قد يكون كل إنسان حر في تصرفاته ما لم يؤثر ذلك بالطبع علي الآخرين فكما يقال دائما " أنت حر ما لم تضر " وهذا وأن كان من باب أولي ينطبق علي أحد فيجب أن يكون علي المشاهير بصفة عامة وعلي حياتهم الشخصية بصفة خاصة ! فقط ذكرت تلك المقدمة التي هي معلومة للقاصي والداني لكي نذكر " أن نفعت الذكري " مع من ينسي أو يتناسى هذا الكلام وما أكثرهم هذه الأيام , وإذا كانت المطالبة واجبة علي المشاهير فما بال الحال بالنسبة للدعاة والأئمة وكل من له علاقة بالتحدث في شئون الدعوة والدين عموما ! وسأكتفي الآن من بين هؤلاء تحديدا " عمرو خالد " ذلك الداعية الإسلامي الشهير والمثير للجدل دوما , خاصة بعدما انتشرت مؤخرا صورا خاصة به فأشعلت جميع مواقع التواصل الاجتماعي , حيث يظهر في الصور وهو يمسك بيد سيدة أثناء تجولهما في أحدي الدول الأوربية ويتردد بقوة أنها ربما تكون زوجته الجديدة ! وعند هذا الحد فالأمر طبيعي ولا غرابة فيه فلا يوجد ما يحرم عليه الزواج سواء الثاني أو الثالث ولا الرابع حتى , كما أنه ليس هناك أيضا ما يمنع من تجوله في شوارع أوروبا ولا حتى حواري أمريكا إذا أحب هو ذلك , لكن الذي يمنع ويحرم بل ويجرم وهنا في حالته هو شخصيا أن هذه السيدة وكما هو واضح من الصور ليست محجبة بل يمكن القول وبلغة أهل الدعوة وخصوصا الدعاة الجدد منهم أنها " متبرجة " ! والسؤال للشيخ " عمرو " هلي يجوز يا فضيلة الداعية أنك تتزوج بمثل هذه السيدة ولن أقول عنها مثل غيري وهم " كثر " بأنها متبرجة أو " سافرة " ولكن يكفي عندي فقط أنها غير محجبة , وأنت يا من صدعتنا وخدعتنا لسنوات طويلة بموضوع حجاب المرأة بل ويشار إليك " بالبنان " أنك كنت السبب الرئيسي في انتشار ظاهرة الحجاب في عموم مصر كلها ؟ ويكفي قصتك الشهيرة مع الرئيس الأسبق حسني مبارك عندما اتهمته هو وعائلته أنهم كانوا وراء ابتعادك أو نفيك من مصر كما زعمت وقتها ومازلت لأن "هايدى " زوجة علاء ومن شدة تأثرها بك وبكلامك قامت بارتداء الحجاب ! فلماذا تأتي أنت إذن وتفعل العكس الآن أم أنك مثل العديد من الدعاة الجدد وخاصة نجوم الفضائيات منهم الذين يفعلون دائما عكس ما يقولون مع العلم أنكم أهل العلم والفقه والفتوى والتفسير وبالتالي فمن المفروض أنكم أدري من غيركم بقول الله تعالي " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " ! ولكن يبدو أنكم لا تتبعون من آيات القران إلا ما يحلوا لكم فتحلون لأنفسكم ما تحرموه علينا في دنيانا ومعيشتها ! وفي النهاية فأنك مطالب يا أيها الداعية الجليل بحسم حقيقة هذه الصور, فإما تكذبها أو تنفيها فينتهي هذا الموضوع تماما وأشك في ذلك ! أو أن تكون صريحا ولو مرة واحدة فتؤكدها ولو أني أشك في هذه أيضا , لأنك لو فعلتها ستكون قد برأت نفسك من شبهة واحدة , بينما في المقابل ستكون محاط بشبهات أخري عديدة ومنها مثلا أن زواجك غير معلن ولولا ظهور الصور لظل في طي السرية والكتمان وهذا منافي للشرع والشريعة التى تطالبنا بتطيقها مع كل طلعة نهار وليل ! أما إذا تحقق المستحيل ونجيت من الأولي فبماذا ستبرر زواجك من سيدة لا تتناسب مع ما تدعو إليه في برامجك , أعتقد أنك ستستعين بالاختيار الثالث ولن تعلق علي هذا الأمر من أصله وستلتزم الصمت حتى ينسي الجميع ماهو وعلي رأي عمنا وأديبنا العالمي الكبير " نجيب محفوظ " " آفة حارتنا النسيان " ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى