لا للمدعين الذين جعلوا من ميادين مصر ساحات خاصة يفعلون بها مايريدون, ووضعوا المواطنين تحت وصاية غوغائية الميدان وضلالة الفضائيات المشبوهة, وحقوق الإنسان المدعومة. اليوم.. يسطر الشعب المصري بكل فئاته وأطيافه وطبقاته سطرا برأيه الحر والنزيه, لاختيار أول رئيس منتخب للجمهورية, في صناديق شفافة, تعظيما لثورة 25 يناير وللتاريخ, متجاوزا المرحلة الانتقالية بكل فاعلياتها الإيجابية والسلبية, التي حركتها الأحداث المتلاحقة في معية التناقضات, والقفز علي الثورة وأهدافها, واغتصاب إنجازاتها.. فلكل جماعة حراكها الخاص للاستحواذ, ولكل ائتلاف غايته المشروعة وغير المشروعة, ولكل حزب آراؤه وفلسفته الخاصة, ولكل فصيل طموحه, بعد أن ذهب النظام السابق. في حين قامت مؤسسات الدولة بالعمل توافقيا سعيا لحماية الوطن والمصريين من الوصول للهاوية, ومقاومة لكل ما يحاك من مؤامرات واختراقات لإهدار قيمة الوطن من الداخل والخارج, وحقنا للدماء, منعا للوصول لحرب أهلية كحال دول الجوار تحت مسمي (الشرق الأوسط الجديد).. التاريخ هنا سيسجل للجيش المصري العظيم وأبنائه الأوفياء.. مسئولية الحماية والعبور الآمن بهذا الوطن نحو الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة, وإسقاطه كل الاستفزازات والتجني علي قياداته بعبارات غير لائقة والتشكيك, لأن قسم القوات المسلحة (حماية الشرعية الدستورية).. دستور كل المصريين.. (نعم), محققا لآمالهم ومخففا لآلامهم.. نعم للاستقرار ولا للانتقام وتصفية الحسابات.. نعم للكرامه ولا للإذلال.. نعم للمواطنة ولا للتمييز العنصري والديني والطائفي.. نعم لدولة القانون والعدالة ولا للبلطجة.. نعم للولاء للوطن والشعب ولا للفوضي حتي لو كانت خلاقة. بشفافية.. كفانا 17 شهرا لوضع الدستور, فهل يظل الحال علي هذا المنوال؟ ويولد دستور مشوه من رحم أصيب بسرطان التكويش والفرقة والذاتية وعصبية الجماعة وغوغائية الميدان, وعشوائية الحوار, وتفعيل فزاعة الدين, مع إهدار قيمة العقل والنخبة؟ إنها لحظة فارقة في تاريخ العظيمة مصر حماها الله. [email protected] المزيد من أعمدة عبدالفتاح إبراهيم