الأهلي يتمسك بالزمالك منافسا له لو كان للأهلي اختيار منافسيه، لاختار الزمالك بلا تردد منافسا له، ليس تقليلا من شأن الزمالك، فهو فريق عريق، يقدم كرة جميلة، تفوق جمالا في أحيان كثيرة ما يقدمه الأهلي، كما يضم بين صفوفه مجموعة رائعة من اللاعبين تمثل جزءا كبيرا وأصيلا من حاضر ومستقبل الكرة المصرية، ومع ذلك فهو منافس نموذجي لأي بطل، حيث يضفي على أي منافسة قدرا هائلا من الإثارة، لكنه يتراجع في الخطوات الأخيرة من السباق، مع أول لحظة إحباط تطارده، وما أكثرهذه الإحباطات في السباقات الطويلة، فيترك نفسه لها، ولا يحاول الخروج منها سريعا، فتتساقط منه الهدايا، الواحدة تلو الأخرى، فيلتقطها الأهلي شاكرا، وقد كان في انتظار موعدها. ربما يكون الأهلي على علم بمنافسه، ويجهز نفسه ليكون على الموعد في الخطوات الأخيرة، فيعد عدته للانقضاض على البطولة بهذه الهدايا التي يرميها منافسه دون حساب، وهو في الوقت نفسه فريق، لا يدع الإحباط ينال منه، بل يتميز بسرعته في الخروج من حالات احباطاته، وقدرته على امتصاص الأزمات التي يواجهها، لأنه يعلم أن المنافسات ذات الطابع الطويل، تحتاج إلى نفس أطول منها. من كان يصدق أن الزمالك الذي بدأ الموسم الكروي معلنا أنه البطل بلا منافس أو منازع، وصدقه الجميع وقتها، نظرا لحالة الأهلي المهتزة في البداية، هو نفسه الزمالك الذي ارتبك عندما نظر خلفه ليرى الأهلي قادما من خلفه بسرعة هائلة، فاضطرب، وتساقطت منه النقاط، الواحدة تلو الأخرى، حتى لحقه الأهلي، وتجاوزه، واتسع الفارق لصالح الأهلي 5 نقاط كاملة، وهما على بعد أمتار قليلة من خط النهاية، وبعد أن كان الزمالك محتجا بأعلى صوته على إلغاء مسابقة هذا الموسم، نظرا لأحداث ثورة 25 يناير، إذا به يسعد من داخله بقرار تأجيل مباراة القمة، ثم يتململ من قرار إقامتها في موعدها، وربما يمني النفس بعدم اكتمال المسابقة نفسها. ربما يكون الزمالك كفريق أول لكرة القدم معذورا، فيما هو عليه، فالاستقرار الإداري معدوم بالنسبة لناديه، على كثرة المشاكل التي تواجهها إدارته، وكم الصراعات الانتخابية والقانونية التي يعيشها النادي العريق، وتتداخل مع تفاصيل الفريق الكروي، الذي يريده البعض بكل أسف من الأطراف المتناحرة في النادي الأبيض الكبير، آداة من أدوات الصراع فيما بينها، عكس فريق الأهلي، الذي يتفق كل الأطراف المنافسة على إدارته، ومؤيدوها ومعارضوها، على الإبقاء على فريقها الكروي خارج دائرة أي نوع من التصارع فيما بينها، وتقف كل هذه الأطراف خلف فريقها، في اتفاق غير معلن، بأن علو شأن الفريق الأحمر، لا يسمح أحد منها بأن يرتبط بشخص أو جماعة داخل القلعة الحمراء. أسوق ما تقدم، ليس انتقاصا من زمالك، أو انحيازا لأهلي، بل قراءة لأحداث أصبحت متكررة، موسما وراء الآخر، حتى صارت أنشودة حزينة لجماهير الزمالك المخلصة، التي من حقها أن ترى فريقها على منصات التتويج، وإذا كان هناك زمان مر عليها، وقد أيقنت أن فريقها تعرض لمظالم متعددة، كانت سببا في ابتعاده عن منصات التتويج، فعليها ألا تترك نفسها الآن أسيرة لهذا الشعور في هذا الزمان، ولا يجب أن يتمسك المسئولون به بهذا الإحساس، بل عليها العمل بكل تجرد من أجل مستقبل أفضل لفريقها، تزداد فيه ثقته بنفسه، فقد أثبتت الأيام أن مشكلة الزمالك الأصيلة، ليس في مدرب أو لاعبين أو جماهير، وهو يتمتع بعناصر وكوادر رائعة، إن وجدت المناخ المناسب لها، وإن تربت عناصره الناشئة على عقيدة القتال في الملعب، فما يقال عن الفريق الأول حتما سينسحب على الفرق الناشئة والصاعدة، التي يجب إنقاذها من الآن، لصالح عناصرها وجماهيرها والقلعة الكبيرة التي تنتمي إليها. أسامة إسماعيل [email protected]