نادرا ما تتبوأ الانتخابات الرئاسية فى النمسا صدارة الأحداث الدولية، غير أنه فى هذه المرة، الأمر إختلف بشكل كامل، فأنظار الأوروبيين وربما الكثير من دول العالم اتجهت إلى فيينا التى تشهد حاليا فترة إنتقالية على المستوى الحكومى والرئاسى والشعبي و يترقب جميع المراقبين ما تسفر عنه هذه المرحلة وذلك بعد ان فاز المرشح المستقل ألكسندر فان دير بيلين برئاسة النمسا، متقدما بفارق طفيف على منافسه مرشح حزب الحرية اليميني المتطرف نوربيرت هوفر وبعد تاكيد النتيجة لصالح بيلين الذى يبلغ من العمر 72 عاما الذى كان يشغل منصب أستاذا جامعيا أعلن استقالته رسميا بعد ان قاد حزب الخضر فى النمسا لمدة عشر سنوات ليكون رئيسا لكل النمساويين. وهو ذو أصول روسية فأقاربه من جهة الأب انتقلوا من هولندا إلى روسيا في نهاية القرن السابع عشر، وفي وقت لاحق بعد ثورة أكتوبر، هاجر أقاربه إلى استونيا. وولد ألكسندر فان دير بلين في فيينا في عام 1944. ويرى المراقبون الاعلاميون هنا ان تصريحات منافسه الخاسر مرشح اليمين المتطرف، للرئاسة في النمسا نوربرت هوفرقد أثارت الجاليات العربيه والمسلمه، ولا يخفى على المراقبين هنا الحشد والدعم الذى قام به الأجانب وخاصة الجاليات العربية والإسلامية وفى مقدمتها الجالية المصرية من اجل فوز بيلين ردا على تصريحات المتطرف اليمينى وتحقق بالفعل الفوز لفان ديربيلين .. وتشهد النمسا حاليا العديد من المشاكل بسبب قضية الهجره واللاجئين ولذا ينتظر الرئيس النمساوى الجديد تحديات كثيره فى مقدمتها البطالة التى إرتفعت نسبتها فى السنوات الأخيرة بصوره ملحوظه ،بعدما كانت النمسا تحتل المركز الاول فى الاتحاد الأوروبى وتميز بأن لديها اقل نسبة بطاله فضلا عن مشاكل ارتفاع الأسعار فى بعض السلع الرئيسيه للمستهلك، علاوة على الصراع الحزبى التى تشهده البلاد وخاصة ما يتبناه حزب اليمين المتطرف نحو المهاجرين واللاجئين الأجانب عامة ولذا يتساءل الكثيرون هنا وماذا بعد فوز بيلين!