وضعت تركيا 3 شروط أساسية للانضمام إلى التحالف الدولي لمواجهة داعش بقيادة واشنطن، وتلك الشروط كانت هي إسقاط النظام السوري أولاً، وفرض حظر جوي على سوريا، وإقامة منطقة عازلة بين تركياوسوريا، وهي الشروط التى يقول البعض إنها غير قابله للتحقيق، كما أعلنت واشنطن رفضها لذلك قائلة إن إقامة منطقة عازلة بين البلدين هي بمثابة إعلان حرب بينهما، وهو أمر مرفوض. "البديل" رصدت آراء السياسيين حول هذه الشروط التركية، وما سر إصرار تركيا على عدم الانضمام إلى التحالف الدولي، ولماذا ساند أردوغان الإخوان وداعش، واستعدى الأكراد؟ يقول ماجد اليبسيوني القيادي بالحزب العربي الناصري إن تركيا وجدت نفسها فى مأزق كبير منذ الحرب العالمية على المنطقة العربية بداية من عام 2011، فأردوغان كان أول حاكم يزور دول ما أطلق عليه "الربيع العربي"، وهذه التسمية غربية أصلاً، وذلك من أجل أن يبارك وصول قرنائه من الإسلاميين للحكم فى دول مثل مصر وتونس وغيرها؛ ظنًّا منه أن حلمه في الخلافة العثمانية التى تدعي الإسلام بات قريبًا، ولكن هذا قد اختل تماماً بعد ما فعلته مصر فى 30 يونيو من خلع نظام الإخوان ورفض مشروعهم، واستمرار الجيش العربي السوري فى الصمود مدة 3 سنوات ضد جميع التنظيمات الإرهابية الأجنبية، فعادت تركيا واردوغان للمربع صفر ليطالب بإقامة منطقة عازلة بينه وبين سوريا، وإذا نظرنا سنجد أن هذه المنطقة ساكنوها هم الأكراد من السوريين والأترك، والأكراد بطبيعة الحال ليسوا على وفاق مع النظام التركي، لذلك أعتقد أن أردوغان يريد "لي ذراع" أمريكا وفرض هيمنته على مقدرات الشعب الكردستاني، ونذكر هنا ما حدث فى حلب ونهب أردوغان ل 3000 مصنع وما أشيع عن تجارة الأعضاء البشرية من تركيا. وأضاف "البسيوني" أن أردوغان لا يمكنه تصور إعلان الانتصار الأخير لبشار الأسد؛ لأنه يعرف ما يمكن أن يحدث عقب ذلك، كما أن لديه تخوفات من إقامة دولة كردية تستقطع من الأراضي التركية، وما يحدث الآن فى تركيا يؤكد أن الأكراد سيقفون فى طريق المخطط الأردوغاني، فيوجد 22 مليون كردي فى تركيا من أصل 40 مليون كردي فى مناطق سورية وعراقية وإيرانية كذلك، مؤكداً أنه على الرغم من مساندة أمريكا للأكراد، إلا أن المجتمع الدولي ومن ضمنه أمريكا نفسها سيرفضون إقامة دولة كردية، وبخصوص الموقف التركي من الأكراد، فأمريكا ترفضه تماماً ولا تسمح لأردوغان أن يصف الأكراد بالإرهابيين وأن يساويهم بداعش. فيما قال عماد حمدي المتحدث الإعلامي باسم حزب التيار الشعبي إن الشروط التى تضعها تركيا للتدخل ضد داعش تؤكد الدور المشبوه الذي تلعبه تركيا، وتؤكد أن عدم تحركها فى مواجهة الإرهاب ليس لأسباب إنسانية، وإنما لأسباب سياسية تخص مصالح تركيا نفسها، والدخول فى مساومات من هذا النوع هو لتحقيق هذه المصالح، فأردوغان يريد إسقاط النظام فى سوريا حتى وإن قسمت سوريا أو انتشر الإرهاب فيها، أو واجهت أى أخطار فهو لا يكترث بذلك، كما يريد تصدير أزمته مع الأكراد لسوريا، ويلعب على هذا الوتر، على أمل أن تقام دولة الأكراد فى سوريا بعد تقسيمها والابتعاد عن الأراضي التركية وإنهاء تخوفاته. وحول شن غارات تركية عسكرية على مواقع لحزب العمال الكردستاني فى تركيا قال "حمدي" إن أردوغان يثبت يوماً بعد الآخر إنه مجنون فهو يسمح لنفسه باستخدام الطيران ضد المعارضة المسلحة لديه، ويستنكر ذلك ويحرمه على بشار الأسد، وعلى العكس يدعم الإرهابيين ضد سوريا واستحل لنفسه سياسات مزدوجة وخطيرة على كل الإقليم، فدعمه للإرهاب واحتضانه لجماعات التطرف الإرهابية يستوجبان وقفة من دول المنطقة لتأخذ موقفًا محددًا من سياسيات تركية داعمة للإرهاب. وأكد "حمدي" أن الهدنة أو الهدوء الحذر بين حزب العمال الكردستاني والنظام التركي انتهت بالفعل بعد المواجهات الأخيرة بين المتظاهرين والشرطة التركية والتى راح ضحيتها عشرات الأكراد، كما أن شن الغارة الجوية التركية على مواقع حزب العمال يؤكد أن المواجهات العسكرية المسلحة بين الأكراد والدولة التركية ستعود إلى ما كانت عليه من قبل. وأكد وحيد الأقصري رئيس الحزب العربي الاشتراكي أن تركيا دأبت على اتخاذ إجراءات استفزازية ضد جميع دول المنطقة، وتلك الإجراءات تؤكد أن النظام التركي بقيادة أردوغان يحلم باستعادة الخلافة العثمانية، مؤكداً أن أردوغان متورط تماماً فى دعم جماعة الإخوان الإرهابية وداعش، على أمل أن يساعده هؤلاء فى استعادة حلم الخلافة، وهو الشيء المشترك بينهم، ولذلك أرى أن تركيا ونظامها أصبحا بؤرة سوداء فى المنطقة وتتبع سياسات تعادي الدول العربية. وأضاف "الأقصري" قائلاً "تركيا تعرف أن الشروط التى تضعها للدخول فى التحالف الدولي وهي اسقاط النظام السوري، وإقامة حظر جوي على سوريا ومنطقة عازلة بين سورياوتركيا لن تتحقق، فأمريكا بنفسها أرادت على مدار 3 سنوات إسقاط نظام بشار الأسد وفشلت، ولكن تركيا تفرض شروطها المجحفة لتبرير عدم انضمامها للتحالف الدولي ضد داعش، ليكون الأمر مبرراً أمام المجتمع الدولي"، لافتاً إلى أن تلك الشروط تقع تحت بند الغباء السياسي لا الدبلوماسية، فتركيا بعد أن مولت داعش وساندتها لا تستطيع التدخل ضدها؛ لذلك تجد مبررات خاصة لعدم انضمامها للتحالف الدولي بقيادة أمريكا. وأكد "الأقصري" أن تركيا الآن تسير إلى نفق مظلم وتستحث كراهية العرب، ولن تستطيع تحقيق آمالها التى دفعتها لاحتضان الإخوان وداعش لتحقيق الخلافة المزعومة.