في الوقت الذي تجري فيه اليوم الأحد أخطر انتخابات يشهدها السودان والتي لم يشهدها منذ24 عاما.. تتعدد التساؤلات المعتادة في عالمنا العربي حول مستقبل السودان الشقيق بعد الانتخابات بالجملة التي يشهدها وتتعدد مستوياتها من رئاسية إلي الولاة وأعضاء المجلس الوطني والمجالس التشريعية. ورغم الاتهام بعدم نزاهة وشفافية الانتخابات قبل أن تبدأ من قبل مرشحي الرئاسة للأحزاب الأربعة المنسحبة فإنهم لم يسحبوا مرشحيهم من باقي مستويات الانتخاب وانحصرت اعتراضاتهم علي عدم شفافية انتخاب الرئيس وهو ما أتاح الفرصة الذهبية للرئيس السوداني لينافس البشير البشير في الانتخابات وتأكيد فوزه خاصة بعد انسحاب ياسر عمران مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان المنافس الأقوي والذي تتردد أنباء حول صفقة سرية بالانسحاب مقابل إجراء استفتاء تقرير المصير بعد8 أشهر في يناير المقبل وانفصال الجنوب عن الشمال وهو عكس الهدف الأساسي من إجراء الانتخابات لأول مرة في تاريخ السودان بالجنوب لزيادة اللحمة والمساعدة علي عدم انفصاله ولكن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن!!.. وإذا كانت أزمة دارفور تمثل إحدي الأوراق المهمة في الانتخابات إلي جانب حكم المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس البشير وأعوانه لاتهامهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بدارفور إلا أن هذه العوامل وغيرها كان لابد من مواجهتها بالحوار الوطني الصادق بين الأحزاب للتمهيد للانتخابات ولا تكون وقودا لإشعال بذور الفرقة والفتنة في بلد تتربص بهد العديد من القوي الدولية والاقليمية.. السودان الذي تبلغ مساحة أراضيه2.5 مليون كيلومتر مربع وتعادل مساحة8 دول أوروبية كبري ويمتلك أكبر ثروة مائية و مساحات شاسعة من الأراضي تجعله سلة غذاء العالم العربي إلي جانب ثرواته المعدنية والبترولية والطبيعية المتعددة رغم ذلك فإن العطش والجوع والفقر يتهدد العديد من ولاياته نتيجة غياب التنمية الشاملة رغم سباق القوي الكبري مع الصين من أجل استغلال ثروات السودان لصالحها. مشكلة السودان الأساسية التنمية وهي القضية الأولي بالرعاية من خلال الحوار الوطني الصادق الذي يجب أن تعززه نتائج الانتخابات من أجل الا ينزلق إلي الفوضي الهدامة التي يعيشها الشقيق حاليا بعد الانتخابات. [email protected] المزيد من مقالات أمين محمد أمين