رحل محمد علي كلاي الأسطورة في عالم الملاكمة عن عالمنا المحدود الضيق إلى رحب الله و سماواته السبع العلى آثر أزمة تنفسية حادة الجمعة 3 يونيو 2016 عن عمر 74 عاما . لا أرى محمد علي كلاي أسطورة في الملاكمة فحسب و التي فاز بها ببطولة العالم ثلاث مرات ولقب برياضي القرن ولكنني آراه أولا وآخيرا أسطورة في الدعوة إلى الإسلام لله وحده الذي لا شريك له ؛ فقد ولد محمد علي كلاي في 17 يناير 1942 بمدينة لويفيل في ولاية كنتاكي الأمريكية ولكنه اعتنق الإسلام عام 1964 وهو شاب في اوائل العشرينات وبين اشتعال هتافات المعجبين وسماع دوي تصفيقهم الحار وفي اثناء التفافهم حول حلبة الملاكمة وسط بريق فلاشات آلات التصوير، وقف محمد علي كلاي ليعلن أمام ملايين المشاهدين المحبين له إسلامه ، مرددًا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأعلن تغيير اسمه ليصبح محمد علي كلاي". وقال محمد علي كلاي وقت إشهاره لإسلامه : أنها المرة الأولى التي أسمع فيها أن الله واحد فهزني ذلك وأن النبي محمد هو آخر الأنبياء وأن عيسى عليه السلام هو نبي من أنبياء الله والقرآن هو الوحي الكامل الذي حافظ على ذاته، كل ذلك كان جديداً بالنسبة لي وقد ترك أثراً رائعاً ، وبعد إسلامي وجدت السلام الإنساني والحقيقة، وقد تعلمت الصلاة والصوم والصلة بالله وصرت أدعو إلى دين الله والإسلام الحنيف . ولكن ما يدعوني إلى اعتبار محمد علي كلاي اسطورة في عالم الدعوة إلى دين الله ؛ تصريحه الذي كشف النقاب عنه مؤخرا قائلا : (" بفضل الله سبحانه أسلم على يدي أكثر من مليوني أميركي وخصصت دخلي السنوي الذي يقارب 200 مليون دولار وقد يزيد للنشاط الذي يخدم المسلمين الفقراء ويخدم كذلك الدعوة إلى دين الله الإسلام ، مضيفا : لقد حولت قصري إلى جامع ومدرسة لتعليم القرآن الكريم" ).... بعد سماعكم لتصريحه الذي أبكاني وأخجلني بشده لضألة ما نقدمه نحن العرب للإسلام والمسلمين ؛ هل تتفقون معي في اعتبار محمد علي كلاي أسطورة في الدعوة إلى الله الحق وليس فقط أسطورة في الملاكمة ؟ ومن أقوال محمد علي كلاي الشهيرة بعد اعتناقه الإسلام قوله : "إن اتجاهي نحو الإسلام كان أمرًا طبيعيًا يتفق مع الفطرة، وقد استغرق رجوعي إلى فطرة الحق سنوات من التفكير الممعن ، حين اصطحبني صديق مسلم إلى المسجد لأسمع شرحًا عن الإسلام، إذ أحسست وأنا أنصت للشيخ بنداء الحقيقة ينبعث في داخلي" . وأجد أشهر مواقف محمد علي كلاي الإسلامية السياسية الإنسانية النبيلة على الأطلاق ؛ رفضه لحرب فيتنام قائلا آنذاك : "هذه الحرب ضد تعاليم القرآن ، وإننا كمسلمين ليس من المفترض أن نخوض حروبًا إلا إذا كانت في سبيل الله ورسوله"، وأطلق محمد كلاي هذا التصريح بعدما رفض الألتحاق بالجيش الأمريكي الذى كان يستعد للدخول في حرب مع فيتنام واحيل محمد علي كلاي آثر ذلك إلى السجن وتمَّ إلغاء رخصة الملاكمة التي كانت لديه، وتمَّ تجريده من بطولة العالم في الملاكمة، ولكن بعد أربع سنوات ألغت المحكمة العليا قرار إدانته، وقالت في حكم جديد: إن رفضه لأداء الخدمة العسكرية لم يكن بدافع جُرمي، وإنما يتماشى مع تعارض الحرب مع قناعة ضميره كونه يدين بالإسلام . وعاد محمد علي كلاي للملاكمة مرة أخرى عام 1970 في مباراة وُصِفَت بأنها (مباراة القرن) ضد فريزر، حيث لم تُسجَّل هزيمة لأي منهما في أي مباراة من قبل، وكانت مباراة من ثلاث مباريات متفرِّقة، فاز محمد علي باثنتين منها. واستطاع محمد علي كلاي الانتصار على الملاكم القوي جو فورمان عام 1974، الذي استطاع الانتصار على جو فريرز الذي صنف بأنه لا يهزم وصنفت المباراة بأنها سابع أعظم لحظة رياضية في التاريخ. وبعد اعتزال محمد علي كلاي الملاكمة وهو يبلغ من العمر 35 عاما ؛ سئل : ماذا تنوي أن تفعل ؟ فأجاب محمد علي كلاي : سأستعد للقاء الله . ومن مواقفه المشرفة التي تدل على أنه رجل له مبدأ لا يتنازل عنه تحت أي إغراء ؛ رفضه نجمة مشاهير هوليوود التي يتمناها الجميع وذلك في لوس أنجلوس في يناير من عام 2002 حيث أنه لم يقبل أن يتم وضع اسمه على الأرض ويمشي الناس بأقدامهم على اسم “محمد” كونه نفس اسم خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم . وعلى الرغم من أن هناك ما يقرب من 2500 نجمة لمشاهير هوليوود تم وضعها على ممشى المشاهير، إلا أن غرفة هوليوود قررت أن يتم وضع نجمة المشاهير لمحمد علي على جدار الممر وليس على الممشى ، لتصبح النجمة الوحيدة على جدار المشاهير وتحديدا على جدار مسرح دولبي ، وبذلك تكون هي النجمة الوحيدة التي لا تطأها الأقدام من بين نجوم المشاهير في هوليوود وقد توافد محبي وعشاق الأسطورة الراحل السبت الماضي إلى نجمته الشهيرة على جدار الممر في هوليوود ووضعوا أكاليل الزهور هناك. ومن أشهر تصريحات محمد علي كلاي الآخيرة التي قالها للدفاع عن سماحة تعاليم الإسلام قوله بعد ضربات باريس واتهام المسلمين بالإرهاب : "أنا مسلم ولا يوجد شيء يمت للإسلام في قتل أناس مدنيين أبرياء في باريس أو أي مكان آخر في العالم ". ومن حكمه الشهيرة التي أحبها كثيرا : "السقوط داخل الحلبة، كالسقوط خارجها ، لا عيب في أن تسقط أرضا بل العيب في أن تبقى على الأرض" وقوله كن صاحب مبدأ والعالم بأسره سوف يُقبل عليك . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي