اشفق كثيرا على المشاهدين من عدد المسلسلات التى تجاوزت الثلاثين مسلسلا ولو ان احدى الفضائيات قررت ان تعرض هذا العدد فهى تحتاج 60 ساعة كل يوم لأن المطلوب 30 ساعة للمسلسلات و30 ساعة للإعلانات فى اليوم الواحد.. وعلى رأى ام كلثوم اقدر اجيب العمر منين. صورة الفنانين فى برامج المسابقات ما بين النيران والأسود والحيوانات والشتائم والضرب والاعتذارات لا تليق أبدا بالفن المصرى مهما كانت الأرقام التى تدفعها الفضائيات شىء من الكرامة. ان نضحك الناس شىء وان نسخر منهم شىء آخر خاصة انهم والحمد لله لا يحتاجون مزيدا من الأموال. بدأت معظم المسلسلات فى حلقاتها الأولى بجريمة قتل أو خيانة أو قضية مخدرات وعلى المشاهد ان يحرك خياله بعد ذلك اذا كانت البداية بكل هذا السوء دماء.. وخراب بيوت.. ومساجين خلف القضبان.. فى زمان مضى كان يكفينا فى رمضان مسلسل واحد مثل ليالى الحلمية أو دموع فى عيون وقحة أو الهجان والآن أمام 30 مسلسلا تحاول ان تبحث عن فكرة مضيئة أو مشهد جميل أو حوار ممتع ولا تجد غير الركام. اختفت تماما من الشاشات المصرية والعربية المسلسلات الدينية أين محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام وعمر بن عبد العزيز وسقوط قرطبة والرسالة وعمر المختار وسقوط الخلافة وصقر قريش وملوك الطوائف تاريخ حافل من الفن الجميل والإبداع الراقى. لا يوجد برنامج ثقافى واحد على جميع الفضائيات المصرية والعربية الحكومية والخاصة وبعد ذلك يتساءل البعض لماذا ظهرت داعش وانتشر الإرهاب والتخلف الفكرى والثقافى فى امة العرب؟! مازلت ابحث عن صوت السماء الشيخ محمد رفعت وتواشيح النقشبندى وقراءات عبد الباسط عبد الصمد والبنا والبهتيمى وابو العينين شعيشع والحصرى والمنشاوى والدمنهورى ومصطفى اسماعيل وعلى محمود والشعشاعى.. وأترحم عليهم جميعا وعلى الزمن الجميل وعلى والدى رحمة الله عليه الذى حببنى فيهم وانا طفل صغير. تحويل أغنيات عبد الحليم إلى إعلانات قبيحة اعتداء على وجدان شعب وتاريخ امة.. الفن الجميل لا يستحق منا كل هذا الهوان.. يا ناس اختشوا عيب اين الرقابة على المصنفات الفنية؟! [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة