مازال قلبي مع رمضان زمان.. مع الفانوس الصفيح ابو شمعه.. ومع الف ليلة وليلة وادرك شهر زاد الصباح.. وسكتت عن الكلام المباح مازال قلبي يحن إلي صوت الشيخ محمد رفعت قيثارة السماء ومع تواشيح الشيخ النقشبندي وهو يسافر بنا إلي ابعد نقطة في الكون.. مازالت مائدة رمضان القديمة البسيطة حيث الطعام المصري الجميل بلا وجبات جاهزة وحيث التمر وقليل من الزبيب وقمر الدين والكنافة المصرية المنصوبة علي النواصي بدون التكنولوجيا الحديثة والسمن الفاسد وزيت السيارات المعلب.. مازلت احن إلي الأسرة المصرية القديمة والجيران وهم يتبادلون الأطعمة من لديه شئ يقدم منه للآخر.. ومازلت اذكر الأخوة الأقباط وهم يرسلون الأطعمة ويشاركون المسلمين صيامهم.. مازلت اذكر برامج الإذاعة في رمضان واحاديث الشيخ شلتوت والقارئون العظام يتبادلون المواقع ما بين مساجد آل البيت السيدة زينب والإمام الحسين والسيدة نفيسة رضوان الله عليهم. تعلمت من والدي رحمة الله عليه اصوات المشاهير من القراء اعرفهم بالصوت والاسم ورحلة الحياة.. كل واحد منهم له مذاقه الخاص.. شموخ الصوت والرصانة عند مصطفي إسماعيل.. والتدفق والتلقائية والعذوبة عند عبدالباسط عبدالصمد..والآداء المحكم عند ابوالعينين شعيشع والوقار المشع عند الحصري ووداعة محمود علي البنا وزهد عبد العظيم زاهر وفخامة الشعشاعي وبساطة الأداء عند الدمنهوري..والرهبة والخشوع عند صديق المنشاوي. وامتدت السلسلة العتيقة معي حتي وصلت إلي الطبلاوي ونعينع حيث مدرسة الأداء السليم والصوت الجميل وخشوع يسبق كل شئ.. الغريب ان رمضان زمان كان وجبة متكاملة ما بين الدين والفن والعبادات.. في منتصف الليل وبعد مناسك الصلوات والتراويح نجد انفسنا في رحاب سيدة الغناء العربي ام كلثوم وكلمات شوقي الرائعة وهو يمدح سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ابا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد ان لي إنتسابا مدحت المالكين فزدت قدرا وحين مدحتك إجتزت السحابا كل سنة وانت طيب ورمضان كريم [email protected]