بدأت القوات العراقية أمس هجومها لاستعادة مدينة الموصل، معقل تنظيم «داعش» فى العراق، وأعربت مصر عن تضامنها الكامل مع حكومة وشعب دولة العراق الشقيقة، مع بدء معركة تحرير الموصل من قبضة «داعش»، فيما عبرت الأممالمتحدة على الفور عن «قلقها» بشأن نحو 1٫5 مليون شخص يعيشون فى الموصل. وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية والإغاثة العاجلة ستيفن اوبراين «العائلات معرضة لخطر شديد بأن تصبح عالقة بين نارين أو مستهدفة من جانب قناصة». وحذرت منظمة «أنقذوا الأطفال» البريطانية غير الحكومية من أن أكثر من مليون شخص، من بينهم آلاف الأطفال، فى مدينة الموصل قد لا يجدون طرقا آمنة للهروب من المدينة مع اقتراب القوات العراقية من استعادة السيطرة عليها من تنظيم «داعش» الإرهابي، داعية القوات العراقية وقوات التحالف لإقامة ممرات آمنة لهم. وأعلن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى رسميا، بدء عمليات استعادة مدينة الموصل التى يجرى الاستعداد لها منذ أشهر بدعم من التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة. وقال العبادى :»ساعة التحرير دقت واقتربت لحظة الانتصار الكبير، بإرادة وعزيمة وسواعد العراقيين»، مشيرا إلى أن عملية التحرير ستتم بمشاركة الشرطة الوطنية، ودعا سكان المدينة إلى التعاون مع القوات المسلحة العراقية كما تعاون أهالى الشرقاط والقيارة مع القوات فكانت العمليات العسكرية سريعة وبأقل الخسائر، وتعهد لأهالى محافظة نينوى برفع علم العراق قريبا فى الموصل وكل قرية وزاوية ودحر تنظيم «داعش» الإرهابى الذى وصفه بأنه لن يكون له مكان فى الموصل والعراق. ومن جانبه، قال أشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكى إن العملية العسكرية تشكل «لحظة حاسمة لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش»، مضيفا «نحن واثقون من أن شركاءنا العراقيين سيهزمون عدونا المشترك ويحررون الموصل وبقية العراق من وحشية وعداء التنظيم». وفى الوقت نفسه، أكد دوجلاس سيليمان السفير الأمريكى لدى العراق دعم بلاده للقوات المسلحة العراقية وتقديم المساعدة اللازمة من أجل تحرير الأراضى العراقية من سيطرة تنظيم «داعش». وقال السفير الأمريكى، فى كلمة بمناسبة بدء معركة تحرير الموصل، إن الشعب الأمريكى يتمنى للجنود العراقيين المرابطين بالخطوط الأمامية النجاح فى مهمة تحرير الموصل. جاء ذلك فيما أكد الجنرال ستيفن تاونسند القائد الجديد للتحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة ضد التنظيم، ان العملية لاستعادة السيطرة على ثانى مدن العراق ستستغرق أسابيع أو أكثر. وفى غضون ذلك، أعلنت القيادة العامة للقوات الكردية - فى بيان لها - عن بدء «عملية واسعة النطاق لقوات البشمركة فى منطقة الخازر شرق الموصل بالتنسيق مع قوات الجيش العراقى كمرحلة اولى لعملية تحرير الموصل من ايدى ارهابيى داعش». واوضحت القيادة ان «اكثر من اربعة آلاف من قوات البشمركة تشارك فى العملية فى ثلاثة محاور لتطهير القرى حول منطقة الخازر» التى يحتلها التنظيم. وقال مصدر من قوات البيشمركة، إن القوات أصبحت على مسافة أربعة كيلومترات من مركز الحمدانية المسيحية بعد وصولها إلى مفرق قضاء الحمدانية- أربيل- ناحية برطلة، وذلك فى إطار العملية التى انطلقت لتحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش. وسيقدم التحالف الدولى دعما جويا وبريا للعملية. وعرضت تركيا تقديم الدعم، على الرغم من توتر العلاقات بين بغداد وانقرة. وقبل إعلان بدء العملية العسكرية، ألقت طائرات القوات الجوية العراقية عشرات الآلاف من المنشورات التى تتضمن تعليمات سلامة لسكان الموصل. وفى موسكو، دعا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين التحالف الدولى الى تجنب سقوط ضحايا مدنيين فى العملية، وقال فى مؤتمر صحفى على هامش قمة مجموعة «بريكس» فى الهند: «نأمل بان يتحرك شركاؤنا الأمريكيون و شركاؤنا الفرنسيون، بدقة ويبذلوا ما فى وسعهم لتجنب سقوط اى ضحية بين السكان المدنيين خلال الهجوم الذى تستعد القوات العراقية لشنه على الموصل بدعم من التحالف. يأتى هذا بينما، تمكنت القوات العراقية المشتركة من تحرير أربع قرى بالمحورين الجنوبى والجنوب الشرقى لعمليات تحرير نينوى شمال العراق التى انطلقت أمس ، كما دمر طيران العراق والتحالف الدولى عشرات الأهداف لتنظيم «داعش». وحررت القوات قرية «إبراهيم الخليل» وقرية «كان حرامي» وطوقت قرية «دزيزة» ضمن محور «الكوير» جنوب شرق الموصل بالمحافظة. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت إن دفاعات تنظيم داعش الإرهابى انهارت فى المحور الجنوبى لعمليات تحرير الموصل، مشيرا إلى أنه تم تدمير عدد من السيارات المفخخة للتنظيم وتحرير قريتى «ابن نايف» و»نجمة» جنوب الموصل. وقد أعربت مصر عن تضامنها الكامل مع حكومة وشعب دولة العراق الشقيقة، مع بدء معركة تحرير الموصل من قبضة «داعش»، متمنيةً نجاح العملية وتحقيق النصر المنشود. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية ، فى بيان صحفى أمس ، أن تنظيم داعش الإرهابي، ومن يتضامن معه أو يتبنى أيديولوجيته، وسائر التنظيمات الإرهابية المنتشرة فى مناطق عديدة من دول العالم، لا يمكن لها أن تصمد أو تجد ملاذا آمناً أمام إرادة الشعوب المحبة للسلام والاستقرار. وعلى صعيد متصل، دفع الجيش التركى بتعزيزات عسكرية إلى الحدود مع العراق ، بالتزامن مع العملية العسكرية، وذكرت مصادر إعلامية، أن نحو نصف المقاتلين العراقيين الذين دربتهم تركيا فى معسكر بعشيقة بشمال العراق وعددهم 3000 مقاتل يشاركون فى عملية طرد داعش من الموصل.و اكد الرئيس التركى رجب طيب اردوغان انه من «غير الوارد» بالنسبة لتركيا ان تبقى خارج العملية التى اطلقتها بغداد لاستعادة الموصل. وقال اردوغان فى تصريحات له أمس- «سنكون جزءا من العملية، سنكون موجودين» . واضاف ان «اشقاءنا واقرباءنا هناك، ومن غير الوارد ان نكون خارج العملية». وأضاف أردوغان «نحن مهددون من قبل التنظيمات الإرهابية الموجودة فى العراق»، مؤكدا أن عدم مشاركة تركيا فى عملية الموصل سوف يؤدى إلى نتائج وخيمة. وتابع أردوغان قائلا «سوف نكون فعالين فى هذه العملية، وسنكون موجودين على طاولة المفاوضات، فهناك تاريخ مشترك يجمعنا مع تلك المنطقة وأدعو الجميع إلى قراءة التاريخ لكى يعلموا جيدا تلك الصلة الوثيقة». وشدد الرئيس التركى قائلا : «لن نحصل على أوامر من أحد، ولن نخرج من معسكر بعشيقة»، مشيرا إلى أن تركيا تقوم بعملياتها ضد التنظيمات الإرهابية وتنظيم «داعش»، وتدير تلك العمليات من بعشيقة. وعلى صعيد آخر، قتل عشرة اشخاص على الاقل واصيب 17 آخرون بجروح فى هجوم انتحارى استهدف حاجزا امنيا للجيش فى منطقة اليوسفية جنوببغداد.