دخلت معركة استعادة مدينة الفلوجة معقل تنظيم داعش الإرهابى مرحلة حرب الشوارع، فى وقت اقتحمت فيه القوات العراقية المشتركة المدينة من ثلاثة محاور تحت غطاء جوى أمريكى لتبدأ هجوما مباشرا لاستعادة المدينة من التنظيم، فى وقت قتل فيه أكثر من 20 عراقيا وأصيب أكثر من 50 آخرين فى سلسلة هجمات انتحارية فى بغداد. وقال بيان عسكرى أذاعه التليفزيون إن وحدات من الجيش تقدمت صوب مدخل الفلوجة الجنوبى و"تتقدم بثبات" تحت غطاء جوى من قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة. وقال شهود عيان إن انفجارات وإطلاق نار تدوى فى حى النعيمية بجنوب الفلوجة. من جانبه، أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة "انطلاق الصفحة الثالثة لتحرير مركز مدينة الفلوجة" من سيطرة داعش. وقال العميد يحيى رسول لتليفزيون "العراقية" الحكومى إن "التقدم الآن مستمر من قبل قوات مكافحة الإرهاب، وخلال الساعات المقبلة سيتم الإعلان عن نتائج هذه العملية". وفى هذه الأثناء، تمكنت القوات العراقية المشتركة من السيطرة على مركز شرطة النعيمية جنوب الفلوجة بالأنبار فى إطار عملية "كسر الإرهاب" لتحرير الفلوجة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. وذكرت وحدة الاعلام الحربى بقيادة العمليات المشتركة أن القوات من الفرقتين الاولى تدخل سريع والمشاة 14 رفعت العلم العراقى فوق مبنى مركز شرطة النعيمية فى المحور الجنوبى للفلوجة. كما تمكنت قوات الشرطة الاتحادية من تحرير منطقة الشيحة وقريتى جميلة والالفاف شمال مدينة "الصقلاوية" فى المحور الغربى للفلوجة بالأنبار. وواصلت فرقة المشاة السادسة التقدم من محورين لتضييق الخناق على مسلحى التنظيم فى المناطق المحاذية للفلوجة، حيث تمكنت هندسة ميدان الفرقة السادسة من تفكيك ثلاث عبوات ناسفة خارقة للدروع ومجموعة من الجراكن المفخخة التى تحتوى على مادة "سى فور" شديدة الانفجار، بالإضافة إلى تطهير نفق للإرهابيين بطول 700 متر شرق مدينة الصقلاوية. وكانت عملية استعادة الفلوجة التى بدأت قبل أسبوع بدعم من التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة ركزت فى البدء على استعادة السيطرة على القرى والبلدات المحيطة بالمدينة التى تبعد 50 كلم غرب بغداد. وفى هذه الأثناء، عقد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، اجتماعا لمجلس الأمن الوطنى بحضور وزراء الخارجية إبراهيم الجعفرى والدفاع خالد العبيدى والداخلية محمد سالم الغبان ومستشار الأمن الوطنى فالح الفياض وقادة الأجهزة الأمنية. وتم خلال الاجتماع الذى عقد الليلة قبل الماضية مناقشة سير العمليات العسكرية لتحرير "الفلوجة" بالأنبار من قبضة تنظيم داعش الإرهابى بعد الانتصارات التى حققتها القوات العراقية المشتركة وسبل حماية المدنيين، إضافة إلى بحث تطورات الأوضاع الامنية فى العاصمة بغداد وضرورة دعم القوات التى تقاتل الإرهاب وعدم شغلها بأمور أخرى . وتزامنت معركة الفلوجة مع عدة تفجيرات انتحارية، استهدفت أحياء سكنية مكتظة وهما حى الشعب وحى مدينة الصدر كما استهدفت حى الطارمية الذى تقطنه أغلبية سنية شمال بغداد. حيث قتلت سيارة ملغومة فى حى الشعب 12 شخصا وأصابت أكثر من 20 فى حين قتل 7 فى الطارمية وأصيب نحو 20 شخصا فى هجوم نفذه انتحارى كان يقود سيارة أمام مبنى حكومى تحرسه الشرطة. وفى مدينة الصدر قتل انتحارى على دراجة نارية شخصين وأصاب سبعة.