1- بعد مرور 64 عاما على اندلاع ثورة يوليو 1952 التى مازالت حية ونابضة فى قلوب الملايين يظل السؤال المطروح هو: ماذا حققت ثورة يوليو وما هى إيجابياتها وسلبياتها التى لم تقتصر مردوداتها على مصر والأمة العربية فقط وإنما امتدت لتشمل دوائر واسعة على امتداد العالم بأسره؟ ولعل أهمية هذا السؤال أنه رغم مرور كل هذه السنوات فإن الجدل مازال محتدما بين الذين يتحمسون لها إلى حد "التقديس" وبين الذين يلعنونها إلى حد "التجريم" والسبب يرجع إلى استمرار تغييب الأوراق والملفات الكاملة المرتبطة بالظروف التى مهدت لقيام الثورة والظروف التى أحاطت بمسيرتها صعودا وهبوطا وانتصارا وانكسارا! وربما يزيد من حدة الجدل أن كلا الطرفين من مؤيدى الثورة وخصومها لا يفرقون بين جمال عبد الناصر الرمز والقائد وبين الثورة كفكر جرى طرحه وممارسة أخذت فرصتها على أرض الواقع. إن الثورة التى التف شعب مصر حولها بالتأييد والمباركة منذ اللحظة الأولى لم تكن من صنع طليعة منظمة عكس تشكيلها المعبر عن كل تيارات الوطن إنها تعبر عن حلم واسع عريض لا يمكن معه لفرد أو جماعة الادعاء بأن وحى تفجير الثورة قد هبط عليه وحده! إن الوفاء لثورة يوليو لا ينبغى أن يكون مدخلا لأى كهنوت يحجر على حرية الانتقاد المشروع لسلبياتها وأخطائها طالما أن النقد يجيء بعيدا عن التشكيك فيها وفى مبادئها العظيمة التى جاءت ثورة 30 يونيو 2013 بمثابة امتداد طبيعى لا يغلق الباب تماما على من توهموا حقبة بعد حقبة إمكانية الرد عليها. أتحدث عن تقويم موضوعى لثورة يوليو وليس مجرد نفض للغبار الذى حاول البعض إلقاؤه على كل ملفاتها بعيدا عن ضرورات الدقة والموضوعية والفهم الصحيح لحركة التاريخ. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: إياك والمعاداة فإنك لن تعدم مكر حكيم أو مفاجأة لئيم! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله