كوريا الشمالية تتحدى العالم بإجراء خامس تجاربها النووية

استمرارا لمسلسل تحديها للمجتمع الدولى، أعلنت كوريا الشمالية نجاح خامس تجاربها النووية أمس أحدثت انفجارا أقوى من القنبلة التى ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية.
وذكر تقرير لوكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن “العلماء والفنيين نفذوا تجربة تفجير نووى لتقييم قوة رأس حربى نووى،مضيفة أن التجربة أثبتت أن البلاد أصبحت قادرة على وضع رأس حربى نووى على صاروخ باليستى متوسط المدى، وبات بإمكانها إنتاج أسلحة نووية متنوعة “أصغر حجما وأخف وزنا” وبالعدد الذى تريده “حسب رغبتها”.
وتسببت تجربة كوريا الشمالية فى وقوع زلزال بقوة 5 درجات بمقياس ريختر بالقرب من موقع “بونجى رى” للاختبارات النووية تحت الأرض، والذى أجريت فيه كافة التجارب النووية لكوريا الشمالية منذ بدأت بيونج يانج فى إجرائها عام 2006، وكشفت صور الأقمار الصناعية مؤخرا عن حدوث نشاط فى الموقع.
وتجرى كوريا الشمالية تجارب إطلاق صواريخ بمعدل غير مسبوق هذا العام، حيث تعد تلك الثانية لها خلال 8 شهور، والخامسة لها على الإطلاق.
وأثارت أنباء التجربة انفجارا فى ردود الفعل الدولى التى اعتبرت تجارب كوريا الشمالية بمثابة تحد صارخ لها، فقالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” إن تجربة كوريا الشمالية - إذا تأكدت - ستكون استفزازا خطيرا وتهديدا كبيرا لاستقرار منطقة آسيا والمحيط الهادى. ونقل المتحدث باسم الوزارة بيتر كوك عن وزير الدفاع آشتون كارتر قوله فى زيارة للنرويج إنه سيظل على اتصال مع كوريا الجنوبية وحلفاء آخرين فى المنطقة. وقال كوك إنه إذا تأكدت التجربة النووية “فستكون انتهاكا صارخا آخر لقرارات مجلس الأمن الدولى واستفزازا خطيرا يهدد سلام وأمن شبه الجزيرة الكورية واستقرار منطقة آسيا والمحيط الهادى.”
كذلك، أكد جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما العائد من رحلته إلى آسيا أطلع على التجربة النووية الكورية الشمالية، وأجرى مشاورات بهذا الصدد مع رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هيه ورئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، مشيرا إلى أن أوباما سيواصل التشاور مع حلفائنا وشركائنا خلال الأيام المقبلة لضمان أن الأفعال الاستفزازية من كوريا الشمالية يكون لها عواقب وخيمة”.
فى الوقت ذاته، أعرب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى عن القلق الشديد إزاء التجربة النووية. وقال إن واشنطن سوف تطرح هذه القضية فى مجلس الأمن. وأضاف أن الصين وورسيا والولايات المتحدة تشارك هذا القلق العميق مع جارات كوريا الشمالية، اليابان وكوريا الجنوبية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، الذى وصل جنيف لإجراء محادثات مع كيرى” نشعر بقلق بالغ إزاء التجربة النووية، فقرارات مجلس الأمن يجب تطبيقها بحزم” . وأضاف أنه يعتزم مناقشة هذه القضية مع نظيره اليابانى فوميو كيشيدا.كما اعتبرت وزارة الخارجية الروسية فى بيان إن التجربة تهدد السلام والأمن على شبه الجزيرة الكورية وفى منطقة المحيط الهادى، وحثت بيونج يانج على التخلى عن برامجها الصاروخية والنووية تماما.
وكانت سول قد أدانت تجربة كوريا الشمالية النووية، ووصفتها بأنها “استفزاز خطير”. وقالت هيه إن هذه التجربة تمثل استفزازا سيؤدى إلى مزيد من العقوبات الدولية، وأكدت أن بلادها سوف تتخذ “كافة الإجراءات الممكنة” لإرغام بيونج يانج على التخلى عن برنامجها النووى. وأصدرت رئاسة الأركان المشتركة فى كوريا الجنوبية بيانا جاء فيه: “تشير تقديراتنا إلى أن كوريا الشمالية قامت بإجراء أكبر تجربة على الإطلاق”، مضيفا أنه من المعتقد أن قوة الانفجار تصل إلى 10 كيلو طن.
كما أدانت اليابان التجربة النووية، وقال رئيس الوزراء آبى فى بيان: "لا يمكننا أن نتساهل مع حقيقة أن كوريا الشمالية تمكنت من إجراء تجربة نووية"،مشيرا إلى أن برامج التطوير التى تجريها بيونج يانج فى مجال الطاقة النووية والصواريخ تمثل تهديدا خطيرا لأمن اليابان. وقدمت الحكومة اليابانية احتجاجا شديدا لكوريا الشمالية عبر سفارتها فى بكين.
وفى ألمانيا، قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن بلاده ستستدعى على الأرجح سفير كوريا الشمالية.
أما الصين، وهى الحليف التقليدى الوحيد لبيونج يانج، فقد أعربت عن "معارضتها الحاسمة" للتجربة النووية.
من جانبه، صرح رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو بأن خامس تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية تثير "قلقا عميقا" وتنتهك قرارات مجلس الأمن الدولى.