توشك الانتخابات الأمريكية أن تقدم لنا المرشحين الرئيسيين عن الحزبين الجمهورى والديمقراطى.. هيلارى كلينتون عن الحزب الديمقراطى ودونالد ترامب عن الحزب الجمهورى.. وبالطبع لا ناقة لنا ولا جمل فى هذه الانتخابات لأنها فى النهاية سوف تقدم لنا مرشحا معبرا عن القوى المسيطرة على المؤسسات الأمريكية.. القوى التى تحرك كل شئ فى الولاياتالمتحدة بناء على مصالحها لا مصالح الناخب الأمريكى الذى لا يعرف شيئا فى الإجمال عن الحروب التى تخوضها بلاده فى العالم ولا عن السياسة الخارجية ولا لماذا تتحول اهتمامات السياسة الخارجية الأمريكية إلى الشرق . لقد كان مثيرا للاهتمام ما قاله محمد على كلاى حينما أرادوا تجنيده فى حرب فيتنام لأنه لم يعتبر الفيتنامى عدوه فلماذا يذهب لقتاله.. كان هذا موقفا استثنائيا يعبر عن وعى مبكر.. اذن وصول ترامب أو هيلارى لن يغير من الأمر شيئا .. هيلارى كانت عضوا فى إدارة أوباما التى اتسمت بالتردد إزاء ثورة 25 يناير وهى السياسة التى استمرت مع ثورة 30 يونيو.. معرفتها بالمنطقة ومشكلاتها أكبر . ترامب يعبر عن مصالح الرأسمالية الأمريكية التى يمثلها بامتياز مجمع الأسلحة الأمريكى ولوبى النفط والأدوية وبالتالى لا يعول كثيرا على تصريحاته المعادية للاسلام .. الرجل يمثل مصالح الطبقة الحاكمة وهو استمرار للسياسة التى اعتمدها جورج دبليو بوش الخاصة باعتماد الاسلام العدو فى النظام الدولى بعد انهيار الاتحاد السوفيتى . لنا مصالح مع الولاياتالمتحدة وسوف تستمر سواء جاء ترامب أو هيلارى فى إطار انسحاب السياسة الأمريكية من الشرق الأوسط وتركيزها على شرق آسيا، وبالتالى استمرار تعاوننا مع روسيا وفرنسا وألمانيا غير مريح للأمريكان لكنه مريح للأمن القومى المصرى وللسياسة المصرية الحريصة على البحث عن مصالح الأمة المصرية فى النظام الدولى . لمزيد من مقالات جمال زايدة