أن يتعرض الفائز بأكبر مسابقة مصرية فى كرة القدم هذا الموسم قبل نهايته لخسارتين متتاليتين بالثلاثة إحداهما فى المسابقة ذاتها، وأن يتعرض فى نفس وقت احتفاله بالدورى لخسارتين افريقيتين إحداهما على أرضه ووسط جمهوره .. فذلك ليس أمرا طبيعيا .. ثلاث خسائر تؤكد أن هناك أزمة ما، والأزمة هنا هى أزمة الكرة المصرية، أن يكون أفضل فريق بها يتعرض لكل هذا التشويه الفني، ومن المؤكد أنه سينعكس على المنتخب الوطنى الذى يتخذ من هذا النادى قاعدة أصيلة لاختياراته. ومما يؤكد أن الكرة المصرية على أعتاب أزمة فنية حقيقية أنه ليس هناك فريق آخر وأولهم الزمالك حامل لقب الدورى يستطيع أن يملأ هذا الفراغ الناجم عما يشبه الانهيار الذى حدث للأهلي، ويكفى للدلالة على ذلك أنه لم يتمكن الزمالك من استثمار انهيار منافسه فى الخطوات الأخيرة من عمر المسابقة لصالحه حفاظا على لقبه، وهو الفريق الذى يمثل رافدا أساسيا لاختيارات المنتخب أيضا. حقيقة أن هناك أسبابا كثيرة أدت لهذا الموقف، لا يمكن اختصارها فى سوء حالة عارضة لحارس مرمى أو خلاف مدرب مع رئيس ناديه على أمور خاصة بفريقهما، لكن تبقى النتيجة واحدة، وهى الأزمة الفنية التى تلوح فى الأفق. ربما يكون اللاعب الدولى المصرى يعيش الآن فترة إرهاق وإجهاد من تلاحم المواسم مع بعضها، وهو ما يستوجب من الجميع وقفة تصارح وإعلاء لمصلحة الوطن، ويحتاج قرارات استثنائية من أجل المنتخب الوطنى وآمال شعبه فى تحقيق حلمه العالمى الذى طال انتظاره وصعب تحقيقه، ونحن بصدد الإعداد لموسم محلى جديد. ذلك أن مسابقة الدورى هذا الموسم لم تحقق أى مكاسب سوى على المستوى المادى فقط، أما إسهاماتها الفنية فكانت ضئيلة .. ولا أسوق ذلك على سبيل التشاؤم، ولكن للتدليل على حجم المسئولية الكبيرة التى تنتظر المنتخب، وأن الأمر لا يمكن أبدا أن نجمله فى تصنيف وضعنا فيه الاتحاد الدولي.. فهل هناك بالفعل إرادة لدى الجميع .. مسئولين وأندية .. لإنقاذ الكرة المصرية؟ [email protected] لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل