صيف مثقل بالزحام والتكدس لكنه ممتع ورائع.. هذا شعار أغلب زوار مصيف رأس البر التابع لمحافظة دمياط والذى يشهد هذه الأيام إقبالا كثيفا من مختلف المحافظات بدأ يتزايد منذ عيد الفطر وارتفعت معدلاته عقب امتحانات الثانوية العامة ومع ارتفاع إيجار الشقق القريبة من البحر إلى 1500 جنيه فى اليوم، انتشرت ظاهرة جديدة وهى المعروفة ب«مصيف اليوم الواحد» حيث يشهد المصيف سيلا من البشر خاصة فى يومى الخميس والجمعة، ولعل هذا الإقبال له ما يبرره باعتباره يمثل الملاذ المعقول للطبقة المتوسطة التى تسعى إلى قضاء أوقات طيبة على شاطئ البحر بإمكانات مقبولة نسبيا مقابل أسعار الساحل الشمالى أو سواحل البحر الأحمر. المواطنون عبروا خلال لقاء تحقيقات الأهرام معهم عن آرائهم حول مصيف رأس البر، ومنهم مايسة خيرت ربة بيت من المنصورة حيث تقول إنها تحرص على قضاء الإجازة فيه لما يتميز به من النظام والنظافة، نظرا للجهود المبذولة من رئاسة المدينة، إلا أننا نعانى من الإشغالات فى الشوارع، وتكدس زوار اليوم الواحد فى الشوارع ليلا وبين العشش، مما يخيف بناتنا ويمنعهن من التحرك بحرية، كما ترتفع أسعار الخدمات والمواد الغذائية، ونلاحظ انتهاء صلاحية كثير من السلع المباعة وضعف الرقابة التموينية. أما عفاف أحمد موظفة من دمياط فتقول إن جهود مجلس المدينة واضحة للعيان فى حملات النظافة المبكرة على الشاطئ والتواجد المستمر للعمال فى الشوارع لكن الاشغالات من قبل الكافيهات فى نهر الطريق ظاهرة مزعجة، صحيح أنهم يبررون ذلك بأنهم يريدون تعويض الإيجارات المرتفعة التى تعاقدوا عليها، حيث وصل تأجير الكازينوهات إلى نصف مليون جنيه فى بعض المناطق، لكن الأهالى والمصطافين لا يستطيعون السير، كما أن مصيفى اليوم الواحد يتسببون فى نشر الفوضى والقمامة بصورة لا تتناسب مع جمال رأس البر، ويجب أن تكون هناك ضوابط محددة لتنظيم العملية خاصة أنهم يملأون الحدائق والمتنزهات وينامون فيها. وأضافت عفاف أحمد أن أسعار السكن مرتفعة بصورة لافتة هذا العام، فلا يعقل أن يصل سعر الشقة 1500 جنيه مثلا فى بعض المناطق فى اليوم الواحد، وكانت تتراوح بين 300 إلي500 جنيه فى السنوات الماضية. وتلتقط رندا مجاهد ربة بيت خيط الحديث، وتؤكد أن سعر إيجار الكرسى فى بعض الشواطئ الخاصة وصل إلى 20 جنيها والشمسية 100 جنيه وهذا يكبد الأسر تكلفة إضافية. ويلقى محمد مجاهد اللوم على المصطافين الذين لا يلتزمون بتعليمات الوحدة المحلية بشأن النظافة وطرق جمع القمامة، كما أن عمال النظافة اكتفوا برفع القمامة من الشوارع الرئيسة بالمدينة كشارع بورسعيد والنيل ومنطقتى الجربى واللسان فقط، وتركوا مهمة رفع القمامة من على الشواطئ لعمال الكافيتريات التى تطل عليها، أو للأهالى أنفسهم. ويقول عبد العظيم السعيد من نبروه إنه يفضل الذهاب للمصيف ليوم واحد فقط فى الأسبوع ويذهب بشكل دورى مرة كل أسبوع لكى يوفر قيمة الإيجارات المرتفعة والمبالغ فيها. أما محمد صلاح موظف فيتعجب من أن سعر دخول الحمامات 3 جنيهات، والغريب أنها غير نظيفة، أما سعر المشروبات على أى كافتيريا على البحر أو شارع النيل فلا تقل عن 15 جنيها، وهناك بعض الكافتيريات تفرض رسوما 100 جنيه للدخول فقط. المعدات البحرية ويؤكد محسن عزيز رئيس مجلس مدينة رأس البر أنه تم تجهيز الشواطئ فى هذا الموسم على أكمل وجه ودعمه برجال الإنقاذ والمعدات البحرية وسيارات الإسعاف وتجهيز مخيمات تجميع الأطفال التائهين وإعداد اللافتات الإرشادية والتعليمات التى تتعلق بسلامة رواد رأس البر وذلك بعدد 100 من رجال الإنقاذ المدربين و6 لنشات سريعة و2 موتوسيكل مائى و4 سيارات إسعاف و5 خيام لتجميع الأطفال التائهين، مشيرا إلي إنقاذ 83 حالة من الغرق وتسليم 1420 من الأطفال التائهين لذويهم فى يوم واحد، هو الجمعة والذى شهد زيارة مليون ونصف المليون مواطن للمدينة. وأضاف أن مسئولى القطاعات المختلفة يواصلون جهودهم من أجل توفير المواد الاستهلاكية فى كل المنافذ بالمصيف، إلى جانب الحملات التى تشنها قوات الأمن لرفع الإشغالات، ونبذل قصارى جهدنا بشكل يومى حتى نوفر الأمن والأمان. اهتمام كبير ويؤكد الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط أن المحافظة تولى مصيف رأس البر اهتماما كبيرا وأن عدد رواد المصيف يزداد يوميا، ومشكلة وجود القمامة بالشواطئ سببها الأعداد الكبيرة للمصطافين الذين يزورون رأس البر بشكل يومي. وأوضح أن المحافظة لجأت إلى رفع تعريفة دخول السيارات والأتوبيسات إلى بوابة رأس البر من خارج المحافظة لاستغلال الفارق فى نظافة المصيف والاهتمام الحضارى والتنسيقى للمصيف. وقال محافظ دمياط إنه وجه مسئولى تموين دمياط بتكثيف المرور على الأسواق والمجمعات والرقابة على السلع وإنتاج وتوفير الخبز للمصطافين، مؤكدا أنه يتابع الإجراءات الاحتياطية والاحترازية لمواجهة أى طوارئ بمحطات مياه الشرب ورافع مياه رأس البر، حيث شهدت المدينة استقرارا كبيرا فى ضغوط مياه الشرب، كما تتابع مديرية الشئون الصحية تجهيز مستشفى اليوم الواحد، وتثبيت نقاط عربات الإسعاف على الشاطئ وبمدخل المدينة لمواجهة الحالات الطارئة.
