2 - استكمالا لحديث الأمس عن إشكالية التعليم والتوظيف أقول وبكل الوضوح إننا بحاجة إلى «ثقافة وظيفية» جديدة يتبناها المجتمع ككل وتشكل مدخلا ضروريا لإعادة النظر فى نوعية التعليم وأهم التخصصات التى ينبغى التركيز عليها حتى يمكن أن نبدأ الخطوة الأولى والصحيحة فى مواجهة كابوس البطالة. ولعل ذلك ما يدفعنى إلى القول بضرورة البدء فى إدارة حوار قومى واسع حول «التعليم والتوظيف» وأن يشارك فى هذا الحوار رجال الجامعات وخبراء العمل ومديرو مراكز التدريب والتأهيل والمعاهد والمدارس الفنية المتخصصة. نحن بحاجة إلى حوار وطنى شامل وعميق تحت لافتة «التعليم والتوظيف» لكى نحدد المواصفات المطلوبة لوظيفة الغد ونحدد معها الاحتياج الوظيفى فى كل مجال من مجالات الاستثمار لأن قضية التعليم لم يعد من الملائم ربطها فقط بمدى سعة الفصول فى المدارس، أو توافر الأماكن بالجامعات.. وإنما ينبغى ربطها منذ البداية باحتياجات سوق العمل سواء داخل مصر، أو ما يمكن لنا أن نصدره لسوق العمل العربية القريبة منا. إن من غير المعقول أن يستمر القبول فى معاهد وكليات لم تعد سوق العمل بحاجة إلى المزيد من خريجيها، بينما تظل هناك ندرة فى بعض التخصصات التى تحتاج إليها سوق العمل فى ظل الطفرة التكنولوجية الهائلة التى أحدثت تغييرا جذريا فى وسائل الإنتاج، فضلا عن ضرورة العودة إلى اختبارات القبول النوعية بكل كلية على حدة لأن قياس مجموع الثانوية العامة لم يعد عادلا ولا كافيا! ولنكن صرحاء مع أنفسنا ونواجه المشكلات من جذورها.. وأظن أن مشكلة البطالة تنبع أساسا من غياب الرؤية الصحيحة للعلاقة بين «التعليم والتوظيف» وعندما نتمكن من صياغة علاقة رشيدة بين التعليم والتوظيف فإن مشكلة البطالة يمكن أن تصبح شيئا من الماضى! والمهمة ليست سهلة ولكنها أيضا ليست مستحيلة.. وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة.. فهل آن الأوان لنبدأ الخطوة الأولى على هذا الطريق لطرد كابوس البطالة بالقضاء على عشوائية التعليم! هذا هو السؤال! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: لغة العقل صعبة على الأغبياء ولهذا لا يتحدث بها سوى الأذكياء ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله