الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
هل إجازة 6 أكتوبر 2025 الإثنين أم الخميس؟ قرار الحكومة يحسم الجدل
المتخصصين يجيبون.. هل نحتاج إلى مظلة تشريعية جديدة تحمي قيم المجتمع من جنون الترند؟
سعر الذهب اليوم السبت 4-10-2025 بعد الارتفاع الكبير بالصاغة.. عيار 21 الآن بالمصنعية
أسعار الفراخ اليوم السبت 4-10-2025 في بورصة الدواجن.. سعر كيلو الدجاج والكتكوت الأبيض
أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في الأسواق المصرية
شهادات البنك الأهلي ذات العائد الشهري.. كم فوائد 100 ألف جنيه شهريًا 2025؟
أول تحرك من الرئيس الفلسطيني بعد قبول حماس خطة ترامب ووقف إسرائيل عملياتها بغزة
سيناريوهات تأهل منتخب مصر ل ثمن نهائي كأس العالم للشباب 2025
يتطلع لاستعادة الانتصارات أمام المحلة| الزمالك ينفي رحيل عواد.. وينهي أزمة المستحقات
الأهلي يسعى لصعق «الكهرباء» في الدوري
«شغلوا الكشافات».. إنذار جوى بشأن حالة الطقس: 3 ساعات حذِرة
رغم تحذيراتنا المتكررة.. عودة «الحوت الأزرق» ليبتلع ضحية جديدة
في ذكرى حرب أكتوبر 1973.. نجوم ملحمة العبور والنصر
في الدورة ال 33.. أم كلثوم نجمة مهرجان الموسيقى العربية والافتتاح بصوت آمال ماهر
مسلسل ما تراه ليس كما يبدو.. بين البدايات المشوقة والنهايات المرتبكة
"بالرقم الوطني" خطوات فتح حساب بنك الخرطوم 2025 أونلاين عبر الموقع الرسمي
كأس العالم للشباب.. أسامة نبيه يعلن تشكيل منتخب مصر لمواجهة تشيلي
ثبتها حالا.. تردد قناة وناسة بيبي 2025 علي النايل سات وعرب سات لمتابعة برامج الأطفال
رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد إطلاق المركز الثقافي بالقاهرة الجديدة
وسائل إعلام فلسطينية: إصابة شابين برصاص الاحتلال خلال اقتحام قلقيلية واعتقال أحدهما
مصرع فتاة وإصابة آخرين في حادث تصادم سيارة بسور خرساني بمنشأة القناطر
إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بالطريق الدائري بالفيوم
اليوم.. إعادة محاكمة شخصين في خلية بولاق الدكرور الإرهابية
عبد الرحيم علي ينعى خالة الدكتور محمد سامي رئيس جامعة القاهرة
البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تستضيف لأول مرة مؤتمر مجلس الكنائس العالمي.. وشبابنا في قلب التنظيم
حرب أكتوبر 1973| اللواء سمير فرج: تلقينا أجمل بلاغات سقوط نقاط خط بارليف
«نور عيون أمه».. كيف احتفلت أنغام بعيد ميلاد نجلها عمر؟ (صور)
"أحداث شيقة ومثيرة في انتظارك" موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الموسم السابع على قناة الفجر الجزائرية
مستشفى الهرم ينجح في إنقاذ مريض ستيني من جلطة خطيرة بجذع المخ
تتقاطع مع مشهد دولي يجمع حماس وترامب لأول مرة.. ماذا تعني تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني الأخيرة؟
اليوم، الهيئة الوطنية تعلن الجدول الزمني لانتخابات مجلس النواب
اسعار الذهب فى أسيوط اليوم السبت 4102025
بيطري بني سويف تنفذ ندوات بالمدارس للتوعية بمخاطر التعامل مع الكلاب الضالة
نسرح في زمان".. أغنية حميد الشاعري تزيّن أحداث فيلم "فيها إيه يعني"
الخولي ل "الفجر": معادلة النجاح تبدأ بالموهبة والثقافة
مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم السبت 4102025
تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الأقصر
بعد أشمون، تحذير عاجل ل 3 قرى بمركز تلا في المنوفية بسبب ارتفاع منسوب النيل
موعد امتحانات شهر أكتوبر 2025 لصفوف النقل.. التعليم تحدد تفاصيل أول اختبار شهري للطلاب
الرد على ترامب .. أسامة حمدان وموسى ابومرزوق يوضحان بيان "حماس" ومواقع التحفظ فيه
هدافو دوري المحترفين بعد انتهاء مباريات الجولة السابعة.. حازم أبوسنة يتصدر
تامر مصطفى يكشف مفاتيح فوز الاتحاد أمام المقاولون العرب في الدوري
حمادة طلبة: التراجع سبب خسارة الزمالك للقمة.. ومباراة غزل المحلة اليوم صعبة
"حماس" تصدر بيانا هاما ردا على خطة ترامب-نتنياهو.. ومحللون: رد ذكي وشامل
احتفاء واسع وخطوة غير مسبوقة.. ماذا فعل ترامب تجاه بيان حماس بشأن خطته لإنهاء حرب غزة؟
تفاعل مع فيديوهات توثق شوارع مصر أثناء فيضان النيل قبل بناء السد العالي: «ذكريات.. كنا بنلعب في الماية»
«عايزين تطلعوه عميل لإسرائيل!».. عمرو أديب يهدد هؤلاء: محدش يقرب من محمد صلاح
لبحث الجزر النيلية المعرضة للفيضانات.. تشكيل لجنة طوارئ لقياس منسوب النيل في سوهاج
"مستقبل وطن" يتكفل بتسكين متضرري غرق أراضي طرح النهر بالمنوفية: من بكرة الصبح هنكون عندهم
تفاصيل موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب
محيط الرقبة «جرس إنذار» لأخطر الأمراض: يتضمن دهونا قد تؤثرا سلبا على «أعضاء حيوية»
عدم وجود مصل عقر الحيوان بوحدة صحية بقنا.. وحالة المسؤولين للتحقيق
ضبط 108 قطع خلال حملات مكثفة لرفع الإشغالات بشوارع الدقهلية
لزيادة الطاقة وبناء العضلات، 9 خيارات صحية لوجبات ما قبل التمرين
الشطة الزيت.. سر الطعم الأصلي للكشري المصري
هل يجب الترتيب بين الصلوات الفائتة؟.. أمين الفتوى يجيب
مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه
تكريم 700 حافظ لكتاب الله من بينهم 24 خاتم قاموا بتسميعه فى 12 ساعة بقرية شطورة
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
فؤاد زكريا.. فيلسوف التفكير العلمى
محسن عبد العزيز
نشر في
الأهرام اليومي
يوم 19 - 08 - 2016
أنصار عبدالناصر تلقفوا هجومه على الزعيم للارتقاء بمستوى النقد إلى لغة مدرجات الجامعة
قال إن المفكرين العرب أضاعوا كثيرا من وقتهم فى قضايا تجاوزها الزمن
بعد أن حقق الرئيس السادات نصر أكتوبر 1973، بدأت حملة هجوم ضارية ضد الرئيس جمال عبدالناصر تمهيدا لأن يصبح السادات هو الزعيم الحقيقي الذي قاد البلاد إلي النصر عكس عبدالناصر الذي قادها إلي الهزيمة في 1967. وتطورت الحملة ضد عبدالناصر فتجاوزت حدود التضليل ودخلت مرحلة البذاءة، واشترك فيها كذابون من كل نوع ضد عبدالناصر وتجربته.
وحدث أن دخل الدكتور فؤاد زكريا هذه المعركة وهاجم عبدالناصر واليسار المصري بشدة، وأرسل مقاله هذا إلي مجلة روزاليوسف معقل اليسار المدافع عن عبدالناصر واشتراكيته، وبدلا من أن ترفض المجلة نشر المقال حتي لا تشارك في حملة الهجوم ضد الزعيم الخالد فإنها وجدته فرصة للارتقاء بمستوي النقد إلي لغة التفكير الجاد. وهذا معنى أن يكتب أو يتكلم دكتور فؤاد زكريا.
.................................................................................
ويشرح الكاتب الراحل الكبير صلاح حافظ فى مقدمة الكتاب الذى كان المعركة «فؤاد زكريا والرد عليه..عبد الناصر واليسار المصري»قائلا :كانت الحملة ضد عبد الناصر بدأت فى مايو 1971 يقودها كذابون ومخبرو مباحث. وكانت تزداد انحطاطا وهبوطا واستهانة بعقول الناس وتخريبا لها. وفي هذا الجو تلقت روزاليوسف مقالا طويلا من أستاذ الفلسفة الشهير فؤاد زكريا يقول فيه إن اليسار أخطأ عندما شارك في تأليه عبدالناصر وتحالف معه دون شروط وانه يخطيء الآن حين يستمر في الدفاع عنه.
وقررت» روزاليوسف «أن تتصرف عكس المتوقع وتنشر هذا المقال الذي لا يتفق معها حتي تجهض حملة القوادين عن طريق طرح آخر محترم لانه سيرتفع بمستوي نقد عبدالناصر من لغة المواخير إلي لغة مدرجات الجامعة، وأنه يحول هذا النقد من لعبة في مدينة الملاهي إلي قضية تثير التفكير الجاد.
هاجم فؤاد زكريا أستاذ كرسي الفلسفة بجامعة عين شمس في مقاله استبداد عبدالناصر وما شاب حكمه من أخطاء في تطبيق الاشتراكية قائلا: إن التخريب الداخلي لنفس الإنسان المصري وعقله هو أكبر سلبيات التجربة الناصرية.
لان الإنسان هو هدف كل تجربة في الحكم وبقدر ما تأخذ هذه التجربة بيد الإنسان لتعيد إليه الشعور بكرامته تكون تجربة ناضجة.. وعكس هذا حدث في التجربة الناصرية حتي اعتاد الإنسان المصري الانكماش والسلبية.
كما أصبح شعار من لا يعمل لا يخطيء هو فقط لتبرير الأخطاء.
وكانت روزاليوسف علي حق فبعد أن نشرت مقال الدكتور فؤاد زكريا في 14 ابريل 1975 ماتت حملة الكذابين وانصرف الرأي العام إلي متابعة المناقشة الموضوعية الراقية للدكتور فؤاد زكريا والمثقفين الكبار الذين قاموا بالرد عليه منهم محمد عودة وفيليب جلاب وكمال رفعت وفتحي خليل.. كما دخل نجيب محفوظ علي الخط قائلا: إن أي تجربة سياسية لا يمكن الحكم عليها حكما مؤقتا وانما يجب أن نحكم علي نتائجها البعيدة، وهذا لا يتأتي إلا مع الزمن. فالثورة الفرنسية مثلا لو حكمنا عليها بعصر الإرهاب نقول انها تجربة فاشلة ولو حكمنا عليها بما حققته بعد ذلك عن طريق الديمقراطية لقلنا أنها من أنجح الثورات في العالم.
واقترب من رأي الدكتور فؤاد زكريا عندما انتقد ثورة يوليو قائلا: استئثار فكر واحد وشخص واحد بالسلطة، جعل الصواب والخطأ من الأمور الغيبية، خبطة صح مثل تأميم القناة وخبطة غلط مثل حرب 67 وهكذا.
الهجوم علي الانفتاح
كان الدكتور فؤاد زكريا المولود عام 1927 بمدينة بورسعيد والذي تخرج من فلسفة القاهرة عام 1949 قد تنبه مبكرا إلي المرض العضال الذي يفت في عضد هذا الوطن، وهو غياب العقل والتفكير المنظم فاطلق صرخته بالدعوة إلي التفكير العلمي، وأصدر كتابا بهذا العنوان عام 1977 ينتقد من خلاله التعصب والجهل والخرافة، ويعلمنا كيفية التفكير، ولا يتحدث في كتابه هذا عن الميتافيزيقيا أو ما وراء الطبيعة شأن كل الفلاسفة لكنه يأخذ بايدينا إلي التفكير المنظم الذي نستخدمه في شئون حياتنا العلمية وعلاقتنا بالناس والعالم المحيط بنا وأن هذا التفكير المنظم أو التفكير العلمي كما أطلق عليه يشكل النظرة العلمية التي تسعي إلي التخلص من مخلفات عصور الجهل والخرافة، فنحن لا نكف كما يقول عن الزهو بماضينا العلمي المجيد لكننا في حاضرنا نقاوم العلم أشد مقاومة.
كما انتقد التعصب لأنه يلغي التفكير الحر والقدرة علي التساؤل والنقد ويشجع قيم الخضوع والطاعة .. فكل متعصب يؤمن بحقيقته ويؤكد خطأ الآخرين فتضيع الحقيقة بسبب هذا التناقض ولو كان العقل هو الحكم لم تعددت الحقائق أو تناقضت.
