قبل رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى استقالة وزير الداخلية محمد الغبان بعد اعتداء الكرادة الذى اوقع 250 قتيلا على الاقل فى بغداد. وقال مسئول فى مكتب العبادى إن رئيس الوزراء قبل الاستقالة، وهو ما أكدته وسائل إعلام عراقية بدون صدور اعلان رسمي. وقدم الغبان استقالته أمس الأول متحدثا عن خلل فى المنظومة الأمنية فى بغداد ومطالبا بصلاحيات أوسع لوزارته. وكان العبادى أعلن تغيير الإجراءات الأمنية عقب الانفجار، بما فى ذلك الغاء أجهزة وهمية للكشف عن المتفجرات لا تزال قيد الاستخدام رغم سجن الرجل الذى باعها الى العراق بتهمة الاحتيال فى بريطانيا. وتجمع آلاف العراقيين الاربعاء فى موقع تفجير الكرادة الذى اسفر عن مقتل ما لا يقل عن 250 شخصا أمس، لتقديم العزاء والترحم على أرواح الضحايا. واكتظ الشارع الممتد بين بقايا المبانى المتفحمة بالناس وبعضهم يحمل العلم العراقى وآخرون شموعا مضيئة. وعلى الصعيد ذاته، أعلن مصدر فى وزارة الصحة العراقية أمس ارتفاع حصيلة ضحايا تفجير الكرادة إلى 250 قتيلا ، وذلك بعد رفع بعض الجثث المتفحمة ووفاة عدد من المصابين. وفى غضون ذلك، تظاهر أهالى الكرادة وأقارب الشهداء ضد الحكومة، حيث طالبوا بالدخول للمنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق. وتوجه العشرات من أهالى الكرادة منذ صباح أمس بعد صلاة العيد باتجاه المنطقة الخضراء حيث الجسر المعلق .ولم تسفر المظاهرات عن وقوع اشتباكات ، حيث أغلقت السلطات العراقية الأبواب الحصينة أمام المتظاهرين الغاضبين المطالبين بمحاكمة المتسببين فى انفجار الكرادة الذى وقع يوم السبت الماضى. وفى واشنطن، أعلن البنتاجون أمس أن التفجير الانتحارى فى حى الكرادة ببغداد سيدفعه الى «تسريع» وتيرة هجومه على تنظيم «داعش» فى سورياوالعراق ولكنه لن يغير فى استراتيجية التحالف الدولى ضد الإرهابيين. وقال بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية إن واشنطن والجنرال شون ماكفارلاند الذى يقود قوات التحالف الدولى فى بغداد هما «على تواصل وثيق» مع الحكومة العراقية بعد هذه المجزرة ولكن ليس هناك اى مخطط لارسال مزيد من القوات الامريكية الى العراق. واضاف «انه حتما هجوم مدمر وتذكير مؤلم بالقدرات الفتاكة لتنظيم داعش، لكنه لن يغير فى الاستراتيجية المتبعة هناك والقائمة على قتال التنظيم فى العراقوسوريا بوتيرة أسرع وبأعنف طريقة ممكنة فى محاولة للحد من قدراته» على تنفيذ هذا النوع من الهجمات.وأرسلت واشنطن قوات خاصة ومستشارين عسكريين اضافيين الى العراق بحيث تجاوز عدد العناصر الامريكيين فى هذا البلد أربعة آلاف. واشرك الامريكيون فى الاونة الاخيرة مروحيات أباتشى للمرة الاولى فى المعارك دعما للجيش العراقى. وفى هذه الأثناء، نفذ طيران التحالف الدولى 24 طلعة قتالية على مواقع تنظيم «داعش» فى محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار أسفرت عن مقتل 40 إرهابيا خلال الثمانى و الاربعين ساعة الماضية. وتمكن الطيران العراقى من تدمير مقر للقيادة تابع للتنيم فى الحويجة جنوب غربى محافظة كركوك شمالى العراق، ووجهت طائرات ال «159» ضربات جوية لتجمعات مسلحى التنظيم فى الحويجة، أسفرت عن مقتل العديد من الإرهابى وتدمير مقرات للقيادة والسيطرة. وذكرت خلية الإعلام الحربى بقيادة العمليات المشتركة مساء أمس الاول أن طلعات الطيران أسفرت عن تدمير مخازن أسلحة وأماكن تجمع الإرهابيين وأنفاق وقاذفات صاروخية وسيارات وآليات للتنظيم. وأشارت إلى أن العمليات الاستباقية استنادا لمعلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن نفذت طائرات التحالف استهدفت تجمعا لعناصر «داعش» يقدر عددهم بحوالى 25 إرهابيا بالقرب من جسر القيارة بنينوى كانوا يعتزمون عبور نهر دجلة بواسطة الزوارق إلى قرية العوسجة ومن ثم التوجه الى قرية الكرامة لاستهداف القوات الأمنية. وفى بغداد ،تلقى الرئيس العراقى فؤاد معصوم اتصالا هاتفيا من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أعرب خلاله عن تعازيه فى ضحايا التفجير الإرهابى الذى ضرب منطقة «الكرادة داخل» وسط بغداد، ، مؤكدا الصداقة التاريخية بين البلدين. وأكد الرئيس التركى- خلال الاتصال الهاتفى-وقوف حكومة أنقرة إلى جانب حكومة بغداد واستعدادها لتقديم الدعم اللازم للعراق فيما يخص مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضى العراقية.وذكر بيان لرئاسة الجمهورية - مساء أمس الاول - أن الرئيس التركى أعرب خلال الاتصال عن حزنه البالغ لمصرع العشرات من العراقيين فى الهجوم الإرهابى، وقال إن بلاء الإرهاب يشكل خطرا كبيرا على منطقتنا وإن تركيا مستعدة لتقديم كل أنواع الدعم للعراق، من أجل تحقيق النصر فى حربه ضد الإرهاب وتأسيس دعائم الاستقرار.