الشيخ سيد محمد النقشبندي ولد عام 1920 وتوفى فى 14 فبراير 1976 أستاذ المداحين..وصاحب مدرسة متميزة قي الابتهالات وأحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني، يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات.صوته الأخاذ القوى المتميز..طالما هز المشاعر والوجدان وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم حيث يصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار، بأحلى الابتهالات التي كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين. يارب وتجعلهم يرددون بخشوع الشيخ سيد النقشبندى. هو واحد من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية قي القرن. لحن ملائكى لم يكتمل العشرين وهو كما قالوا عنه وكان ذا قدرة فائقة قي الابتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، ولقب بالصوت الخاشع، والكروان. ولد في قرية دميرة إحدى قرى مركز طلخا بمحافظة الدقهلية ولم يمكث في دميرة طويلاً، حيث انتقلت أسرته إلى مدينة (طهطا) في جنوب الصعيد ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره.و في (طهطا) حفظ القرآن الكريم وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية، وكان والده الشيخ محمد النقشبندى هو شيخ الطريقة.و دخل الإذاعة العام 1967م، وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والإبتهالات، إلى جانب بعض التلاوات القرآنية لدى السمّيعة.وكرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1979م بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته.كما كرمه الرئيس مبارك بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته أيضاً.وتوفي إثر نوبة قلبية في 14 فبراير 1976م.ومن أهم أعماله بالإنشاد الدينى إبتهالات دينية كثيرة تفوق الأربعين ومن أشهرها (مولاي..أغيب.. يارب إن عظمت ذنوبى ..النفس تشكو ...ربّ هب لى هدى...)و غيرها من قراءاته للقرآن الكريم. (الوفاق)التقت بزوجته الثالثة وولده الشيخ سيد الذى حذا حذو والده ،وقبل ذلك ذهبت إلى قرية دميرة مسقط رأسه ،ولكن العشر سنوات التى عاش صباه فيها لم تشفع له عند أهالى القرية فأغلبهم ..إن لم يكن جميعهم..لا يعرف أن كروان الإنشاد من قريته،واكتفى كل من قابلناه بالقول بأنه سعيد بأن الشيخ النقشبندى من قريته ،وأشار علينا أحدهم بأن الكروان كان متزوجا من قرية الطيبة بنبروه وهى زوجته الثالثة وأنجب منها ولداً سماه (سيد) على اسمه ،وأعطانا عنوانها وذهبنا إليها ؛ سيدة فى بداية العقد السابع من عمرها فتحت باب القة فكشفنا عن هويتنا لها..ففرحت أن هناك شباب صحفيين ما زالوا يفتكرون كروان الإذاعة ..انهمرت الدموع من عينيها بمجرد أن أخبرناها بأن رئس التحرير كلفنا بعمل بورتريه عن الشيخ النقشبندى..جلسنا وهى أمامنا ورجعت بذاكرتها للوراء لتتذكر أيام السعادة والهناء مع وجها الشيخ سيد ،وتركناها تقص القصص فقالت: ولد اليخ سيد فى حارة الشقايقة بقرية دميرة ،وكان الأخ الأكبر من بين خمس أشقاء له ،وبعد زواج أبيه من أخرى انتقل للعيش مع خالته لفترة ثم انتقل مع والدته وهو طفل فى العاشرة من عمره إلى (طهطا)بسوهاج ليكون بجانب أبيه واخوته ، وهناك ذاع صيته واشتهر فى قراءة القرآن الكريم والإبتهالات ، وتوج (صديقه)وجته الأولى وأنجب منها خمس أولاد هم (ليلى وفاطمة وسعاد وأحمد ومحمد) ،وبعد وفاتها توفى شقيقه أيضا فتزوج من زوجة أخيه ،وكان يراعى أولاد أخيه ويعاملهم كأبنائه وخصص لهم مبلغا من المال كل شهر ،وزوج بنات أخيه ، وكان حظى جميل عندما شاهدتنى أخت زوجته الأولى وابنة الشيخ سيد فطلبا منى أن أوافق على زواجه منى فوافقت على الفور ، وأنجبت منه ثلاثا من الأولاد ..الأكبر إبراهيم بدأ دراسته فى الأزهر ولم يتم تعليمه وتزوج وسافر ،ورابعة وحصلت على معهد فنى تجارى وتزوجت ، و سيد وحصل على معهد فنى تجارى أيضا وبالرغم من أنه لم ير والده ولكنه يريد أن يكمل مسيرة أبيه فهو صوته عذب وحفظ القرآن ويتمنى أن يكون منشدا وقارئا للقرآن الكريم ويسير على درب أبيه ، وترجع بذاكرتها للوراء قائلة: رأيت الشيخ سيد فى منامى قبل أن يخطبنى ،والله عوضنى به فأعطانى الحنان الذى افتقدته بعد وفاة أبى وأنا فى سن صغيرة ..أما الشيخ سيد فبعد أن ذاع صيته بدأ يذهب إلى البلدان العربية (الأردن وسورا ودول الخليج وايران واليمن والمملكة العربية السعودية) وكان يؤدى فريضة الحج كل عام ،وتستطرد كان الشيخ له علاقة وطيدة بالشيخ الشعراوى الذى زارنى بعد وفاة الشيخ سيد والشخ محمد رفعت ،كما كان يأتى ليارتنا الملحن الكبير حلمى بكر ليلحن الإبتهالات والتواشيح والأستاذ فايز حلاوة الذى كان صديقا للشيخ سيد ،وكانت علاقته طيبة بالسيدة أم كلثوم وكان يذهب لزيارتها ؛وبالرغم من شهرته فى الإبتهالات فى الإذاعة إلا أنه كان يذهب للمآتم لقراءة القرآن الكريم وكان يتقاضى 200جنيه فى الليلة ، وبنبرة حزن تذكرت علاقته معها فتقول طلبت منه ذات مرة أن يحضر طباخا لطهى الطعام لأننى لا أحتمل طهى كل هذا الطعام لبطانته التى كانت تأتى كل ليلة فقال لى بصوت حنون (أنا مقدرش آكل من ايد حد غيرك )فجعلنى أشعر وقتها بأننى امرأة متوجة فوق كل النساء ،وبالرغم من وفاته وأولادى صغار إلا أن الفترة التى عاشها معهم كان يعاملهم بحنان الأب فعندما يخطىء أحدهم يعامله برفق وحنان وينصحه بالصح ..أما عن الأوسمة والجوائز التى حصل عليها فتقول تسلمت جائزة وسام الدولة من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات نيابة عنه رحمه الله ،وحصل على وسام الجمهورية من الدرجة الأولى فى عهد الرئيس مبارك فى ليلة القدر وتسلمها أولاده من زوجته الأولى ، وبالرغم من شهرته وجوائزه إلا أننى لا أحصل على معاش وابنى ينفق على ..وعن أسود يوم فى حياتها دمعت عيناها وقالت: يوم رحيله شعرت بالوحدة وأننى فقدت أعز وأحن انسان بالرغم من قصر مدة زواجنا التى لم تتجاو خمس سنوات ولكنها كانت أجمل أيام حياتى ،وبعد رحيله عن الدنيا سافرت مع أخى إلى بلدتى نبروه وكتمت حزنى بداخلى حتى أستطيع استكمال مسيرة زوجى بتربية أولاده ،والحمد لله وجت ابنى وبنتى وأتمنى أن يحينى الله لأوج سيد وأراه منشدا مثل والده.