ويقول إن الخضوع للسلطة أسلوب مريح في حل المشاكل ولكنه أسلوب ينم عن العجز والافتقار إلي الروح الخلاقة، ومن هنا فان العصور التي كانت السلطة فيها هي المرجع الأخير في شئون العلم والفكر، كانت عصورا متخلفة خلت من كل إبداع.
ومثلما هاجم استبداد حكم عبدالناصر فإنه هاجم أيضا عصر الانفتاح الذي قاده الرئيس السادات فكلاهما لا يخضعان لحكمة العقل.
وهو فيلسوف التفكير العلمي الحاصل علي الدكتوراة من جامعة عين شمس في «مشكلة الحقيقة عام 1956» كان يهدف من وراء نقده الوصول إلي الحقيقة ونقد الأفكار لا نقد الأشخاص.
يقول: جاءت فترة السبعبينيات ليطغي ضجيج الحديث عن الانفتاح الاقتصادي علي الانفتاح العقلي أي تغلب منطق المال علي اتساع الأفق الذي يستوعب الآخر ويحترمه ويقدره بمقدار ما يتبني من فكر عوضا عن مقدار ما يملكه من مال فلم يكن انفتاحا اقتصاديا بقدر ما كان انفتاحا علي الانغلاق، فتم تشجيع أصحاب الحقيقة المطلقة، فتحررت قوي التعصب وظهرت مشكلة وهمية تقوم أساسا علي كراهية الغير والاعتزاز بالأنا. حتي أصبح هناك «قتل علي الهوية» قتل تبعا لنوع البطاقة التي يحملها الشخص والتي يحدد فيها انتماؤه الطائفي.
كأن الرجل يستشرف مستقبلنا المحزن وكأنه يتحدث عما يحدث الآن في معظم منطقتنا وخاصة في العراق وسوريا واليمن.
لقاء قصير عميق
عندما التقيت بالدكتور فؤاد زكريا في منزله قبل وفاته بشهور قليلة فوجئت به يأتي من عمق منزله علي كرسي متحرك لكن المفاجأة الأكثر كانت في لياقته الذهنية والعقلية العالية، كان يجيب علي أعقد القضايا بأبسط الكلمات وأوضح عبارة مع دقة وايجاز من بلغ شاطيء الحكمة وأوشكت رحلته علي الاكتمال.
قال لي: ان العرب يعتقدون أن الحفاظ علي الأوضاع الراهنة ميزة، ولا يناصرون التغيير ويعتقدون أنه شيء خطير وبالتالي لابد من ابقاء الوضع كما هو عليه لأنهم يظنون أنفسهم دائما في الوضع الأفضل مهما كانت أوضاعهم.
وهو ما كان صاحب مقولة إن العربي تربي علي الطاعة وفسر ذلك بأن العربي يتصور أن الدين يدعو للطاعة دائما وكل من يخرج عنها فهو عاص يخرج عن صحيح الدين، وهذا النوع من التفكير ينتقل إلي كل المجالات اقتصادية أو سياسية.
والفكر العربي مشغول بالماضي أكثر من انشغاله بالمستقبل بينما أمريكا سيطرت علي العالم لانها تفكر في المستقبل ولا يوجد ما يشدها للوراء.
والمفكرون العرب أضاعوا كثيرا من وقتهم في قضايا كان ينبغي تجاوزها من زمن بعيد مثل قضايا عمل المرأة.
وأشار إلي أن التعليم يغيب عن أداء دوره لانه يعمل علي إبقاء القيم السائدة وتلقينها من جيل إلي آخر، وهذا ليس تعليما يدعو للفكر والتمرد، والتمرد معناه أن تنفض عن نفسك غبار الأفكار السائدة وتستعد للانطلاق إلي أفكار جديدة.
وعندما سألته عن سبب انحسار تفكير ابن رشد الفلسفي وسيطرة تفكير الغزالي الراكد قال لان تفكير الغزالي كان مناسبا للمؤسسات الدينية في عصره فضلا عن أن الحكام استغلوه لتثبيت عروشهم وكراسيهم فابن رشد يدعو لاستخدام العقل وهو خطر جدا علي السلطات الرسمية والدينية في العالم العربي.
معارك وكتب
لم يكن فؤاد زكريا فيلسوفا يعيش في برج عاجي ولكنه كان يشتبك مع معارك وطنه في الفكر والحياة بشكل مستمر.
فعندما طلع مصطلح الصحوة الإسلامية الكبري في الثمانينيات والتسعينيات وصاحبته زفة إعلامية من الحكومة المعارضة، جاء كتابه الصحوة الإسلامية في ميزان العقل ليذكر الجميع بأن الصحوة تكون بالعقل والعمل وليس بالشعارات مهما كانت براقة وخادعة.
وعندما أصدر هيكل كتابه خريف الغضب رد عليه بكتاب علي هيئة سؤال «كم عمر الغضب؟» يحلل من خلاله الظاهرة السياسية العربية بعد سقوط القناع. كما كان كتابه «الحقيقة والوهم في الحركة الإسلامية المعاصرة» أقوي نقد لفكر الجماعات الإسلامية بتنويعاتها المختلفة.
وقد أثرى المكتبة العربية بالعديد من الكتب منها «نظرية المعرفة والموقف الطبيعي للإنسان» و«الإنسان الحضارة في العصر الصناعي» و«العرب والنموذج الأمريكي» و«الثقافة العربية وأزمة الخليج».
وكان كتابه «خطاب للعقل العربي» شارحا لواقع الثقافة العربية مع توضيح الفرق بين الفكر والممارسة في العالم العربي ومخالطة العلم بالإيمان. كما ترجم أمهات الكتب الفلسفية مثل حكمة الغرب لبرتراند راسل، والفن والمجتمع عبر التاريخ لأرنولد هاوز، والفلسفة الإنجليزية في مائة عام لرودلف متسي الخ.
وكان من خلال مقدماته لهذه الكتب التي ترجمها يوضح نقاط قوتها وينتقد كثيرا من النظريات الفلسفية دون أن يهتم باسم الفيلسوف أو مكانته في تاريخ الفلسفة. حيث انتقد بعضا من آراء راسل في كتابه حكمة الغرب.
العبقرية وأوانها
حين تتوافر الحاجة الاجتماعية لا يكون من الصعب علي المجتمع أن يفرز من بين الملايين من أفراده العبقرية القادرة علي تلبية حاجة المجتمع، هذا ما يؤمن به فيلسوفنا الراحل الكبير لكن حين تتوافر العبقرية وحدها دون الظروف الإجتماعية فسوف يطويها النسيان أو يقال ظهرت في غير أوانها.
وإذا كان الحال كما في مجتمعاتنا فكل العبقريات تظهر في غير أوانها لاننا لا نريدها ولا نريد أن تتغير إلي الأفضل.
ومن رأيه أن الإنسان يفرض علي نفسه مزيدا من القيود لكي ينال مزيدا من الحريات، وهو كلام يبدو متناقضا كما يقول فيلسوف التفكير العلمي لكنه يوضح الأمر بأننا بالفعل نتقيد باشارات المرور لكي ننال مزيدا من الحرية في حركة المرور، وهكذا الحال في أمور البشر جميعا.
ننتقل من حالة الحرية العشوائية التي كانت تسير في البداية إلي نوع من التنظيم والتقييد الذي يحقق مزيدا من الحرية والدكتور فؤاد زكريا من مدرسة الاقناع العلمي الذي لا يقوم علي البلاغة أو استخدام اللغة الانفعالية والتلاعب بعواطف الناس، فالعلم يعلم الإنسان كيف يترك انفعالاته جانبا، وكيف ينظر للأمور نظرة لا غرض فيها.
وفي النهاية نأمل مع فيلسوفنا الذي رحل في مارس 2010 أن يتجه العالم بفضل العلم إلي التوحد، حتي لو أخذنا بالرأي القائل أن هذا التوحد لن يقرره إلا الصراع الإيديولوجي.. وحين نتأمل صورة الإنسانية في المستقبل، فلن يملك المرء إلا أن يتصورها وهي تفكر بعقلية عالمية، وتراعي مصلحة الإنسان في كل مكان، بغض النظر عن فوارق اللون والجنس والوطن والدين.. وعندئذ فقط سيكون التفكير العلمي لدي البشر قد استعاد طبيعته الحقة بوصفه بحثا موضوعيا نزيها عن الحقيقة، يعلو علي كل ضروب التحيز والهوي ويزن كل شيء بميزان واحد، هو ميزان العقل.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
فؤاد زكريا.. رحيل فيلسوف بعقل عالم
الفيلسوف الذي رفض الادعاء بامتلاك الحقيقة
وداعا.. فؤاد زكريا..
ذكرى وفاة الدكتور فؤاد زكريا
لقاء متأخر مع الفيلسوف فؤاد زكريا
أبلغ عن إشهار غير لائق