بعد طول انتظار ، أوصت اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط في تقريرها بضرورة توقف إسرائيل عن بناء المستوطنات وعرقلة التنمية الفلسطينية، وتخصيص أراض يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة عليها في المستقبل ليقتصر استخدامها على إسرائيليين. وذكر تقرير اللجنة التي تضم (الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة) أن السياسة الإسرائيلية تقوض على الدوام إمكانية نجاح حل الدولتين. وقالت: "هذا يطرح تساؤلات مشروعة عن نوايا إسرائيل على المدى البعيد والمقرونة بتصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين بأنه يجب ألا تكون هناك أي دولة فلسطينية على الإطلاق". وفي ظل تصاعد أعمال العنف، انتقدت اللجنة الرباعية القادة الفلسطينيين "لأنهم لم ينددوا بشكل ثابت وواضح بهجمات إرهابية" وطالبت بالتصدي لزيادة الأسلحة غير المشروعة ونشاط المسلحين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. وقال التقرير إن إسرائيل قصرت استخدام نحو 70٪ من المنطقة (ج) على نفسها وهي تمثل 60٪ من الضفة الغربيةالمحتلة وتوجد بها معظم الأراضي الزراعية والموارد الطبيعية. وذكر التقرير أيضا أن ما لا يقل عن 570 ألف إسرائيلي يعيشون في مستوطنات، بينما تعتبر الأممالمتحدة ومعظم الدول المستوطنات غير قانونية.وأوصى بأن على إسرائيل "أن توقف سياسة البناء والتوسع الاستيطاني وتخصيص أراض يقتصر استخدامها على الإسرائيليين وحرمان الفلسطينيين من التنمية". وقدم نيكولاي ملادينوف مبعوث الأممالمتحدة إلى الشرق الأوسط إفادة لمجلس الأمن الدولي عن التقرير أمس الأول، وقال إن استخدام التقرير لاتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدما أمر يعود إلى المجلس والمجتمع الدولي.وذكرت مصادر دبلوماسية أن التقرير له ثقل سياسي كبير لأنه يحظى بدعم الولاياتالمتحدة التي سعت جاهدة لإحياء محادثات السلام في الشرق الأوسط وسط توتر العلاقات بين نتانياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما. وفي فلسطين ، عبر نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن خيبة أمل إزاء التقرير ، وقال أبو ردينة في بيان إن "أي تقرير لا يتضمن انسحابا كاملا من حدود العام 1967 بما يشمل مدينة القدسالمحتلة، ولا يتضمن إقرارا بعدم شرعية الاستيطان لن يؤدي لسلام حقيقي ودائم بل سيؤدي لمزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة." وفي إسرئيل، رفض رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو دعوة اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط إلى وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، واعتبر أن الحديث عن أن الاستيطان ينسف السلام هو بمثابة "خرافة". وقال نتانياهو في بيان إن تقرير اللجنة الرباعية "يبقي على الخرافة بأن الابنية الإسرائيلية في الضفة الغربية هي عقبة امام السلام، عندما جمدت إسرائيل الاستيطان لم تحصل على السلام". وفي واشنطن، قال مسئول أمريكي رفيع إنه إذا لم يغير قادة إسرائيل والفلسطينيون سياساتهم، فسيقضون على آخر أمل بالسلام القائم على حل الدولتين.وأضاف المسئول في وزارة الخارجية رافضا ذكر اسمه "رغم أن قادة الطرفين يؤكدون دعمهم لحل الدولتين، فإن هذا الاحتمال سيصبح بعيد المنال أكثر فأكثر في حال مضوا قدما بما يقومون به حاليا". وفي فرنسا، قال وزير الخارجية الفرنسي جون مارك ايرولت ، إن تقرير الرباعية الدولية للشرق الأوسط يؤكد التأثير المدمر للاستيطان والعنف وتهديدهما لحل الدولتين الذي يعد الحل الوحيد الممكن في نظر فرنسا والمجتمع الدولي. وأوضح ايرولت - في بيان نشر أمس - أن استنتاجات التقرير تعزز المبادرة التي تبنتها فرنسا لحشد المجتمع الدولي من أجل السلام في الشرق الأوسط والتي انعقدت أولى اجتماعاتها في 3 يونيو بباريس بحضور نحو 30 شريكا دوليا.