية ستدك الموقع وحدث ماتوقعه وقد ظل جنود مصر محاصرين داخل الموقع 134 يوم مدافعين عنه رافضى الاستسلام وخلال تلك الفترة شهد الموقع قصص بطولات خيالية اذكر منها بطولة الملازم وقتها سيد حرب والذى رحل عن دنيانا منذ ايام تاركا ذكرى عطرة وقصصا لم ترو عن بطولاته حيث تولى تهريب المواد الغذائيه لنا من قيادة الجيش الثانى وتعرض للموت عشرات المرات ورفض ان يقوم احد غيره بهذه المهمة حتى عندما ضرب قاربه وظل فى الماء 11 ساعه وعاد الينا مجمدا من المياه اصر على الذهاب من جديد لاداء مهمته ،ايضا هناك الملازم صبرى هيكل ومعه محمد نور الدين اللذان قاما بتحلية المياه وهو اختراع حقق لنا الصمود طوال هذه الفتره ،وهناك النقيب جابر شعراوى، مدحت منير والملازم اسامه عبد الله، سعيد ادم، مصطفى حسين وغيرهم ممن قدموا ارواحهم فداء لهذا الوطن. ويذكر اللواء ابراهيم عجمى ان يوم 13 يناير عام 74 وقع الجانبان المصرى والاسرائيلى اتفاقية فض الاشتباك وهو اليوم نفسه الذى استشهد فيه المقدم البطل ابراهيم عبد التواب من طلقة مدفع اسرائيلى وكان الرجل اراد انهاء مهمته البطولية بالاستشهاد لنقوم بوضعه فى علم مصر، علم مصر ويدفن في الموقع الذي ظل يدافع عنه طوال اكثر من 4 شهور لكي نعود للاسكندريه لتكون أعظم مفاجأة في انتظارنا بخروج المدينه عن اخرها لكي تستقبل ابطال كبريت