علي الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها الكرة المصرية, استطاع المنتخب الوطني أن يجتاز ضربة البداية بنجاح في تصفيات كأس العالم2014 التي ستقام نهائياتها بالبرازيل. تخطي المنتخب الوطني البداية علي حساب موزمبيق واقتنص ثلاث نقاط ثمينة في مستهل تحقيق حلم بلوغ المونديال وهذا لم يتحقق بسهولة كما يتخيل البعض, حقيقة أن المنافس ليس من منتخبات التصنيف الأول للكرة الأفريقية ولكن الظروف التي تمر بها الكرة المصرية في الوقت الحالي جعلت من هذه المواجهة في غاية الصعوبة حيث أقيمت في ظل إلغاء المسابقات المحلية عقب احداث لقاء المصري مع الأهلي أول فبراير الماضي, وما ترتب عليه من آثار سلبية علي الكرة المصرية, إلي جانب ضعف فترة الاعداد, إضافة إلي العقوبات الموقعة من الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا علي الفريق باللعب بعيدا عن القاهرة مائتي كيلو متر بسبب احداث مباراة مصر مع الجزائر, والتي أدت إلي حرمان منتخبنا الوطني من مساندة جماهيره في بداية مشواره لنهائيات كأس العالم في مباراتين ونقلهما خارج القاهرة. كل هذه الأحداث كانت كفيلة بالقضاء علي حلم المونديال, لولا وجود شخصية مثل برادلي علي قمة الجهاز الفني, هذا الرجل الذي يعتبر بطل المرحلة حيث واجه المشكلات ببسالة وشجاعة يحسد عليها, لم تضعف حماسته ولم يفقد الأمل وقبل التحدي, لم يهرب ويترك الساحة لغيره رغم أن كل الظروف كانت تعطيه الحق في الهروب من المسئولية, تحمل كل المشكلات بشجاعة لم يشكو أو يخرج بتصريحات تبرر مقدما الفشل مثلما يفعل غيره, حتي من المدربين الوطنيين!! قدم برادلي درسا عمليا للنجاح في ظل ظروف معاكسة ومشكلات متلاحقة, اختار الطريق الصعب وقبل التحدي ورفض الهروب من المسئولية. وقد اشاد الدكتور عمرو أبوالمجد, عضو اللجنة الفنية باتحاد الكرة بطريقة تعامل مستر برادلي مع الأحداث المحيطة به برغم وجود دوري عام ونقص في عدد المباريات الودية وفترات الاعداد, مشيرا الي أنه تعامل مع كل هذه الأزمات بحرفية كبيرة وعقلية واعية. وقال د.عمرو أبوالمجد أن أي مدرب آخر سواء كان أجنبيا أو وطنيا لو كان في نفس مكان برادلي لفشل فشلا ذريعا وقدم التبريرات لاحتمالات فشله ولكن برادلي قدم المثل والقدوة لأنه الرجل المناسب الذي جاء في الوقت المناسب لانتشال المنتخب الوطني من أزماته. وأضاف عضو اللجنة الفنية باتحاد الكرة ان انطلاقة المنتخب الوطني كانت قوية وأدت إلي نتائج مبهرة, مشيرا ان الفوز علي موزمبيق في بداية المشوار لكأس العالم أدي إلي ارتفاع المعنويات بين اللاعبين والجماهير, واستعادة الثقة المفقودة مرة أخري. وأكد أبوالمجد أن برادلي كان له دور كبير في ذلك لان تصريحاته الهادئة وإيمانه بموهبة اللاعب المصري كانت لها أكبر الأثر في رفع المعنويات وسط حالة من الاحباط, وبالتالي تمكن من تحويل السلبيات إلي ايجابيات وبناء جسر من الثقة بينه وبين اللاعبين. وقال د.عمرو أبوالمجد إن ما تحقق في لقاء موزمبيق ينسب نجاحه إلي برادلي لأنه هو بطل المرحلة بمفرده حيث لم يتلق معاونة من أحد بل هرب الجميع وتركوه في السفينة يخوض الأمواج والعواصف حيث قادها ببراعة واحترافية. وأضاف أن تحقيق نتيجة ايجابية أمام غينيا في الجولة المقبلة سيحدد بشكل كبير صورة المنافسة في المجموعة, وسيكون له تأثير ايجابي علي الفريق.