ياله من تردد، هذا الذى اتسم به اهل الفرنجة فى القارة العجوز وأقرانهم بالعالم الجديد وتحديدا بالواشنطن دى سي، لقد نسوا وعلى نحو مذهل تباطأهم المروع، وتصريحاتهم المشوشة والغامضة، عندما ترامت إلى أسماعهم أن ثمة انقلابا يحدث فى وريثة الإمبراطورية العثمانية التى كانوا ينعتونها رجل أوروبا المريض ويبدو أن ذلك التوصيف مازال قائما حتى وأن لم يعلنوه صراحة. وما أن تأكد لهم فشل المتمردين فى يوم أسود، وجدناهم يفيقون من نشوة أحلام اليقظة، حيث خرجت إداناتهم القاطعة والحاسمة دون مواربة معلنين رفضهم المطلق لخروج قطاع من العسكريين الأتراك ضد الشرعية المنتخبة. وتفسير المشهدين سهل وبسيط وواضح وهو أنهم كانوا يتمنون فى قرارة أنفسهم نجاح هؤلاء والتخلص على نحو نهائى من الرئيس رجب طيب اردوغان تلك هى الحقيقة الناصعة . لكن الغريب فى الأمر، هذه الموجات الرسمية التى خرجت من الأروقة الأوروبية مهللة بالديمقراطية التى نجحت وهم يعلمون أن الأخيرة لم تعد موجودة فى تركيا الاردوغانية أو على الأقل تراجعت لدرجة يمكن القول معها إنها تحتضر. بالقطع لا يمكن وصف هزة الجمعة إلا بالشائنة، لأنها لم تعكس أى مبادئ ولو لا أن اصحابها لم تشملهم قرارات الأقصاء من مناصبهم لما قاموا بما ادعوه بعودة دولة الحقوق، لكن هذا لا يعنى القبول بتلك الصور الداعشية المتوحشة والتى اختارت جسر البوسفور لتنكل بجنود بسطاء كل جريمتهم أنهم اطاعوا أوامر قادتهم وكان أحرى باحفاد فولتير أن يخرجوا بموقف موحد يندد بتلك الممارسات الدموية والتى وجدت مباركة حكومية، ولأن أردوغان صار ديمقراطيا بقدرة قادر فشبكات تلفازه وصحافته لم تشر إليها حتى على سبيل الخبر. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد