مكتب التنسيق الإلكتروني يباشر أعماله هذا العام من جامعة القاهرة    الآن.. جدول امتحانات الصف الأول الإعدادي الأزهري 2025    وفاه زوجة الإعلامي محمد مصطفى شردي بعد صراع مع المرض    توجيه مهم من السياحة بشأن المعتمرين المتخلفين قبل موسم الحج 2025.. مهلة لهذا الموعد    أسعار البقوليات اليوم السبت 10-5 -2025 في أسواق ومحال محافظة الدقهلية    مدبولي يزور شركة قناة السويس للحاويات بميناء شرق بورسعيد    رئيس الوزراء يزور شركة قناة السويس للحاويات بميناء شرق بورسعيد    التخطيط والتعاون الدولي: مصر أكبر شريك تجاري لدولة سويسرا في قارة أفريقيا    روسيا: إيقاف إمدادات الأسلحة لأوكرانيا شرط للهدنة    عاجل - لماذا استدعى العراق قواته من بكستان؟    القناة 12 العبرية: شركة ITA الإيطالية تمدد تعليق رحلاتها من وإلى إسرائيل حتى 19 مايو    لليوم 104 على التوالي| الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم بالضفة    تقرير: ترامب سيعلن اعترافا أمريكيا بدولة فلسطينية بدون حماس    الأمم المتحدة تؤكد استعدادها لزيادة المساعدات إلى غزة بمجرد رفع الحصار    رئيس البنك الأهلي يكشف لمصراوي حقيقة عرض ال "152 مليون جنيه" لصاحب هدف الحسم في بيراميدز    بعد فقد الصدارة.. تعرف على مواعيد مباريات بيراميدز المقبلة في الدوري    موعد مباريات اليوم السبت في دوري المحترفين والقنوات الناقلة    اليوم.. انطلاق الجولة 35 ببطولة دوري المحترفين    متروكة ومتهالكة في الشوارع.. رفع 42 سيارة ودراجة نارية بالقاهرة والجيزة    الأرصاد تحذر: ذروة الموجة الحارة غدًا وهذا هو موعد انخفاض الحرارة    حريق هائل في 5 منازل ببني سويف    ضبط 8 أطنان دقيق بلدي مدعم قبل بيعها في السوق السوداء بدمنهور    ثِقل القلب    المتحف المصري الكبير يستقبل رئيس جمهورية جزر القمر ووزيرة التعليم والثقافة اليابانية    غدا.. محمد مصطفى شردي يستقبل عزاء زوجته في مسجد الشرطة    «سيكو سيكو» يقترب من 166 مليون جنيه    «رئيس الرعاية الصحية»: منصة وطنية للتشخيص عن بعد باستخدام الذكاء الاصطناعي قريبا    صرف مكافأة استثنائية للعاملين بمستشفيات جامعة القاهرة    بخطوات سهلة واقتصادية.. طريقة تحضير الناجتس    «الثقافة» تنظم زيارة تثقيفية لأطفال المناطق الجديدة الآمنة بمركز الحضارة والإبداع    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر    3 قرارات جمهورية مهمة و6 هدايا رئاسية سارة للمصريين وتكليفات حاسمة للحكومة    «الصحة»: تدريب 5 آلاف ممرض.. وتنفيذ زيارات ميدانية ب7 محافظات لتطوير خدمات التمريض    ثلاثية بصرية.. معرض يوثق الهوية البصرية للإسكندرية بأسبوع القاهرة للصورة    قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تواصل تنفيذ الأنشطة والفعاليات لدعم المجتمع المدنى    الرمادي يعقد جلسة مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة بيراميدز    رئيس جامعة القاهرة يصدر قرارات لشغل عدد من المناصب الأكاديمية والإدارية    وفاة زوجة الإعلامي محمد مصطفى شردي بعد معاناة مع المرض    هل أصدرت الرابطة قرارا بتأجيل مباراة القمة 48 ساعة؟.. ناقد رياضي يكشف مفاجأة (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 10-5-2025 في محافظة قنا    حاجة الأمة إلى رجل الدولة    تفاصيل مفاوضات الأهلي مع جارسيا بيمنتا    المركزي للتعبئة العامة والإحصاء: ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى 13.5% خلال ابريل    شعبة مستأجري عقارات الإيجار القديم: نرفض بند الإخلاء بعد 5 سنوات    الصحة: تدريب أكثر من 5 آلاف ممرض.. وتنفيذ زيارات ميدانية ب7 محافظات لتطوير الخدمات    مستشفيات جامعة القاهرة: صرف مكافأة استثنائية 1500 للعاملين    اليوم.. محاكمة 9 متهمين بخلية "ولاية داعش الدلتا"    45 دقيقة تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. السبت 10 مايو 2025    حبس لص المساكن بالخليفة    مشجع أهلاوي يمنح ثنائي البنك مكافأة خاصة بعد الفوز على بيراميدز    الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد مشاركته في احتفالات عيد النصر في موسكو    الشعب الجمهوري بالمنيا ينظم احتفالية كبرى لتكريم الأمهات المثاليات.. صور    مدير مدرسة السلام في واقعة الاعتداء: «الخناقة حصلت بين الناس اللي شغالين عندي وأولياء الأمور»    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    السيطرة على حريق داخل عصارة عسل أسود بقنا    الهند توقف العمل في 32 مطارا مدنيا بسبب القصف الباكستاني    جامعة القاهرة تكرّم رئيس المحكمة الدستورية العليا تقديرًا لمسيرته القضائية    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
أنا خائف
نشر في الأهرام اليومي يوم 01 - 06 - 2012

من شيء ما أنا خائف‏...‏ الخوف سمة موجودة في البشر بدرجات متفاوتة‏...‏ إن زاد الخوف وتخطي حدوده أصبح الإنسان جبانا مسلوب الإرادة لا يقدر علي شيء‏..‏ وإن تناقص الخوف إلي حدود التلاشي من داخلنا يصبح الإنسان خطرا بالغا علي نفسه وعلي الآخرين‏...‏ ويبقي خير الأمور الوسط.. الخوف الطبيعي الغريزي المعتدل الذي لا يزيد ولا يتلاشي والمطلوب داخلنا في كل وقت وأي مكان...
إنه الخوف الذي لا غني عنه لأنه...
خوف الحذر الذي ينبه كل حواس الإنسان للتعامل مع موقف بكل التركيز وكل الاهتمام لضمان كل النجاح.. قد يكون الموقف امتحانا في المدرسة أو الجامعة أو الحصول علي وظيفة أو ترقية أو دراسات عليا.. وقد يكون قرارا لرئيس يتوقف عليه مصير أمه أو قرارا من أب يؤثر علي مستقبل أسرة وأي قرار من أي مسئول في أي مجال...
الخوف الطبيعي مطلوب هنا لأنه خوف حذر وخوف مسئولية وخوف الخشية.. خشية ضمير الإنسان نفسه وخشية الناس الذين حوله وقبلهما وبعدهما خشية من يرانا ولا نراه الله سبحانه وتعالي...
لأنني أعرف كل ذلك أقول بأعلي صوتي في هذه الأيام تحديدا أنا خائف...
خائف علينا منا...
والله خائف علينا نحن المصريين منا نحن المصريين...
خائف من شر نفوسنا التي لا يعلو شرها سقف ولا تحده حدود وإن تحررت من صدورنا وانطلقت.. انطلق سراح الشر والحقد والدمار والدماء والكراهية...
أنا خائف لأن ردود فعلنا أصبحت النقيض التام لأفعالنا وتقلب كل ما لنا علينا!.
أقرب مثال الحدث الذي نعيشه والذي جعل مصر الحديث الأهم في المنطقة كلها.. بنجاحها في إقامة أول انتخابات في تاريخها وتاريخ العرب يختار فيها الشعب رئيسه...
عندما تقدر مصر علي ذلك ويخرج ملايين الشعب العظيم في طوابير طويلة لساعات كثيرة.. فهذا أمر لم يحدث من قبل في تاريخ مصر عبر آلاف السنين...
هذا المشهد الرائع المذهل غير المسبوق.. أذهل وأسعد وبهر كل المنطقة إلا نحن!.
عندما نقلب في لحظة الفرح إلي مأتم.. لابد أن أخاف من الأمر لأن وراءه أمورا لأن الطبيعي والمنطقي الناس تحب الفرح وتكره النكد وعندما يكون هناك إصرار ليس من اليوم إنما من شهور طويلة مضت وفي أحداث كثيرة وقعت.. عندما نحرص ويتكرر الحرص ألا نترك لأنفسنا لحظة لنفرح ربما حتي لا نتعود الفرح.. عندما نضرب كل فرحة أمامنا ونفسد كل نجاح لنا.. فالأمر هنا لا يخضع للمصادفة ولا يندرج تحت بند القدر إنما هو فكر وترتيب وإصرار مسبق.. نحن فيه ولا أحد غيرنا من يقتل فرحتنا ويفسد نجاحاتنا!.
من قبل أن تجري الانتخابات والتصريحات لا تنقطع من أنها ستكون مزورة!.
ضربات استباقية ليس المقصود بها منع التزوير إنما قبول الفكرة وانتظار وقوعها ومع تكرار الاتهامات المسبقة تترسخ المسألة في العقول وكأن التزوير وقع فعلا وعلينا التصدي وفرض عين المقاومة والغضب والاستنفار والجاهزية التامة لأي تحريض للقيام بأي تخريب وهل هناك أسوأ من انتخابات لم تجر ستكون مزورة!. الاتهامات المسبقة بالتزوير تخلق الاقتناع المسبق بأي دعاوي تقال والانقياد الأعمي لأي تعليمات تلقي وفي هذا تهيئة للمناخ العام لشيء ما قادم!.
ومن قبل أن تتم عمليات الفرز بدأت حملات التشكيك في أي شيء وكل شيء وبدأت التصريحات غير المسئولة التي هدفها تسميم المناخ العام وبدأت تعلو نعرة أنا وهو ونحن وهم.. نتكلم مع بعضنا وكأننا شعوب دول متناحرة ولسنا أبناء وطن واحد...
وانتهت الانتخابات وبدلا من أن تجمعنا الفرحة بها لإنجاز غير مسبوق لولا الثورة ما كان له وجود.. أبعدتنا وفرقتنا نفوسنا الكارهة لأنفسنا والرافضة لأي نجاح لنا...
أنا خائف لأن السرعة التي قلبنا بها الفرح إلي مأتم.. لا هي توابع طبيعية لانتخابات ولا هي طبيعة المصريين.. إنما هي شيء يراد حدوثه في شهر يونيو الذي بدأ اليوم ولابد من إيجاد مبررات لهذا الحدث الذي يريدون وقوعه والانتخابات فرصة لن تتكرر خاصة ونحن لا نعرف كيف نختلف ولا حتي نعرف كيف نتفق.. لذلك الإسراع مطلوب.. وسرقة الفرحة من الشعب مطلوبة.. فرحة أن يكون لنا رأي والرئيس اختيار شعب...
الإسراع مطلوب قبل أن ترسخ الفرحة أقدامها ويلتف الشعب حولها ويمسك الشعب بها ووقتها يصبح مستحيلا أن يبتلع الشعب طعم الفوضي والدمار...
أنا خائف.. لأن أموالا كثيرة بلا حدود تتدفق من الخارج من دول مختلفة والأهم أنها توجه هنا في اتجاهات مختلفة جذريا ومتناقضة تماما بما يشير إلي أنها أموال تفريق لا توحيد وخلاف لا اتفاق ومصالح بعينها لا مصالح وطن...
أنا خائف.. لأن جيش المراقبين الأجانب الذين حضروا إلي مصر لمراقبة الانتخابات.. شخصيات كثيرة منه.. حضرت ومعها تعليمات محددة تحاورت فيها مع بشر لهم هنا.. سواء عناصر مزروعة أو عملاء منزوعة ضمائرهم ومصريتهم ووطنيتهم...
أنا خائف.. لأن المتابع لصحافة الغرب وردود فعل الغرب يجدها سعيدة شكلا وفي المضمون حذرة متحفظة صامتة.. وصمتها يفضحها بأنها تعرف ما لا نعرفه وتخبئ عنا ما لا ندركه!.
أنا خائف.. لأننا في يوم وليلة حولنا الانتخابات الرئاسية إلي انتخابات طائفية!.
أنا خائف.. لأن الفتنة القابعة في نفوسنا يقومون بتحريضها في وقت أظنه الأصعب علي الإطلاق في تاريخ الوطن...
الأصعب علي الإطلاق.. لأن هناك حولنا من لا يريد أصلا أن تتم هذه الانتخابات وأن يكون هناك رئيس اختاره الشعب.. لا يريدون أن يكون هناك رئيس شرعي أيا كان اسمه...
لا يريدون للشرعية أن تكتمل وأن تبقي مصر بلا رئيس لضمان أن تبقي الاعتراضات وتبقي الفوضي وتبقي الدماء وكلها تجرنا إلي تفجيرات وتدخلات أجنبية وإلي حرب أهلية بين المصريين وهي الهدف من كل ما سبق لأجل النهاية التي هي التقسيم...
أنا خائف.. لأن صوت العقل ندر ومن الأصل أحد لا يسمعه.. وكم حاجتنا الآن لكل صوت يجمع ولا يفرق.. يهدئ ولا يهيج.. كل صوت يذكرنا بأن مصر علي مر التاريخ لم تكن في حاجة لكل أبنائها مثلما هي الآن...
مصر بقلب الأم تري الخطر الذي لا يراه الأبناء...
مصرالآمنة بأمر الله.. خائف أنا عليها أن تكون خائفة هي الآن...
.....................................................
اقرأوا معي هذه الرسالة:
الأستاذ إبراهيم حجازي.. تحية طيبة وبعد
نغمة حكم العسكر تتعالي والكلمة بهذا الشكل تحمل معاني كثيرة والعسكر هم من سهروا علي الحدود وروت دماؤهم الصحاري والجبال.. والعسكر من تركوا بيوتهم سنين طويلة في حروب كثيرة حتي إن الأبناء لم يتعرفوا علي آبائهم لكثرة غيابهم عن عائلاتهم وأسرهم.
والعسكر هم الشهداء ومصابو العمليات الحربية بأنواع العجز المختلفة وكم تركوا أرامل ثكالي وأطفالا صغارا وقد سمت وطنيتهم فوق كل هذا.
والعسكر هم الذين لبوا نداء الوطن وحموا ثورة25 يناير ولا يزالون إلي أن يسلموا الأمانة لأهلها.. إنهم درع الوطن الذي يدفع ولا يأخذ لأنهم يؤمنون عن يقين بأن التضحية واجب مقدس في سبيل الوطن.
والعسكر هم من حققوا نصر أكتوبر73 بعد هزيمة قاسية وتحملوا سخرية الشعب منهم6 سنوات واصلوا التدريب القتالي ورفع الكفاءة القتالية ومرحلة الاستنزاف الشرسة يعيشون فيما يسمي قفص القرد تحت الأرض مع الفئران وكل الحشرات والزواحف.. نسوا كل شيء حتي أعادوا لمصر عزتها وكرامتها في معركة لا يزال العالم يدرسها, ماذا عاد علي العسكر من كل ذلك؟ مات عبدالعاطي صائد الدبابات ولم يتحقق طلبه في كشك يعيش منه ولم يستطع معالجة كبده وغيره الآلاف يعيشون في مآس, وبالأمس القريب في احتفالات6 أكتوبر ضابط برتبة كبيرة قطعت ذراعه ويقول إنني لن ألبس الذراع الصناعية لأنني أفتخر بأنني أصبت في أكتوبر73, ماذا يطلب هذا البطل في إباء وشمم بعد38 سنة وبعد أن بلغ من العمر عتيا أن يكون له مكان بالوفاء والأمل حتي لا يعيش وحيدا.. هؤلاء المصريون بحق, ماذا فعلت الدولة لكل من شارك في حرب أكتوبر ولا يزال حيا يرزق ولا حتي ميدالية شرف ذات قيمة تميز هؤلاء الأبطال مع أن هناك من قبض الثمن في الماضي وهناك من يقفز علي ثورة25 يناير ليقطف الثمار, فهل نتعلم الدرس ونعرف عدونا الحقيقي الذي يريد إفشال الثورة ونتجه إليه بدلا من إهانة القوات المسلحة من شباب لم يقرأ التاريخ والقوات المسلحة فضلت الصبر الجميل أمام ضغوطات خارجية وداخلية وتحملت المسئولية كاملة التي اعتبرها البعض ضعفا.
يا شعب مصر العظيم أفيقوا من غفوتكم واحموا ثورتكم وكونوا يدا واحدة مع قواتكم المسلحة فهي الوحيدة التي ستعبر بكم إلي بر الأمان.
حفظ الله الوطن.
عميد متقاعد
عبدالسلام البواب
انتهت الرسالة وأنا معك يا سيدي في كل ما تفضلت بطرحه وتوضيحه وأستأذنك والسادة القراء في أن أضيف الآتي...
لأجل أن نري بوضوح المشهد القائم اليوم لابد أن نعود للوراء ومراجعة الأحداث من بدايتها ربما نضع أيدينا علي الحقيقة...
الثورة بدأت بهتاف من بضع كلمات وانتهت بسقوط نظام عمره سنوات.. والفارق بين الكلمات القليلة والسنين الطويلة18 يوما فقط نقلت مصر من حال إلي حال وسبحان مغير الأحوال...
الشباب الذي فجر الثورة.. أراد الله حمايته وحمايتها بنزول ملايين الشعب إلي الميادين وانضمامهم للشباب الثائر والتفافهم حوله وتفاعلهم معه.. وعلي خلاف المنتظر والمتوقع عندما نزل الجيش إلي الشوارع.. اختار أن يقف مع الشعب وأن يحمي الشعب فكانت النهاية لمرحلة وبداية لمرحلة أخري جديدة في صدارتها شعب مصر وجيش مصر.
الثورة نجحت وأهم رسالة لها تلاحم الشعب والجيش والهتاف الشهير الذي يؤكد أنهما يد واحدة...
الثورة نجحت وأهم ملامح النجاح أن الشباب هو قلب هذه الثورة النابض.. وأن هذا الشباب قوة عمل لا قوة هدم وتلك الرسالة.. الشباب نفسه هو من قام بإرسالها للعالم كله بالفعل لا الكلام عندما قام بإعادة شوارع مصر وميادينها التي شهدت أيام الثورة ال18.. إعادتها إلي أجمل مما كانت عليه قبل الثورة..
رسالة الشباب واضحة قاطعة مباشرة.. شباب مصر هو الذي سيبني مصر...
رسالتان واضحتان قرأهما العالم كله يوم11 فبراير.. الشعب والجيش إيد واحدة.. وشباب مصر هو من سينهض بمصر...
الرسالتان مصدر فخر وسعادة وفرحة لكل مصري وكل من يحب مصر في الدول العربية والأجنبية...
الرسالتان صدمة وخيبة أمل وكارثة لكل كاره لمصر وكل من يضمر الشر لمصر وكل من يسعي إلي دمار مصر.. وهناك أشخاص وكيانات ودول يتمنون هذا ويعملون فعلا علي ذلك!.
كان لابد من ضرب تلاحم الشعب مع الجيش واقتلاعه من جذوره العميقة التي تضرب في سابع أرض لأن الجيش من رحم الشعب وجزء من نسيجه...
وكان لابد من شغل الشباب في أزمات مفتعلة متتالية هي كفيلة بتشتيت طاقاته الهائلة وكفيلة بالتعامل مع نقائه الثوري الذي لا يعرف شيئا عن قذارة السياسة وكفيلة بأن تشغله بقضايا شكلها ثوري ووطني وهدفها ألا يتفق اثنان في مصر علي هدف...
هنا ظهر مصطلح' العسكر' في جريدة بعينها وبدأ بكاتب انضم له آخر ثم ثالث.. استخدموه في أعمدة الرأي التي يكتبونها.. والتكرار هنا في استخدام الكلمة يعطي لها أحقية الوجود في الصحافة مثل الذي يضع يده علي أرض وكل يوم يمر عليه يعطيه أحقية في هذه الأرض!. ويوما بعد يوم الكلمة تكتب وتقرأ وتقال وتتردد بل وخرجت من سياق أعمدة الرأي للاستخدام في عناوين الأخبار الصغيرة ثم الكبيرة إلي أن أصبحت ركيزة ثابتة في مانشيت الجريدة علي الصفحة الأولي...
أحد لم يلتفت وأحد لم ينبه وأحد لم يعترض.. والاعتراض واجب وحق لأن كلمة العسكر تطلق علي المقاتل المرتزقة الذي يحارب مع أي جانب في أي مكان مقابل فلوس...
النخبة التي توجه والتي تعلم والتي تنهي والتي تحذر لم يلفت نظرها إطلاق كلمة العسكر علي جيش مصر.. لم تكترث لأن الكلمة أصلا خرجت من عند النخبة وخروجها من عندها وصمتها عليها معناه رضاها عن ذلك.. قد تختلف الرؤي داخل النخبة في الأسباب لكنها تتفق علي ضرورة فض حدوتة الشعب والجيش يد واحدة وكأن وقوف الجيش مع الشعب ضد الثورة...
بعد أن أصبحت كلمة العسكر هي المصطلح الذي يستخدمه الإعلام مع العلم بأن جزءا من الإعلام يستخدمه عن وعي وعن فهم وعن إدراك والأغلبية تردده لأنها حافظة وليست فاهمة.. بعد أن أصبح جيش مصر في عقل ونظر المصريين هم العسكر المرتزقة.. كان سهلا بعدها أن يلصق بهؤلاء العسكر أي تهمة وكيف لا يصدقها الناس وهم مرتزقة؟.
أحد لم يدافع عن الجيش بأنه خرج من الدار للنار!. خرج من ثكناته ونزل إلي الشارع وقت الثورة وعلي خلاف ما توقع المراقبون انضم للشعب ولم يقف للشعب والمفترض أن يحدث العكس ولو حدث لا قدر الله لكانت مصر حتي الآن تقاتل إلي أن ينهي المصريون علي بعضهم البعض...
أحد لم يدافع عن الجيش ليس لأنه وقف مع الشعب لأن حمايته للشعب وانضمامه للشعب فرض عليه ولا تفضل منه.. إنما الدفاع عن الجيش الذي تولي مسئولية إدارة البلاد في أصعب وقت حيث صراعات السلطة بدأت بين من كانوا صفا واحدا في الميدان!.
مهمة مستحيلة لأن الصراعات ليست مناورات سياسية في الحجرات المغلقة إنما أحداث دامية في الشوارع والميادين وحشود وعنف وحرق ودمار.. ووسط هذا المناخ الملتهب سهل جدا استغلال الموقف من الدول الكارهة لمصر وبعضها لديه تنظيمات مزروعة هنا وبعضها له عملاء هنا وبعضها ينفق أموالا خيالية لأجل أن يبقي الشارع المصري مستنفرا غاضبا ليبقي اختراقه سهلا ممكنا...
مهمة مستحيلة أن تسيطر علي أوضاع مثل هذه ومهمة مستحيلة أن تترك الأمور تسير إلي حيث يريد من يدفعون لإسقاط مصر...
مهمة مستحيلة أن يكون هذا العنف يوميا وألا يسقط ضحايا...
مهمة مستحيلة أن يتحمل الجيش كل أنواع الاستفزازات حتي لا يستدرج في مواجهة مباشرة تأخذ مصر إلي حرب أهلية...
مهمة مستحيلة تحملها الجيش وحده والله أعلم بما كان سيحدث وسط حالة الفوضي والعنف التي ضربت البلاد وحالة الخلاف والكراهية التي سادت كل الأطراف وطالت الشباب...
الشباب الذي توحد18 يوما وجد نفسه ممزقا مختلفا بعد أن تضاربت المصالح السياسية وهذه مليونية لتيار وهذه مليونة لائتلاف...
رحمة الله علي الأرواح التي ذهبت إلي بارئها ونحتسبها عند الله شهداء...
رحمة الله نسألها لنا نحن الأحياء لأجل أن نلتقي ونتفق ونتوحد علي هدف واحد هو إنقاذ الوطن من نار فتنة أظنها تطل برأسها علينا جميعا...
كلنا شركاء فيما وقع من أحداث وكلنا مسئول أمام الله في الحفاظ علي مصر في هذا الوقت العصيب...
الحفاظ علي مصر.. مرهون بحماية جيش مصر من الانهيار وحماية شباب مصر الذي قسمته السياسة من الاستدراج للعنف والقتال...
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.