إذا كان من حق الجهاز الفني للمنتخب الوطني أن يعتبر الفوز علي موزمبيق بهدفين خطوة مهمة علي طريق التأهل لكأس العالم حسبما جاء علي لسان بوب برادلي المدير الفني علي اعتبار أن النقاط الثلاث ستعطي الفريق زخما في باقي مشوار التصفيات. فإنه من الواجب تذكير الجهاز الفني بأن هناك إشارات سلبية ظهرت بوضوح في المباراة لا تبشر بالخير, ومن الواجب العمل سريعا علي تلافيها حتي لا يأتي اليوم الذي نندم فيه علي إضاعة فرصة سهلة أخري للتأهل لكأس العالم. لكن قبل الإسهاب في تفاصيل هذه الإشارات, يجب أولا أن نعطي الجهاز الفني حقه في أنه أصر علي العمل في ظروف صعبة للغاية لا تخفي علي أحد, ساعده في ذلك توفير11 مباراة ودية قام خلالها بتجربة نحو60 لاعبا, لكن ما شاهدناه في لقاء موزمبيق يؤكد أن الجهاز الفني نجح في الاختبار الأول بتقدير مقبول, لكن مازالت أمامه اختبارات أخري وعليه أن يعيد حساباته إذا ما أراد أن يحصل علي تقدير أفضل من ذلك. أما عن الملاحظات فيمكن تفصيل أبرزها في النقاط التالية: أولا: انصب عمل الجهاز الفني طوال الأشهر الماضية علي اللعب السريع والتحرك بدون كرة, لكن ما شاهدناه في مباراة موزمبيق كان أبعد ما يكون عن ذلك, بعدما سيطر البطء الشديد علي أداء الفريق, والغريب أن الوضع لم يتحسن كثيرا في الشوط الثاني, فأين ذهب مفعول التدريبات المتواصلة منذ فبراير الماضي وحتي الآن؟! ثانيا: اعتمد الجهاز الفني علي طريقة4-2-2-2, وهي الطريقة المفضلة لدي برادلي لأنها توجد عمقا بطول الملعب, لكن في المقابل فإن مهام اللاعبين وتوزيعهم في الملعب أدي إلي بعض الارتباك والتداخل في المهام, فمثلا وجود محمد صلاح في الجبهة اليمني حرم الفريق من الدور الهجومي المميز لأحمد المحمدي, وهو ما تكرر في الجبهة اليسري نتيجة وجود جدو أمام عبدالشافي.. وعندما بدأ صلاح يتحرك ناحية اليمين في الشوط الثاني لإفساح الطريق أمام المحمدي تلاشت خطورته تماما. ثالثا: لابد من الإقرار بأن اختيار التشكيل والطريقة والخطة هي حق أصيل للجهاز الفني, لكن الجهاز أصاب كل من تابع اللقاء بحيرة شديدة لأن المنتخب كان من المفروض أن يسعي بكل قوة لتحقيق الفوز, لكن كيف يتحقق الفوز والفريق يلعب بدون رأس حربة صريح, والأغرب أن برادلي لديه رأسا حربة مثل عماد متعب وأحمد حسن مكي لكنه تجاهلهما فكانت النتيجة هي غياب الفاعلية الهجومية تماما بعدما تولي المهام الهجومية كل من تمساح وجدو ومعهما أبوتريكة من خارج منطقة الجزاء فقط!. ثم ماذا سيفعل الجهاز الفني عندما يلعب الأحد المقبل أمام غينيا في كوناكري وهو مطالب بتحقيق الفوز خارج مصر حتي يبلغ الدور النهائي من التصفيات.. فإذا لعب برأس حربة سيكون عليه أن يجيب علي السؤال الصعب, لماذا لم تلعب برأس حربة أمام موزمبيق في برج العرب؟!. رابعا: منح الجهاز الفني الفرصة لأربعة لاعبين من الجدد هم حجازي والنني وصلاح وتمساح, وأضاف إليهم عاشور التقي فيما بعد, لكن أداء تمساح عليه العديد من الملاحظات أبرزها اللعب الفردي وتفضيله إنهاء الهجمات دون التعاون مع زملائه في أغلب الهجمات, بدليل إصراره علي التسديد رغم أنه لا يمتلك مهارة التسديد. خامسا: تغييرات برادلي جاءت متأخرة نسبيا ولم تضف جديدا علي أداء الفريق, فالدفع بزيدان بدلا من جدو, والتقي بدلا من عبدربه, وإبراهيم صلاح بدلا من تمساح لم يغير من الأداء شيئا, فقد تناقل اللاعبون الكرة بدون هدف طوال الشوط الثاني. سادسا: شهدت المباراة تنفيذ ثلاث جمل تكتيكية فقط, اثنتان في الشوط الأول بين أبو تريكة ومحمد صلاح والثالثة في الشوط الثاني كان بطلها عاشور التقي, فهل هذه الجمل الثلاث فقط هي ما تم التدريب عليه طيلة الأشهر الأربعة الماضية؟!.