للفنان فتحى عفيفى مريدوه الذين أحبوا لوحات الأبيض والأسود، وتصويره لحياة العمال فى المصانع وعلاقة الإنسان بالآلة التكنولوجية الجبارة. يعود إبن حى السيدة زينب مرة أخرى إلى موضوعه الأثير، بعد أن تجول لسنوات بين صخب ألوان المولد والحى الشعبى وأفلام زمان، ويفتتح اليوم معرضه الفنى بقاعة أفق بمتحف محمد محمود خليل، والذى يضم 30 عملا جديدا فى أحجام كبيرة تقع ما بين متر ونصف ومترين. وما بين تناقض الأبيض والأسود و زرقة أردية العمال، يتجلى الحنين، يصور عفيفى حياة العامل اليومية فى الذهاب والرجوع من المصنع، فى المترو أو على الدراجة، فى طابور الطعام أو أثناء استراحته القصيرة وسط الماكينات، يحاول أن يلتقط بمهارة حركة العامل فى علاقته بالآلة أو بصاحب العمل، يرصد حركة الحشود والمجاميع فى كتلة واحدة يلفها شجن اللون الأزرق، بينما تجأر الآلات العملاقة من فوقهم، فندرك حينها أن المصنع ما هو إلا نموذج مصغر لحياتنا وأننا جميعا نلتقى فى معاناتنا اليومية فى مصير مجهول. وأختار عفيفى عنوانا لمعرضه «العودة للمصنع»، ليجيبه محبوه «ما أحلى الرجوع إليه».