يعتقد أهل الصين أن القراءة الحقيقية لمظاهرات الغضب والرفض للرأسمالية المتوحشة التى واكبت سلسلة قمم العشرين ونجت منها الصين ينبغى أن تنطلق من الإدراك بأن هذه السياسات المستفزة لم تترك لهم أى ثقب يرون فيه بصيصا من الأمل حول إمكان التراجع عن أولويات التجارة الحرة ومشاريع الشركات المتعددة الجنسيات التى تعزز من تراكم ثروات الأغنياء على حساب المصالح المحدودة والبسيطة للفقراء. ولكن هل يمكن القول إن مظاهرات الغضب ضد العدل الاجتماعى الغائب فى معظم دول العالم يمكن أن تتطور فى المستقبل القريب لتصبح ثورة حقيقية تؤدى لإعادة النظر فى النظام الاقتصادى العالمى المراد فرضه وتعميمه على الدنيا كلها من خلال اتفاقية الجات! والجواب باختصار ووضوح كما يراه أهل الصين هو: إن الذين يقولون بذلك يفرطون فى تفاؤلهم ويخلطون خلطا معيبا بين قراءة الواقع وبين أحلام التمنى من نوع ما كان يراهن عليه الزعيم الكوبى فيدل كاسترو من ثقته بأن تمرد الصغار كفيل فى النهاية بأن يهزم تجبر الكبار. والحقيقة أن من أكبر الأخطاء التى يقع فيها أنصار الرأسمالية المتوحشة أنهم يلقون باللوم على التنظيمات الشيوعية وتجمعات الفوضويين ويعتبرون احتجاجاتهم الغاضبة بمنزلة حرب صريحة ضد الرأسمالية ودعوة خفية لإعادة إحياء الشيوعية.. وذلك غير صحيح بعد أن دخلت فصائل الإسلام السياسى على خط التهييج والتحريض رغم فكرها اليميني! وهنا يعتقد أهل الصين : إنه على الذين ينزعجون من ثورات الغضب المتتالية فى أغلب دول العالم والتى ترفع لافتات التنديد بالنظم الرأسمالية المتوحشة المراد فرضها على الجميع دون مراعاة للفوارق الحادة والكبيرة بين مجتمعات الغنى والثراء ومجتعات الفقر والجوع ألا يتجاهلوا مجموعة من الحقائق المؤكدة التى تقف وراء تفاقم حدة الغضب والاحتجاج عاما بعد عام. وغدا حديث آخر من بكين خير الكلام: كلما اشتدت أزمات الحياة ازداد البشر كياسة ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله