فى التصويت الثالث لعضوية مجلس الامن الدولى، والذى جرى يوم الخميس الفائت، تلقت تركيا الاردوغانية صفعة كبرى بحصولها على 60 صوتا فقط فيما احرزت المنافسة الفائزة اسبانيا 132 صوتا.. وهذه النتيجة التصويتية تقول- ببساطة- ان العالم لا يحب تركيا الاردوغانية.. وكيف للعالم ان يحبها او- حتى- يقبلها، وهى دولة تتبنى مشروعا لاحياء العثمانية التاريخية التى تعنى فى الضمير الانسانى نموذجا عنصريا شريرا متوحشا لدولة ارتكبت مذابحا تاريخية مروعة، حين قتلت مليون ونصف مليون من الارمن زمن الحرب العالمية الاولى وما بعدها، وهذا غير مذابح الاكراد الذين بلغ قتلاهم عشرات الالاف فضلا عن التهجير القسرى لثلاثة ملايين منهم. العثمانية الجديدة هى بعث لذلك التراث الاجرامى، والذى ان لم تقم به الدولة التركية بنفسها، فانها توعز الى داعش وقوى الارهاب الجديدة التى خلقتها ودربتها بتمويل قطرى، لتقوم بنفس الادوار ضد الايزيدين والمسيحيين والكلدانيين والاشوريين وكذلك الاكراد.. تلك العنصرية المقيتة هى ذاتها التى خلدها الابداع الانسانى فى اعمال كازانتساكس اليونانى حين صور وحشية العثمانيين وغلاظتهم. الان يحاول اردوغان المفتون بتلك العثمانية التاريخية احياء نموذجها السياسى من جديد غير مكترث بان العثمانيين صاروا امثولة دالة على الشر والجهل سواء فى عهدهم القديم او فى نموذجهم الاردوغانى المستحدث، حتى اننى اوردت فى اطروحتى للدكتوراة قولا للاديب والفيلسوف الفرنسى فولتير يؤكد ان: (المطبعة تؤدى الى انتشار الجهل)، ولما سئل عن معنى ذلك ذكر: (لانها تؤدى الى نشر افكار مفتى الدولة العثمانية)!! رفضهم الغرب فى مجلس الامن لموقفهم المقرف والمساوم حول داعش وموقعة كوبانى، ورفضتهم اوروبا التى منعتهم من قبل- باذلال- من دخول الاتحاد الاوروبى، ورفضتهم الشعوب الحرة التى راقبت تهجم بلطجى انقرة (اردوغان) على السيسى فى الجمعية العامة للامم المتحدة، ورفضتهم القوى الدولية التى ايدت ارادة الشعب المصرى الثائر فى 30 يونيو، ورفضهم كل مؤمن بالتنوير فى مواجهة ظلامية حلفائهم الاخوان العنكبوتية المتأذمة، ورفضتهم افريقيا والدول العربية الرافضين مبدأ التدخل فى شئون الدول الاخرى، وتحدى ارادات الشعوب بعدما ناضلوا طويلا من اجل الاستقلال. ورفضهم- اخيرا- كل اعداء ثقل الظل والسماجة.. الصفتان الاكثر حضورا عند ذكر اسم رجب طيب اردوغان!!. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع